يعد المعلم من أهم ركائز العملية التعليمية وعلى نجاحه يتحدد مدى نجاح العملية برمتها، ولعل من أبرز العوامل التي تؤدي إلى نجاح المعلم وفاعليته شعوره بالراحة النفسية أثناء عمله.
ومع هذا فقد تكتنف المعلم بعض الصعوبات التي تؤدي إلى شعوره بعدم الرضا وعدم الارتياح وتظهر هذه الصعوبات والمشكلات عادة عند المعلم الجديد.
ويمكن وصف السنة الأولى في التدريس بسكة حديد في مدينة ملاه تلتوي وتنخفض وترتفع وتمتلئ بالابتهاج والانهماك والانشغال.
ويأتي الجو المدرسي بكافة أبعاده ليعطي المعلم الجديد نوعا من الخبرة غير المسبوقة من حيث تعدد الفصول وتنوع الطلاب وتداخل الحصص إضافة إلى التقارير الشهرية والواجبات المدرسية، وكذلك اختلاف المجتمع المدرسي، فهذا مدير وهذا وكيل وهذا مرشد وهؤلاء مدرسون ولكل مهمته ولكل طبيعته.
وعلى الرغم من تلك الخبرات إلا أن المعلم الجديد يحاول استكشاف المدرسة والتعامل مع كافة اطيافها ولكنه قد يصاب بالإحباط في نشاطه الوظيفي دون أن يشعر به أحد
كما قد ينتابه شعور بعدم الاستقرار العاطفي ويصيبه نوع من الأرق وعدم القدرة على التحكم بالنفس.
أما ما يخص علاقة المعلم الجديد بمدير المدرسة فقد تكون غير واضحة لأن صورة المدير لا تظهر بوضوح في الأيام الأولى من عمل المعلم فيشعر المعلم بوجود حواجز بيته وبين المدير تولد لديه عدم الرضا عن نفسه أولاً وعن المدير ثانياً.
ويفاجأ المعلم الجديد بعدد غير قليل من الزملاء متعددي الاتجاهات ومتنوعي الرؤى ويمكن أن يؤثر الزملاء سلبيا على المعلم وذلك إذا لجأ بعضهم إلى تهميش المعلم الجديد أو توليد إحباطات لديه من المدير أو الطلاب أو الجو المدرسي بشكل عام ويمكن أن تكون صداقة بعض الجادين من المعلمين عونا للمعلم الجديد على تخطي حاجز الصدمة.
وتبدو الصعوبة الرئيسة في جدة الدور الذي يؤديه المعلم الجديد فبعد ممارسة قليلة لعملية التدريس في التربية الميدانية يجد نفسه فجأة أمام فصل مسؤولاً عن كل كبيرة وصغيرة فيه من بداية العام الدراسي إلى نهايته.
أما من يتعامل معهم المعلم بشكل دائم وهم الطلاب فهم متباينون في مستوياتهم الدراسية وفي الفروق الفردية بينهم إضافة إلى خلفيتهم الأسرية ومدى الإرث الأخلاقي الذي يحملونه مما يزيد من الأعباء التي تثقل كاهل المعلم وتزيد من إحباطه لعدم كفاية الخبرة التعليمية التي يمتلكها.
وفي ضوء هذا وذاك فإن المعلم الجديد يحتاج منا إلى وقفة صادقة وجادة في تسهيل مهمته والوقوف معه حتى يجتاز مرحلة الصدمة ولعل المديرين والمشرفين والمعلمين الجادين يعون هذه القضية ويفطنون لكل معلم جديد ويتوقعون منه أن يقع في بعض الإشكاليات السابقة ولنتساعد سويا في توفير الجو المناسب لزميلنا الجديد ونوفر له المناخ النفسي المريح حتى يقف على قدميه في هذا المزلق الخطير.
|