بعض الآباء لا يعرفون ولا نعرف ماذا يريدون بالتحديد أو من دون تحديد «كالعادة» لا تدري بناتهم، ما المطلوب وما المسموح وما الممنوع، وما.. وما.. والقائمة تطول، والفتاة لا تدري ما تقول للأب الذي كل يوم يضيف جديداً لقائمة الممنوع، ودون أن يحدد السبب من المنع ولا يريد سماع اعتراضها ولا الدخول معها في نقاش، فلماذا كل هذا؟!
هي لم تعد صغيرة، لقد تجاوزت سن العشرين وتجاوزت مرحلة المراهقة، أصبحت ترى وتسمع الحقائق من حولها.. إلا حقيقة واحدة هي «حقيقة قرارات والدها المفاجئة»؟
لا يسمعها ولا يناقشها ولا يتحاور معها في أي أمر يخصها، فقط يقرر وينسحب!! وإن استمع إليها لا يكون مقتنعاً بمبدأ الاستماع ..لماذا؟؟
هي لا تدري، لقد احتارت في العثور على اجابة منه أو من أي مصدر آخر.. ليس لأنها سطحية التفكير، أو أنها لا تعرف التعبير، بل لأنه يعتبر كلامها أوهاماً وتفكيرها أحلاماً ورأيها مجرد كلام..
كل ما أستطيع قوله لأولئك الآباء - أطال الله في أعمارهم - لماذا إذن تعيش الفتاة في هذا الكون الواسع..
لماذا تحكمون على الفتاة دون محاكمة، وإن حاكمتموها لا تريدونها أن تحضر، وإن حضرت لا تريدونها أن تدافع عن نفسها، وإن دافعت عن نفسها «ثبتت التهمة عليها».
فكيف تريدون من هذه الفتاة أن تكون أماً في المستقبل «وفاقد الشيء لا يعطيه».
|