Monday 1st december,2003 11386العدد الأثنين 7 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أزنار يخفف من لهجة التأييد القوية للولايات المتحدة أزنار يخفف من لهجة التأييد القوية للولايات المتحدة
صدمة في إسبانيا ومطالبات بإعادة الجنود من العراق

* مدريد د ب ا:
شكَّل مقتل سبعة من ضباط المخابرات الاسبان في العراق أمس السبت صدمة لكنه لم يأت مفاجأة للبلاد.
وكان كثير من المراقبين قد قالوا مع تصاعدالعنف في العراق إن إسبانيا ستدفع ثمناً باهظاً لتحالفها مع الولايات المتحدة في الحرب وما المسألة إلا مسألة وقت.
وتعهد الزعيم المحافظ ماريانو راجوي بألا تغير إسبانيا من سياستها تحت ضغط «العمل الارهابي القمعي» ولكن الضغوط بدأت في التزايد على الحكومة لسحب 1300 جندياً في قوة حفظ السلام الاسبانية في العراق.
ودعا الزعيم اليساري جاسبار لامازاريس الحكومة إلى إعادة الجنود إلى الوطن، فيما أشار الزعيم الاشتراكي خوسيه لويس رودريجيز إلى «موقفه المعروف جيدا» في معارضة مشاركة إسبانيا في الصراع العراقي.
ودعا لامازاريس والممثل الباسكي القومي إناكي أناساجاستي وزيرالدفاع فيديريكو تريلو إلى الاستقالة.
وحينما وصلت القوات الاسبانية أول الامر إلى قاعدتها في الديوانية في بغداد قابلها السكان المحليون بالترحيب الودي معتبرين إياها أرق من القوات الامريكية ورددوا أسماء فرق كرة القدم الاسبانية.
وقال محلل إسباني إنه سرعان ما تبددت النية الطيبة التي تبدت في البداية.
وظهر من تصاعد الهجمات على القوات الاجنبية دون الاكتفاء بالامريكية والبريطانية أن أنصار الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين يستهدفون «أي غربي تقريبا».
وبالهجوم الذي وقع يوم السبت ارتفع عدد القتلى الاسبان إلى عشرة منذ بداية الحرب العراقية. وتعد إسبانيا من أشد أنصار الولايات المتحدة. وقد تحدى رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أزنار الملايين من المتظاهرين المعارضين للحرب على العراق وأرسل 900 من أفراد القوات غير القتالية إلى الحرب و1300 من جنود حفظ السلام للمساعدة في إرساء الامن في تلك البلاد في فترة ما بعدالحرب. ويرى أزنار أن إسبانيا قطعت شوطا طويلا منذ وفاة الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو في عام 1975 وتستحق أن يكون لها ظهور أكبر على الساحة الدولية.
وحصل أزنار على مكانة متميزة في البيت الابيض لدى «صديقه» الرئيس جورج دبليو بوش واختيرت مدريد مكانا لانعقاد مؤتمر المانحين للعراق الذي عقد في تشرين الاول/أكتوبر الماضي، لكن الشركات الاسبانية ما زالت تنتظر أن تساعدها الولايات المتحدة في الحصول على عقود في العراق. وحتى قبل هجوم السبت أظهر استطلاع رأي أن نحو 40 في المئة من الاسبان يريدون لجنودهم في قوات حفظ السلام أن يعودوا إلى الوطن.
ومع تصاعد العنف في العراق أخذ التوتر يسيطر على الحكومة في مدريد بشكل متزايد، فسحبت جزءا من الموظفين الدبلوماسيين في العراق وشددت الاجراءات الامنية هناك وخففت من لهجة تأييدها للولايات المتحدة.
واعترف أزنار بارتكاب «أخطاء» في فترة ما بعد الحرب ووصفت وزيرة الخارجية آنا بالاسيو الامن في بغداد بأنه أسوأ مما كان عليه في عهد صدام حسين.
وحذَّر أناساجاستي من «احتمال وقوع المزيد من القتلى على المدى القصير دون حاجة إلى ذلك» ولكن لا يتفق جميع منتقدي الحكومة على ضرورة انسحاب إسبانيا من العراق. وقد حثت صحيفة إلموندو مؤخرا على إبقاء قوة حفظ السلام الاسبانية في العراق للحيلولة دون حدوث حالة من الفوضى هناك لكنها أضافت أن العملية يجب أن توضع تحت سلطة الامم المتحدة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved