Monday 1st december,2003 11386العدد الأثنين 7 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من يقف وراء هؤلاء القتلة؟ من يقف وراء هؤلاء القتلة؟
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب

هؤلاء الفتية الذين أشهروا بلواهم على مجتمعهم صغيره وكبيره حتى الأطفال وقتلوهم مَن رماهم مَن زجَّ بهم مَن دفعهم في اتون الإرهاب، ألا ليتهم فكروا قبل أن يوقعوا أنفسهم في لعبة هي أكبر من أن يحتملوا تبعاتها.
لقد فقدوا السيطرة على متابعة ما تم رسمه لهم بفعل الخلخلة التي أحاطت بهم من قبل الأجهزة الأمنية حتى صاروا في تخبط وعشوائية وإلا ما الهدف من تفجير مجمع سكني داخله عرب يعبدون الله ألم أقل إنهم فقدوا السيطرة وبدأ التشرذم على خططهم هل يعني هذا بداية النهاية لهذه الفئة المندفعة نحو اللهب ربما، فالعقل يكاد لا يصدق أن هذا التفجير وإحراق الأرض يتم بواسطة سعوديين مسلمين من جلدتنا حتى إنهم يقتلون أنفسهم بالأحزمة المتمنطقين بها أو داخل السيارات المفخخة، أي عقل هذا إن كان يدعي الإسلام فالإسلام نهى عن قتل النفس بغير حق كما نهى عن قتل الحيوان لغير مصلحة ظاهرة.
لأي شيء هذا الإفساد، فالأمن لن يضعف بإذن الله والبلاد لن تتعطَّل عجلة اقتصادها والناس ها هم يروحون غدواً وعشياً إلى أعمالهم والمصانع وبيوت المال تعمل دون توقف فلماذا الفتنة وما المصلحة من إشعالها وتعريض العباد لأوارها، فالأعداء هم من يحصد نتائج هذا العبث الذي يحصل بأيدينا وضد بعضنا البعض وكيف جاز لنا تبادل الأدوار.
وأقول تبادل الأدوار كونه بدأ أول ما بدأ - أقصد الإرهاب - بواسطة أجانب غير مسلمين فهل أحرجت جهات أجنبية وأوكلت العملية لسعوديين كيف انطلت الحكاية على الشباب السعودي.
إن ما أعلنته وزارة الداخلية من أسلحة خفيفة وثقيلة قوية ومتوسطة مدفونة ومخزنة فوق الأرض وتحت الأرض ينفي قدرة هؤلاء المساكين على جلبها بأنفسهم أو صنعها، فهل هناك جهة داخلية أو خارجية هيأت لهم جمعها ووضعها تحت تصرفهم لاستخدامها هنا وهناك، وإلا ما المقصود من وجودها في مكة المكرمة، لا بد أن اللعبة استهوتهم في البداية نتيجة تغرير أو طمع مادي ودون معرفة بما سوف تؤول إليه الأحوال، فاللعبة أكبر من أن يحيط بها أشخاص بهذا العقل والتفكير المتشبلط سكك التائهين نتمنى أن يكشف عن الجهات صاحبة الأيادي الخفية واللعبة القذرة الممدة لهؤلاء الشباب المخدوعين بالأموال والسلاح.
أي ظلم أكبر من أن تزهق الأرواح وتدك المباني يا من تدَّعون الإسلام، ألا فليتق الله هؤلاء الفتية ويعلنوا توبتهم فليس من العيب أن يتراجع الإنسان عن الخطأ بعد أن أبصر الحق، فكل الناس خطاؤون وخير الخطائين التوابون فهلاَّ أعلنتموها توبة وقدمتم أنفسكم للجهات المعنية.
هذا ما نرجوه، وسلمت للجميع يا وطن.

ص.ب 150005 /الرياض 11747

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved