كان يوم أمس..
مكتظاً..
بالفرح والمطر.. والعودة إلى الحياة بتثاقل..
وكانت الشوارع مسرحاً لكل شيء وأي شيء
الزحام
والمنبهات العالية والضاجة
والقفز على الأرصفة
كل شيء كان حاضراً..
وكان الغائب الوحيد هو المرور
فعلى امتداد طريق الأمير عبدالله شرقاً وغرباً.. لا تكاد ترى سيارة مرور واحدة..
وشهدت بوابة جامعة الملك سعود على طريق الأمير عبدالله زحاماً غريباً بين الخارجين والداخلين..
وهبط كثير من الرجال من سياراتهم فزعةً منهم لتنظيم المرور وعبور السيارات..
وكنت أظن أننا تجاوزنا بكثير أيام الفزعات، وأن التنظيم هو البديل الممكن في بلد متطوِّر.. يشهد تنظيماً هائلاً في شوارعه وميادينه.. وتطوراً عظيماً في أبنيته.
.. نعرف أن مسؤوليات المرور كبيرة جداً في مدينة مذهلة مثل الرياض..
لكنني أعتقد أن توزيع نقاط وجود رجال المرور على خريطة التقاطعات التي تشهد زحاماً واكتظاظات مفاجئة ودائمة هي مهمة تنظيمية لا بد من العناية بها.
** ومن المؤكَّد أنني وغيري..
قد قدرنا لفتات الفازعين لتنظيم المرور على الرغم من اختلافهم والاعتراضات التي حدثت يميناً وشمالاً و«نرفزة» بعضهم الآخر على سائقي السيارات..
لكن كل ذلك يبدو طبيعياً في لحظات دقيقة ازدحمت بكلِّ شيء وأي شيء..
وبدت فيها أهمية التنظيم وهيبة رجل المرور الذي يستطيع بإشارة من يده أن يعيد الحركة انسيابية وسط تزاحم أرتال السيارات..
** كل شيء كان يوم أمس حاضراً..
العيد وهو يلملم آخر ثيابه الزاهية..
ووجوه الأطفال الممزوجة بفرح ووجل من العودة إلى المدارس..
والأعين المعبأة بالنوم الذي لم يجئ إلا متأخراً والأرصفة التي تقفز والأسفلت المبلل والمنبهات الضاجة التي زادت من حدة التوتر.
كل شيء كان حاضراً..
عدا المرور لقد كان الغائب الوحيد..
على الأقل في النقاط التي عبرتها صباح أمس..
* كل عام وأنتم بخير.. وكل عام وهذا الوطن وأهله يحبونه أكثر ويخلصون له أكثر.
|