ضغط انتخابات الرئاسة الأمريكية، ورغبة الرئيس جورج بوش الابن وإدارته في دعم خارجي لحملتهم الانتخابية في ظل ازدياد المشاكل في العراق التي يتساقط فيها الجنود الأمريكيون يومياً، دفعا الدبلوماسية الأمريكية إلى تنشيط «جبهة السلام الفلسطينية» بهدف تحقيق نجاح دبلوماسي أمريكي يدعم حملة الرئيس بوش ويغطي على الإخفاقات في أفغانستان والعراق.
وهكذا نشطت الجهود الدبلوماسية «السلمية» على الساحة الفلسطينية وخارجها وخصوصاً في أوروبا ومصر.
على الساحة الفلسطينية يعتبر المراقبون اللقاء المرتقب بين رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون ونظيره الفلسطيني أحمد قريع «أبو علاء» «تحريكاً» لمبادرات السلام الراكدة، فالأمريكيون يضغطون على شارون ليقدم «طعماً» لأحمد قريع يقنعه باستئناف الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية وصولاً إلى بدء مفاوضات حقيقية بين الإسرائيليين والفلسطينيين تسفر عن اتفاق يتم برعاية الأمريكيين وبالتحديد الرئيس بوش، اتفاق قريب من خطته «خريطة الطريق» يجعل الرئيس يرفعه شعاراً كانتصار دبلوماسي وسياسي للإدارة الأمريكية.
ولكي تتم العملية بتوافق وتتوافر لها قناعات فلسطينية وإسرائيلية نشطت جهات إقليمية ودولية وفلسطينية وإسرائيلية لبناء أرضية يمكن تسميتها اصطلاحاً «الأرضية الفكرية»، والسياسية لما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات الجديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما يمكن فهمه بوضوح في اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت بين مسؤولين وحزبيين وقياديين فلسطينيين وإسرائيليين بحضور باحثين وسياسيين أمريكيين في العاصمة الإسبانية مدريد بدعم مؤسسة غير حكومية، ولقاء آخر تم في لندن شارك فيه من قبل الإسرائيليين ابن شارون عامور، ومن الفلسطينيين جبريل رجوب.
هذه اللقاءات، بالإضافة إلى ما يجري من جهود إقليمية وخاصة من مصر لتحريك جهود السلام جميعها، تهدف إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أمل إنجاز اتفاق يحقق رغبات الفلسطينيين وطلبات الإسرائيليين «المعقولة» ويتيح للإدارة الأمريكية رفعه كانتصار لدبلوماسية الرئيس جورج بوش.
|