Monday 1st december,2003 11386العدد الأثنين 7 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رفض سوري لمسألة التوطين رفض سوري لمسألة التوطين
دمشق تتجاهل أي طرح خارج إطار الأمم المتحدة

* دمشق - الجزيرة: عبد الكريم العفنان:
وسط بروز معلومات حول إمكانية موافقة سورية على توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فإن موضوع العلاقات الأمريكية - السورية بدأ يأخذ بعدا جديدا، حيث أكد مصدر دبلوماسي عربي في دمشق أن الضغوط الأمريكية على سورية ستتخذ خلال الأيام القادمة أشكالا جديدة.
وقال المصدر في حديث مع «الجزيرة» إن التقارير التي تتحدث عن موافقة سورية على عمليات توطين الفلسطينيين في لبنان، مقابل سحب قانون محاسبة سورية هي جزء من هذه الضغوط، مستبعدا أن تكون هناك أي اتصالات بين الجانبين بهذا الخصوص.
وأوضح المصدر أن المعلومات حول مسألة التوطين لاتخرج عن إطار التقارير الإعلامية، وهي مرتبطة أساسا بالمفاوضات التي حدثت في جنيف، إضافة لورشة العمل الفلسطينية - الإسرائيلية المنعقدة في اسبانيا، مركزا على ان هناك محاولات لتعديل خارطة الطريق وكافة الاتفاقات السابقة التي لا بقيت ضمن إطار المناورات السياسية.
وقال المصدر إن مسألة التوطين بالنسبة لسورية تخرج عن اعتبار الحلول الإجرائية، وتدخل في الرؤية الاستراتيجية السورية لمستقبل التسوية في المنطقة، موضحا أن دمشق تتعامل مع هذا الموضوع وفق:
- عدم ارتباط مسألة التوطين بقرار سوري محض، فهو يتعلق باللاجئين المتواجدين على أراضيها أو على الأراضي اللبنانية. مما يعطي المسألة أبعادا إقليمية وعربية.
- عدم وضوح الحلول الحقيقية لهذه المسألة. فمع الرفض المبدئي السوري للتوطين، لكنه من جانب آخر يظهر كمناورة لاختبار النوايا للجانب العربي عموما. حيث لاتبدو الحلول المقترحة للتوطين واضحة ولا تخرج عن إطار طرح العنوان العريض لهذا الموضوع.
وركز المصدر على أن طرح التوطين يشكل مرتكزا جديدا تحاول الإدارة الأمريكية طرحه من الخروج من مأزق خارطة الطريق، لذلك فهو يبقى مجرد افتراضات يصعب ترجمتها على أرض الواقع.
وقال إن المؤشرات الأساسية للسياسة السورية بهذا الشأن توضح أنه غير قابل للمساومة، في وقت لا تبدي فيه دمشق اهتماما واضحا لقانون المحاسبة، طالما أنه بقي ضمن إطار العقوبات الفردية التي تحاول واشنطن فرضها، واعتبر أن دمشق تتجاهل مسألة ما يطرح من حلول بشأن التسوية، كونها ماتزال خارج إطار الواقع العملي، ومع وجود حكومة إسرائيلية لا تعتبر السلام من أولوياتها.
وربط المصدر بين ما يطرح حول مساومة سورية - أمريكية بشأن التوطين، والأزمة الأمنية التي تعيشها الولايات المتحدة في العراق، مبينا أن الإدارة الأمريكية غير قادرة على إيجاد استقرار واضح في العراق دون بحث الأمن الإقليمي عموما بما فيها مسألة التسوية.
مؤكدا أن الرفض السوري للتوطين هو في النهاية ربط لكافة المسائل بالشرعية الدولية، وبضرورة إعادة الاعتبار لدور الأمم المتحدة في كافة المسائل الدولية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved