في مثل هذا اليوم من عام 1954 احتفل الشعب البريطاني بعيد ميلاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل رقم ثمانين، وسط احتفالات ومهرجانات شهدتها شوارع وميادين العاصمة لندن. بدأ الاحتفال في قاعة ويستمنستر الكبرى في منتصف ذلك اليوم بتقديم أعضاء البرلمان الهدايا والورود لرئيس الوزراء تشرشل.
كما امتلأت القاعة بكبار الزوار من عدة بلدان صديقة بالإضافة إلى الحشود المجتمعة داخل وخارج القاعة من أفراد وعامة الشعب وبالبالغ عددهم 500 ،2 فرد.
وعند وصول رئيس الوزراء وحرمه إلى القاعة مقر الاحتفال افتتح الحفل بخطبة أدلى بها «كليميت أتلي» زعيم الحزب المعارض في إنجلترا مرحباً ومهنئاً من أسماه بخصمه الأكبر.
ومن جانبه ألقى السير وينستون تشرشل خطبة شكر للحاضرين على الحفاوة التي استقبل بها والتكريم الذي حظي به مفتخراً بأنه تمكن من قيادة المملكة البريطانية فيما أسماه بالسنوات المظلمة في تاريخها وكان يقصد سنوات الحرب العالمية الثانية.
والمعروف أن تشرشل كان قد ابتعد عن منصبه وعن السياسة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية حيث عاد إلى شغل منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا للمرة الثانية وأخذ مناصب بالجيش أيضاً بضغط من جماهير الشعب البريطاني على الحكومة لإعادته.
وتمتع وينستون تشرشل بكثير من المزايا الشخصية والمواهب المتنوعة التي كان يجيدها. كان أهم هذه المواهب هي الخطابة، فقد كان تشرشل أشهر الخطباء في القرن العشرين دون منازع. حيث كان يستخدم كلماته وعباراته المشهورة والتي تمكنت من إيجاد مكان لها بين مفردات اللغة الإنجليزية منذ ذلك الوقت وحتى الآن. والمشهور من هذه العبارات عبارة «الستار الحديدي».
أيضاً كان تشرشل يتمتع بحس فني على درجة عالية وخاصة في مجال الرسم فكانت له لوحاته التي تقام لها المعارض دون انقطاع وعلى مدى حياته.
ولعل أكثر ما يعرف عن رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل هو استمراره بهذا المنصب لمدة طويلة من عمر الوزارة البريطانية. لقد استمر عمل تشرشل كرئيس للوزراء لفترة حكم ستة ملوك من الملوك البريطانيين بدءاً من الملكة فكتوريا ونهاية بالملكة اليزابيث الثانية.
| 
