* كتب هذا التحقيق - سعد أبومعروف:
هذا حديث صريح يسلط فيه الأستاذ غازي طالب الرأي الصريح والنقد الهادف البناء على كثير من قضايا كرة السلة في بلادنا، وآراء الأستاذ غازي تأخذ في نظري مكان الصدارة فيما يحوم حول كرة السلة من آراء بسبب ان ضيفنا مدرب وحكم دولي في كرة السلة والمصارعة فضلا عن انه مؤهل تأهيلا علميا مما يجعل رأيه له ثقل كبير في المجال الذي يتحدث عنه.
والأستاذ الضيف الذي يعمل مدرسا في معهد التربية الرياضية بالرياض بالإضافة إلى كونه مدرب فريق الهلال لكرة السلة سبق ان قاد عدة مباريات دولية منها مباريات في دورة طوكيو والكانيفو حيث قدم فيها أحسن العروض في التحكيم مما حدا بالصحافة الأجنبية إلى ان تلقبه بأحسن حكم في الشرق وكان قبل قدومه إلى المملكة يشغل في العراق الشقيق ضابط ألعاب الفرقة الثالثة ثم الثانية ثم الأولى وبعد ذلك عين ضابطا فنيا لشعبة ألعاب الجيش كما شغل منصب نائب رئيس اتحاد المصارعة العراقي وهو عضو في اللجنة التدريبية العليا في العراق واختير من قبل اتحاد بلده مدربا للفريق العراقي لكرة السلة.
هذه أشياء عن قصة الضيف مع الرياضة، أما بقية فصول القصة ففي صلب حديثه إلى نادي الرياضة.
* أستاذ غازي نرحب بك في الملحق الرياضي ل«الجزيرة» ونود اعطاءنا لمحة عن حياتك الرياضية؟
بدأت حياتي الرياضية كلاعب كرة سلة ثم اكملت دراستي في كلية التربية الرياضية وتدرجت في التحكيم إلى ان أصبحت حكما دوليا في السلة ومدربا لها بالإضافة إلى كوني حكما دوليا في المصارعة وحكمت عدة نزالات دولية للهواة تقدر بأكثر من مائة وعملت مدرباً للمنتخب العراقي في المصارعة إلا ان كرة السلة التي يجري حبها في دمي أبعدتني عن المصارعة هذا مع الحاح المسؤولين في العراق بالعمل في كلا المجالين إلا اني رفضت لاشباع رغبتي في كرة السلة وإيماني المطلق بأن التخصص بناحية معينة أجدى وهذا ما يُعمل به دوليا.
* لماذا اخترت كرة السلة بالذات؟
أولا لحبي الشديد لهذه اللعبة حيث انها هوايتي المفضلة ثم بتأثير من المدرسين الأمريكان الذين كانوا يعملون عندنا في الكلية.
* ما هي المميزات التي يجب ان تتوفر في لاعب كرة السلة؟
الجواب هنا يحتاج لكثير من الشرح ولكن اختصر هذا في النقاط الآتية وهي المؤهلات الطبيعية: الطول والمرونة والتوافق العضلي العصبي والرغبة والذكاء وحب اللعبة وهناك مزايا أخرى كثيرة ومتشعبة.
* إذن ما هو رأيك في لاعبينا عموما؟
خامات ممتازة ينقصها الخبرة وتحتاج إلى صقل.
* ما هي الفرق التي قمت بتدريبها في العراق؟
لقد قمت بتدريب عدة فرق رياضية منها نادي النهضة درجة أولى والكلية العسكرية ومنتخب بغداد ومنتخب القوات المسلحة والمنتخب العسكري وأخيراً المنتخب القومي العراقي.
* كم عدد المباريات الدولية التي قمت بتحكيمها في كرة السلة وما هي أهم هذه المباريات؟
أكثر من 25 مباراة على نطاق بطولات دولية وأهمها هي تحكيمي للأدوار النهائية في بطولة العالم العسكرية ما بين فرنسا وإيطاليا ومباراة الختام بين ج ع م وأمريكا عام 1966م وكذلك تحكيمي لبطولة الكانيفو الآسيوي في كمبوديا والمباراة النهائية على بطولة العالم العسكرية في ايطاليا عام 1968م وكذلك المباراة النهائية ما بين ايطاليا وأمريكا والتي انتهت بفوز أمريكا بفارق نقطتين فقط.
* أستاذ غازي ما هي الفكرة التي كنت تحملها عن مستوانا قبل مجيئك؟
دائماً التقديرات تخطئ وتصيب، المهم ما يحسه الإنسان حقيقة والحقيقة انني وجدت خامات متوفرة.
* من واقع التجربة والخبرة التي مررت بها ما هي كيفية الارتقاء بمستوى هذه اللعبة؟
اللعبة ترتفع على هذه الأعمدة التالية: وجود مدربين أكفاء وحكام ذوي خبرات تدريبية عميقة، وسائل الإعلام والاحتكاك، والجمهور حيث القاعدة الشعبية، وكل هذه الأسباب مرتبطة بعضها ببعض ولا يمكن الفصل بينها.
* لقد حكمت مباراة منتخب المملكة والمنتخب التونسي في جدة فما رأيك في كلا الفريقين؟
في الحقيقة ان الفريق التونسي يمتاز بالمهارات العالية وطول القامة بالإضافة لخبراتهم من جراء احتكاكاتهم الدولية مما دعا إلى ضياع الفريق السعودي بالإضافة إلى ناحية مهمة هي جهل اللاعبين السعوديين كيفية مهاجمة الدفاع الضاغط رجل لرجل لذا لم يتمكن اللاعبون من اظهار مواهبهم الحقيقية وعلى العموم ظهروا بمستوى يبشر بالخير إذا قيسوا بعمر اللعبة هنا.
* ما رأيك في النتيجة التي حققها منتخب الوسطى مع منتخب بيروت؟
بصراحة ان هذه النتيجة اعطت الاشعاع الحقيقي لهذه اللعبة وأبرزت الوجه المشرق المتطور لها حيث ان منتخب بيروت يعتبر من أقوى المنتخبات العربية وهذا مما يظهر ان اللعبة في تقدم مستمر والحمد لله.
* هل تؤيد ان يكون الاحتكاك في الداخل أم في الخارج؟
انني من أنصار الاحتكاك على شرط ان تكون الفرق ذات مستوى عال وان تلعب داخل المملكة إلى حين الوصول إلى المستوى الممتاز.
* يا ترى هل حققنا الفوائد المرجوة من استقدام هذه الفرق؟
نعم لقد حققنا أحسن الفوائد من جراء المباريات الخارجية إذ استفاد اللاعبون من خبرات من هم أعلى مستوى بالإضافة إلى تمتع الجمهور وشد الشباب لممارسة هذه اللعبة.
* ما رأيك في الحكام الوطنيين لهذه اللعبة؟
انني أؤمن ان هنالك شيئا لابد منه وهو الممارسة الدائمة وحضور المؤتمرات الدولية فحكامنا الوطنيون تنقصهم الخبرة ومعرفة خفايا التحكيم وأساليبه ولكن يجب ألا نبخس حقهم لأنهم يملكون الذهن الصافي والشخصية الجيدة فلو مارسوا وتتبعوا فأنا متأكد انه سينال البعض خلال 4 سنوات الباج الدولي «الشعار الدولي».
* أستاذ غازي لقد شاهدت كثيراً من المنتخبات العربية فأين تضعنا بينها؟
بصراحة أقول ان الفريق السعودي بإمكانه ان يفوز على منتخب الكويت والمنتخب الأردني ومقارب لمستوى ليبيا ولكن مسبوق من قبل مصر والعراق وانني اتنبأ للفريق السعودي بمستقبل باهر في هذه اللعبة.
* عرّف هؤلاء اللاعبين: سعد خير الله، عبدالحميد باقاس، بلال سعيد، زياد بركات، عبدالله بخيت، عبدالرحمن غلام، مبارك غليفص.
1 سعد خيرالله لاعب فنان بمعنى الكلمة إلا انه يميل إلى الناحية الفردية قليلا ولياقته البدنية ضعيفة ولكن يملك خبرة ممتازة جدا.
2 عبدالحميد باقاس لاعب ذكي في لم الكرات من تحت السلة إلا ان تهديفه من المسافات المتوسطة ضعيف لو أكمل هذه الناحية سيكون له شأن كبير.
3 أما بلال فإنه لاعب سريع يجيد الطبطبة بكلتا يديه ومراوغ يجيد القابلية في القطع للدخول إلى السلة إلا انه تشوبه لمحة من الغرور فكل الذي أرجوه ان يتخلص منها.
4 أما زياد بركات فهذا لديه الموهبة الطبيعية وهو عنصر الطول ولكنه يلعب في بعض الأحيان في مناطق تضيع مواهبه وانصحه ان يستغل المناطق العميقة والتدريب على حركات التمويه والقطع.
5 عبدالله بخيت لاعب يمتاز بالهدوء وله القدرة في قيادة الفريق وانا اعتبره احسن صانع للألعاب إلا ان نقطة الضعف لديه أيضاً في التهديف المتوسط وهذا ما لاحظته في كثير من اللاعبين ولو أكمل هذه الناحية لكان وبالا على الفرق المنافسة.
6 مبارك غليفص على ما اعتقد انه كان لاعبا ممتازا وله شأن كبير، أما الآن فلكل دولة زمان ومكان ورجال.
7 عبدالرحمن غلام خامة برزت خلال مدة وجيزة لا تتجاوز الأربعة شهور مع ذلك نما قدمه أمام الفريق اللبناني، وفي الحقيقة يعتبر انجازاً كبيراً للاعب عمره صغير في الملاعب واستطيع ان اقول بأن الغلام بعد سنة سيكون لاعباً له شأن كبير.
* ما رأيك في الجمهور السعودي؟
لقد اعجبت بالجمهور السعودي اعجابا شديدا لحبه وتعشقه للعبة ولا تزال ترن في أذني «طيب يا حكم» ولقد وجدت الحس الفني والذوق الرفيع لدى الجمهور ولكني اعيب على البعض تعصبهم الأعمى.
* انت عصبي جدا مع اللاعبين لماذا؟
انني كحكم اختلف تماما عن كوني مدربا فتجدني في التحكيم هادئ الأعصاب وفي التدريب شديد الغضب والسبب هو حرصي الشديد لتقديم الاحسن ولكن خلال لحظات أعود كما كنت.
* أستاذ غازي بصفتك حكما دوليا في المصارعة ما رأيك في المصارعة التي تعرض حاليا في التلفزيون؟
ان هذه المصارعة التي تعرض هي عرض للمحترفين ولا يعترف بها الاتحاد الدولي للمصارعة حيث مبالغ فيها وان المصارعة الحقيقية ترتبط بقوانين تحافظ على سلامة اللاعب وتحافظ على جمال وتطبيق المسكات الفنية وتراعي صحة اللاعب وتحافظ على هوايته وأما هذه فهي غير قانونية بل انه فيها اتفاقيات كما أرى.
|