«سَلاَمًا، يَا رُبَى بَلَدِيْ
أَبُوْسُ التُّرْبَ لِلْجُدَدِ
وَأَحْمَدُ رَبَّنَا أَمَرَا
بِإِحْسَانٍ إِلَى وَلَدِ
يَتِيْمٍ فَاقِدٍ أَبَتًا
وَأُمًّا فَقْدُهَا كَمَدِيْ
ِيَوْمٍ غَادَرَا أَمَلاَ
بِعَوْدٍ مُسْعِدٍ لِغَدِيْ
وَكَانَ الْمَوْتُ قَاطِرَةً
تُرَاقِبُهُمْ عَلَى رَصَدِ
فَمَا عَادَا وَلاَ سُمِعَا
وَلاَ غَابَا عَنِ الْخَلَدِ
يَحَارُ الْقَلْبُ فِيْ قَلَقِ
وَأَدْعُوْ سَائِلاً رَشَدِيْ
صَبَاحٌ هَلَّ فِيْ حَذَرِ
وَعُجْبٍ مِنْهُ مُحْتَشِدِ
فَطِرْتُ أُسَائِلُ الْخَبَرَا
وَمَا رَدٌّ سِوَى صَدَدِ
وَإِشْفَاْقٍ عَلَى أَسَفِ
فَدَوَّى صَارِخًا جَلَدِيْ
عَلِمْتُ الْيُتْمَ مُنْعَقِدَا
عَلَى نَحْرِيْ بِلاَ هَوَدِ
كَنَارٍ تَصْطَلِيْ مَرَرَا
وَتَشْرِيْدًا كَمُنْطَرِدِ
وَمَا لِيْ صَوْلَةٌ أَبَدَا
سِوَى تَسْبِيْحَةٍ بِيَدِيْ
وَصَلَّيْنَا وَوَادَعَنَا
أَعَزُّ النَّاسِ فِيْ كَبِدِيْ
دُمُوْعُ الْعَيْنِ فَائِضَةٌ
وَلاَ أَدْرِيْ بِمَنْ يَجُدِ
حَنَانٌ بَاتَ يَغْمُرُنِي
وَإِحْسَانٌ بِلاَ نَكَدِ
فَجَارِيْ قَدْ بَنَى قَسَمَا
بِأَنْ يَبْقَى فِدَا رَغَدِيْ
فَمَا جَافَى وَلاَ نَسِيَا
وَأَسْقَانِيْ شَذَا أَمَدِيْ
وَأَعْطَانِيْ نَوَى عُمُرٍ
عَرُوْسًا تَبْتَغِيْ سَدَدِيْ
فَحَمْدًا لِلَّذِيْ وَهَبَا
لَنَا أَبَوَيْنِ مِنْ مَدَدِ»