جَرِّد حسامك إن تمادى مجرمٌ
قد لجَّ في الطغيان من لا يرحمُ
ما بين مكةَ والرياضِ تباعدٌ..
عِقد الجزيرة بالتلاحم ينظمُ
جَرِّد حسامك إن تمادى صائلٌ
في شرعنا قتل النفوس محرَّمُ
إلا بحقً ثابتٍ بأدلةٍ
تبني العدالة فهي حكمٌ أرحم
والظلم لا يفنى بزجر قصيدةٍ
يفنى الزمان وكلنا يتظلمُ
حسب العدالة في تعقب من «سطا
يُسطى عليه» وحكم ربِّك أقوم
إن لم تفد لغةُ الحوار سلامةً
فالسيف في لغة العدالة أسلمُ
من حكمة الشعر القديم نقلتها
من شاعرٍ إذ قال - وهو الأقدم:
(( لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراقُ على جوانبه الدم))
ما فَرَّخ الإرهابُ في أوطاننا
أبداً ولا سَنَّ الحرابةَ مسلمُ
حرم منيع أرضنا يسعى لها
دانٍ وقاصٍ ركنها لا يُهْدَمُ
وتنكس الرايات إلا رايةً
عنوانها التوحيد ذكر قَيِّمُ
أعداؤها مهما تكاثر جمعهم
لا يستجيب لهم أصيلٌ مُلْهَمُ
حكامها علماؤها أحرارها
صانوا حماها والأعادي تعلمُ
ما سار في أرجائها وشعابها
بالذكر يُتلى والشريعة معلمُ
إلا نبيُّ الله أزكى مُرْسَلٍ
بصفاته كل الفضائل تختمُ
سُدْنا به لا نستجيب لغيره
إلا بما يُمليه نصحٌ محكمُ
لم يكتب التاريخَ إلا سادةٌ
منا ونحن بنهجهم نتوسم
أيكون منَّا في ليالي صومنا
من راح يعمل في الخفاءِ ويبرمُ؟
لو أنصفوا رمضان في تاريخه
ما أزهقوا الأرواح فيه وأيتموا
أمُّ القرى فُتحت به فتهللت
وعبادة الأصنام شرك يصرمُ
وببدرٍ الكبرى يفرِّق شهرُنا
ما بين إيمانٍ وكفرٍ يُهْزَمُ
بشآمنا رمضان سيفٌ باترٌ
سحق التتار بحدِّه فتحطموا
رمضان هدم خط ((برليف) الذي
زعموه ركناً معجزاً لا يُهْدَمُ
هذا هو الشهر الكريم فأيْنه
من حاضرٍ فيه المآسي تُضْرَمُ؟
ما أضرم التفجير في وطن الإبا
إلا بغاةٌ حُسَّدٌ قومٌ عموا
من خلفهم أجراؤهم يسعَوْن في
غبش الظلام وما يدبر أعظمُ
هذا عِداءٌ سافر لا يُتقى
إلا بضربٍ من يدٍ لا ترحمُ
ما قلت ((كلا)) فالقصيدةُ زجرُها
لا يشتكي جرحاً ولا يتألمُ
تشفى الجراحُ بغيرةٍ من سادةٍ
طبُّ الحياةِ براحهم لا يُعْدَمُ
السيف إن أغمدتَه جار العدى
وبحدِّه شرُّ الجرائم يُحْسَمُ