Sunday 30th november,200311385العددالأحد 6 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

طلال الرشيد.. أنموذج للنبل والحياء طلال الرشيد.. أنموذج للنبل والحياء
بندر الصالح

لقد أحزنني وفاة الصديق العزيز جداً والخلوق جداً.. طلال الرشيد.
عندما أريد الحديث عنه رحمه الله فإن الكلمات لن تفي بحقه.. لأنه حقاً مثال للشباب الخلوق المتزن وصديق تعجز الكلمات عن وصفه.
أذكر في إحدى الأمسيات التي أقامها الأخ والصديق أبو نواف في البحرين قبل عدة أعوام وشرفني بالاستضافة في تلك الليلة.. أشعره أحد المنظمين ان الجماهير أُقفل عليها الأبواب لامتلاء القاعة التي تسع ألفين وخمسمائة شخص.. وقال طلال رحمه الله فوراً.. كيف تريدني أن أتحدث أمام الجمهور وبعضهم خلف الأبواب.. لذا لابد أن تدخلوهم.. فقيمي لا تسمح لي بحرمانهم من اللقاء.. ولن أكون سعيداً بذلك.
وأذكر أنه اتصل بي ذات مرة لاجراء بعض الزيارات.. وقال من حقي عليك يا أخي بندر أن تشعرني إذا كان هناك مستحق لصدقة وليس لزكاة.. فلا تحرمني الأجر وأخبرني.. وذلك عندما كنا سوياً في زيارة لبعض الأصدقاء.
وفي عزاء والدتي رحمها الله جاء الفقيد طلال ليقدم واجب العزاء لسيدي الوالد رفعه الله بالعافية وكذلك الاخوان.. وبدخوله لصالون العزاء.. كان الأمير فيصل بن فهد رحمه الله يتحدث مع الوالد.. ووقف طلال رحمه الله احتراما للأمير فيصل بضع دقائق حتى انتهى الأمير فيصل من حديثه مع الوالد.. وبلا شك ان ذلك أدب وحياء وتقدير من طلال لولاة الأمر.
كان رحمه الله متواضعاً يحترم الكبير ويوقر الصغير.. وتملأ البشاشة والابتسامة وجهه.
كان رحمه الله محباً لعمل الخير ومساعدة الضعفاء والمحتاجين.
كان رحمه الله محبوباً عند جيرانه وأصدقائه ومعارفه ومحبيه لما يتمتع به من خلق رفيع وحُسن معشر.
كان براً بوالدته.
كان حريصاً على مواصلة أرحامه وأهله وجيرانه ومعارفه.
كان أنموذجاً للشباب في الاعتدال والاتزان.
يتميز بعلاقات واسعة وعلى مختلف المستويات.
كان يحترم العاملين معه ويعتبرهم أصدقاء.. وأصدقاؤه كثيرين لا حصر لهم.
فقد الوطن بفقده أديباً وشاعراً وانساناً رقيقاً ترك بصماته.. وترك سيرة طيبة وحسنة عند أهله وأصدقائه ومعارفه ومحبيه.
ماذا أقول عن نجم وشمس الشعر الرقيق طلال الرشيد.. ليس أمامنا من خيار سوى الرضا بقضاء الله وقدره.. وكل ما نملكه هو الدعاء له بالرحمة والمغفرة بإذنه تعالى.
أعزي فيه الوطن قادة ومثقفين وأدباء ومفكرين.
أعزي والدته الصبورة وزوجته المكلومة وابنيه نواف وعبدالعزيز داعياً المولى ان يلهمهم جميعاً الصبر.
أعزي فيه أخوه عبدالعزيز وأسرة آل الرشيد وأقول لهم أحسن الله عزاءنا وعزاكم و{انا لله وانا اليه راجعون}.
رحمك الله وجعل الجنة مثواك وجعل ما قدمته لوطنك من خدمات انسانية وثقافية في ميزان حسناتك.. فإلى جنات الخلد مع الصديقين والشهداء بإذن الله تعالى.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved