Sunday 30th november,200311385العددالأحد 6 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العودة للدراسة بنقلة في إجرائية الأداء العودة للدراسة بنقلة في إجرائية الأداء
اقتراح إلزامية الكمبيوتر مصدر لقلق المعلمات بجدة
مديرة إدارة الإشراف التربوي بجدة في حوارها مع :موقعنا في الإنترنت توعية وثقافة وتعليم
نجحنا في تأنيث «معارف» لمواءمة خصوصية البنات ونعاصر المرحلة بتعميم الاستفادة من تقنية الاتصالات

  * أجرى الحوار: عبدالرحمن إدريس
* مرحلة جديدة من العام الدراسي تبدو متحفزة إلى نشاط لا يعترف بالتثاؤب كما هو الحال في العودة من الإجازة..
* القراءة في التفاصيل الخاصة بالبرمجة المسبقة التي تعنى بواقع وخطوات العمل في مسيرة التربية والتعليم لها الكثير من الدلالات التي تعني نقلة كيفية ونوعية في اتجاهات متعددة..
* ومع تعليم.. وتربية البنات أيضا - وهو موضوع مناقشة شاملة في هذا الحوار -: فإن التساؤلات تظل مطروحة بمرجعية إلى أزمة الثقة في المؤسسة التعليمية، وإن بدت منقولة بجدية الخطوات مؤخرا إلى خارج غرف الإنعاش..
* ربما نحتاج إلى المكاشفة حول تلك الأسباب المحبطة والنظرة إليها بآلية تعتقدها غير قادرة على الإيجابيات..
فهي الدراسة بالأوزان الثقيلة، والمناهج مواد تضيف الأعباء، ولم تعد محتملة أو مقبولة بالمستوى المشجع في القناعات العامة..
* التفاصيل الأخرى اقترنت بالتعليم وذلك الأداء الوظيفي المستمر في قوالب الجمود بمهمات المعلمة والمشرفة وإدارة المدرسة، وتبعاتها في تعطيل واضح لمنطلقات الممكن خدمة للتطوير، والحديث عن الأوضاع في جدة من هذه الناحية ذو شجون!!
* تعليم البنات متاح لإعادة النظر حالياً من خلال واجهة استراتيجية العمل التي وضعت لها الخطط بالكيفية المناسبة للواقع وبعيداً عن روتينية الوظائف المتكلسة..
* هي نظرة جديرة بالتفاؤل عندما تجاري العصر بنقلة تحديث الوسائل والتطبيق متجاوزة الأنماط التقليدية في هذا المتغير..
* «الجزيرة» في هذا اللقاء مع الأستاذة الدكتورة سامية محمد بن لادن مديرة إدارة الإشراف التربوي بجدة تتيح المجال في طرح القضايا التعليمية والتربوية برؤية إلى أبعد مسافة من هذا الأفق المتفائل بالتطوير المتواصل..
فكانت الإضاءات مباشرة في توضيح العديد من الأمور الخاصة بمرحلة النقلة التي خضعت وباهتمام للكثير من الدراسات ووضعت لها أسس التخطيط بثبات للانطلاق إلى نجاحات متواصلة بإذن الله وعونه وتوفيقه.
* والمعاصرة استفادة من الاتصالات الحديثة هي واحدة من أهم مستجدات التحديث تطبيقاً بالتعميم بخطوات متسارعة في توثيق تقنياتها بمجال التعليم وإدراجها إلى الهيكلية الإدارية والنظم العملية في الشبكة الإلكترونية التي يتم توظيفها للتطوير الشامل في تعليم جدة.
فإلى تفاصيل الحوار..
العصرنة بالوعي الحاسوبي
* الدخول إلى مرحلة العمل بالكمبيوتر وهو جزء من الأهداف للتطوير فكيف يرتبط بالتعليم وما هي آفاق إيجابية الجدوى من ذلك؟
- تعطي المملكة اهتماماً بالغاً بتنمية الوعي الحاسوبي أملاً في مجتمع متفاعل وطبيعة العصر.. ومن هنا تجد أن وزارة التربية والتعليم قد واكبت التطلعات بالبدء منذ عامين في تنفيذ العديد من المشاريع في نفس الإطار وكان الإنجاز الجديد هو المشروع الكبير الذي سمي بمشروع الأمير عبدالله وأبنائه للحاسب الآلي «وطني».
أيضاً تم إدخال الحاسب الآلي كمادة تعليمية بمدارس البنات منذ العام الدراسي 1419/1420هـ، وهي البداية في التجربة ثم بدأ التوسع في تطبيقه من العام الماضي ليشمل جميع المدارس.
ونظراً لأهمية الحاسب الآلي كانت نفس الاتجاهات من الإدارة بجهود مكثفة سعياً إلى الاستفادة من هذه التقنية في جميع أنشطتها وعدم اقتصارها فقط على الناحية التعليمية، إيماناً منها بالدور الذي يؤديه الحاسب الآلي في مجالات التطوير والاستفادة منه كأداة حيوية في تحقيق أهدافها بالكفاءة المطلوبة.
أما أهداف المشروع والجدوى منه فهي محققة في ربط المدارس بالإدارة آليا وتسهيل الاتصال بينها، إلى جانب ميكنة الأداء بتغيير العمل اليدوي التقليدي إلى الطرق الأحدث باستخدام التقنية الحاسوبية وما في ذلك من سرعة الحصول على المعلومات وإنجاز العمل، وتفعيل التواصل بين أطراف العمل التربوي مع تحفيز الأداء الجماعي للعمل بين أقسام الإدارة المختلفة وبينها وبين المدارس.
هذا بالإضافة إلى إيجاد قاعدة البيانات وتيسير إعداد التقارير والمعلوماتية بما فيها من مرجعية سهلة توفر الجهد والوقت عند الحاجة إلى اتخاذ القرار.
ولا شك أخيراً بأنه مجال يعطي الفرصة للجميع لتطوير الذات واللحاق بركب التقنية الحديثة..
تفاصيل البيئة المعلوماتية
* ويتضح فعلا جدية الخطوات للتفاعل مع التقنية الحديثة.. فهي الطموحات في تقدير الأهمية لهذا المجال.. ولكن السؤال بشكل محدد هنا، عن التقنية والوصول بإدارة الإشراف إلى مرحلة متكاملة من أداء العمل إلكترونياً..
- نحن نتطلع إلى سرعة تحقيق الاتصالية المتكاملة في أداء العمل إلكترونيا.. وهذا يحتاج إلى إعداد بيئة معلوماتية بشكل دقيق يقوم بها فريق عمل مدرب بكفاءة مع تأمين أجهزة متقدمة تقنياً وقابلة لاستيعاب الجديد من الإضافات بحيث تواكب السرعة المتوالية في تداول المعلومات دون عوائق تتوقف بها عن ملاحقة التحديث المستمر.. ولا بد أيضاً من شبكة حاسوبية تدعم هذه الأجهزة مع إيجاد التطبيقات اللازمة من البرامج التي تعين المستخدم ومشاركة ملزمة لفريق دعم فني وصيانة..
وللتوضيح أكثر في مجال تحقيق هذه الاتصالية يمكن الحديث عن التفاصيل بالآتي:
الشبكات:
بدأت الإدارة فعلياً في إنشاء شبكة تربط الإدارة المركزية «الإشراف التربوي» بأقسامها ووحداتها وشعبها ومراكزها التي تحت الإنشاء والمتوقع إنجاز العمل قريباً بإذن الله.
البريد الإلكتروني:
ويتم في خطوات هادفة عمل بريد إلكتروني لكل مدرسة وموظفة لامكانية التواصل وتبادل الخبرات والمعلومات وتسهيل إرسال واستقبال المعاملات والمعرفة والاطلاع على التعاميم وتلقي التوجيهات وكل ذلك بالبريد الإلكتروني لما فيه من توفير للوقت والجهد.
وبالإضافة إلى ذلك يتم تصميم برامج مناسبة تشمل جميع المعاملات والنماذج المستخدمة يدويا..
الإنترنت:
ومعروف بأنه تم إنشاء موقع للإدارة على شبكة الإنترنت بحيث يخدم جميع أطراف وعناصر العملية التربوية:
www.jgedu.gov.sa
الإنترانت:
ومع الإنترانت شيء من الخصوصية بطبيعة الحال والتي لا يوفرها موقع الإدارة بموقع الشبكة العنكبوتية.. وفي هذا المجال خدمة لأغراض العمل تقوم الإدارة بعمل شبكة إنترانت تربط الإدارة بالمدارس:
www.jgteachers.gov.sa
أيضاً موقع خاص يخدم المعلمات:
www.jgteachers.gov.sa
خطوات مواكبة العصر
* الدكتورة سامية بهذا التوضيح نفتح المجال للحديث عن بوابة مواكبة العصر بتوفر هذه الامكانات.. فماذا عن التدريب والدورات القادمة بعد إجازة عيد الفطر وهل يمكن اعتبارها إلزامية للجميع؟
- الإجابة تأتي متفائلة إلى حد كبير خاصة وهذه الإجازة تتيح وقتا لزيارة هذه المواقع للاستفادة المبدئية وهو مجال للميول الذاتية في تقدير أهمية المرحلة القادمة وتطبيقات العمل إلكترونيا فتقول الدكتورة سامية بنت محمد بن لادن مديرة الإشراف التربوي بجدة:
إن إجادة وامتلاك مهارات التعامل مع الحاسب الآلي هما مطلب ضروري لكل موظفة تعمل في ميدان التربية والتعليم.. وذلك لأن الأمية في وقتنا الحالي لا تقاس بالأمية الأبجدية وإنما بالأمية الحاسوبية.. ومع تزايد وتنوع وتجديد مستحدثات العلم والتقنية بصفة دائمة، وكذلك الأمر في المتغيرات الناجمة عن توظيف الحاسب الآلي في كل مناحي الحياة.. فمن هنا فإن الدافعية لتعلم اللغة الإلكترونية تكون مسألة ذاتية واختيارية للإنسان وقناعة بجدواها بشكل كامل وبالتالي فهي ليست إلزامية بالضرورة ما دامت عوامل الاحتياج لها تبلغ المعرفة بأهميتها..
وطبيعي في حالة كهذه أن توجه الدعوة إلى أفراد المجتمع عامة وأفراد المؤسسة التعليمية بصفة خاصة للإسراع في تعلم وامتلاك مهارات التعامل مع الكمبيوتر ويقترن ذلك في كون التطور النوعي الكبير لتكنولوجيا المعلومات وانتقالها إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي وهندسة المعرفة، وتوجه التعليم المستقبلي على المستوى العالمي والمحلي إلى دمج وتوظيف الحاسوب في كافة الأنشطة الرئيسة والفرعية والمساعدة.. وكل ذلك يحتم على العاملين في ميدان التربية والتعليم أو غيره: إجادة مهارات استخدام الحاسوب..
* هل يعني ذلك أن الخطط اللازمة لتوفير مجالات التدريب تأخرت بعض الشيء؟
- العكس من ذلك هو الصحيح وذلك لأنه منذ العام 1416هـ أي قبل ثماني سنوات والتدريب التربوي بجدة يقوم بعقد دورات تدريبية لمختلف المستويات الوظيفية على برامج الحاسب الآلي «مشرفة، معلمة، مديرة، مساعدة، إدارية... إلخ» كما أن المجال في ذلك أخذ بالتدريب على برامج متقدمة في الحاسوب مثل: (Power Point - Out Look Experss Excell - Access)، وغيرها من البرامج وفق خطة زمنية محددة.
ولا بد من إشارة إلى استمرارنا في حث جميع منسوبات الإدارة والمدارس على التدريب في استخدامات الحاسب الآلي سواء كان ذلك على رأس العمل وهو الذي يتم حالياً بمركز التدريب التربوي لمنسوبات المدارس، أو بقسم الحاسب الآلي بإدارة الإشراف لمنسوبات الإدارة، أو من خلال الدورات المتخصصة بالمعاهد والشركات الأهلية..
أما بالنسبة للحوافز التشجيعية فهو إجراء غير وارد مقارنة بما هو أجدى كحوافز معنوية والتي يكون لها وزن عند الترشيح لوظائف إشرافية، أو المفاضلة بين المرشحات للدراسات العليا.. وبرأيي أن التنمية الذاتية وتطوير القدرات والمهارات يأتي من الموظفة نفسها دون انتظار المسؤولين للحصول على حوافز!!
التأهيل الإلكتروني للوظائف
* هل تعتقدين وبالنظر إلى الجدوى أن الامكانية متاحة في اعتبار المهارة الإلكترونية بوابة لربط التعليم باحتياجات سوق العمل؟
- إذا افترضنا أن إجادة مهارات الكمبيوتر مجال مساند لربط التعليم باحتياجات سوق العمل بالنسبة للطالبات أجيال المستقبل، نستطيع أن نقول إنه لا غنى عنها في سوق العمل سواء كان الحالي أو المستقبلي. فالكمبيوتر دخل في كل مكان. المصنع، المستشفى، المتجر،.. الخ.
«فالموجة الثالثة» قد أحدثت تغيرات خطيرة في سوق العمل، حيث تندثر مهن وتخصصات قديمة، وتنشأ مهن وتخصصات جديدة يومياً. ودخول الكمبيوتر في سوق العمل يضاعف ذكاء الإنسان، فالإنتاج يتطلب معلومات، ويتطلب إصدار قرارات والتنسيق بين مختلف عمليات الإنتاج والإشراف على النتائج ومراقبتها وعلاج الخلل. وإذا كان المجتمع الصناعي يقوم على اقتصاد السوق، فإن المجتمع المعلوماتي يقوم على اقتصاد المعلومات والمهارة، ومن هنا فإجادة مهارات الكمبيوتر استجابة لمتطلبات المهارة المتغيرة في سوق العمل.
الإنترنت يتجاوز إعلان النتائج
* الوقت أكثر مناسبة في التزامن مع شأننا في الإنترنت.. فهل تجاوزتم الاستقطاب للتصفح بحثا عن النتائج؟
- من المعروف ان شبكة الإنترنت تلعب دوراً رئيساً في صيانة الأنشطة المختلفة للإنسان في شتى نواحي الحياة واتجاه وزارة التربية والتعليم الحالي والمستقبلي إلى الإنترنت له عدة أهداف منها كيفية الاستفادة من الشبكات في العملية التعليمية كاستخدام المكتبات الإلكترونية، وخدمات البحث عن المعلومات، والعمل التعاوني. هذا الاتجاه يتيح منظوراً جديداً للعمل، منظورا يربط بين وحدات وأفراد المؤسسة الواحدة، كما أن الوزارة تعمل الآن على تفعيل مشروع «وطني» للأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وهو مشروع يتضمن استيعاب تقنية المعلومات والاتصالات، وتوظيفها واستخدامها في العملية التعليمية، وتطوير قدرات المعلمين والمعلمات في رفع المستوى المعرفي للطلاب وتمكينهم من الوصول إلى مصادر التعلم مباشرة.
تأنيث برنامج «معارف» الإلكتروني
* وماذا عن برنامج «معارف» ومجاله الذي لم يراع خصوصية تعليم البنات في بعض المواد.. وهل تستفيدون منه فعلياً إذا تمت المعالجة بالتأنيث؟
- بالنسبة لبرنامج «معارف» وهو برنامج خاص بالإدارة المدرسية فقد واجه في البداية بعض الصعوبات، مثل تدريب منسوبات الإدارة المدرسية على استخدامه في فترة زمنية معينة، ووجود بعض الاختلافات بين مفردات البرنامج لدى البنات خاصة فيما يتعلق بمرحلة رياض الأطفال التي لا توجد لدى البنين، والاقتصاد المنزلي وخلافه، وقد تم التغلب على هذه الصعوبات في فترة وجيزة حيث تم تأنيث مفردات البرنامج وجعلها موائمة لتعليم البنات، وفي الوقت نفسه قام التدريب التربوي بوضع خطة تدريب قياسية وفي اعتقادي أن برنامج معارف برنامج جيد، يوفر الكثير من الجهد والوقت الذي كان يتم في الماضي، كما أنه ساعد إدارة المدرسة على تيسير العديد من الإجراءات التي كانت تتم بصورة تقليدية، ولا شك أن إحلال الآلة محل العمل اليدوي التقليدي يساعد على توفير الجهد والوقت واستثمار ذلك في أعمال أخرى.
وتسعى محافظة جدة «التربية والتعليم» إلى ربط مدارس التعليم العام بالإدارة العامة إلكترونياً من خلال شبكة داخلية لتسهيل العديد من الإجراءات، وقد تم الانتهاء تقريباً من المرحلة الأولى وجار العمل الآن على ربط باقي المدارس.
ونستطيع القول إننا تجاوزنا صعوبات البداية، أما عن الفوائد الناجمة عن استخدام شبكة الإنترنت، فهي كثيرة منها:
البريد الإلكتروني، الاتصال عن بعد، الوسائط المتعددة، برامج التدريب بالواقع الافتراضي، التعلم النشط، التعلم بالاستكشاف، التعليم البنائي، التعليم مدى الحياة.
أجندة عمل لتسريع التطوير
* نود الانتقال في هذه المناسبة إلى جوانب أخرى لها أهميتها دون شك في التعريف بالخطوات التطويرية من خلال إدارة الإشراف التربوي.
فمنذ بداية العام الدراسي حتى الآن نسمع عن الاجتماعات فما هي الأولويات التي تأخذ التركيز الأكبر؟
- ركزت الاجتماعات المتواصلة على كل ما من شأنه ضمان وتهيئة الأجواء الملائمة لبداية عام دراسي ناجح وفق تعليماته وخططه ويوفر لكل طالبة مقعدا ومناخا تربويا تعليميا.
أما بالنسبة للأولويات التي أخذت الاهتمام الأكبر فهي:
متابعة إتمام عملية تسجيل ونقل الطالبات في مختلف الصفوف الدراسية.
افتتاح مراكز الإشراف التربوي الأربعة بمحافظة جدة وتحديد المدارس التابعة لها والقوى البشرية العاملة فيها.
تشكيل اللجان لدراسة الموضوعات المتعلقة بالأعمال التربوية التعليمية وتحديد آليات العمل ووضع المرئيات والمقترحات.
دراسة المشكلات الطارئة والناتجة عن تنفيذ بعض آليات العمل وحلها وفق الامكانيات المتاحة.
إجراء المقابلات الفردية مع موظفات إدارة الإشراف وتفهم الخصوصيات وتوجيه المسارات بشكل موضوعي سليم.
دراسة خطط وبرامج الشعب والأقسام والوحدات والخطوات الإجرائية المتخذة في أعمالها.
أما فيما يخص النتائج والمقترحات فمعظمها لقي طريقه للتنفيذ ويحظى بالمتابعة المستمرة ومنها ما قد نفذ ويحظى بالتقويم على المدى البعيد.
ويتم في الاجتماعات تداول الرأي في النقاشات الشورية انطلاقاً من أن عملية الإشراف عملية شورية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التربوية والتعليمية بكافة محاورها.. حيث توجه الاجتماعات وجهة شورية تسمح بالمناقشة والحوار وتبادل وجهات النظر وطرح الأفكار في سبيل التوصل إلى قرارات جماعية موضوعية سليمة لحل المشكلات وتفادي القصور في جوانب العمل.
* ما هي توقعات مديرة إدارة الإشراف التربوي بجدة للنتائج التطبيقية في تسيير العمل مستقبلاً وبعد تجاوز فترة النصف الأول من العام الدراسي؟
- الهيكل التنظيمي المعتمد بناء على موافقة معالي الرئيس العام بالقرار رقم 3767/21/1ق في 11/10/1412هـ وتنفيذه من تاريخ 1/2/1413هـ لم يحدث عليه تغيير.
أما إذا كان المقصود به ما اعتزمته إدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة من افتتاح «4» مراكز إشراف تربوي بمحافظة جدة «مركز الشمال - مركز الوسط - مركز الجنوب الشرقي - مركز الجنوب الغربي» فالهدف منها:
الإشراف المباشر على جميع جوانب العملية التربوية والتعليمية في المدارس التابعة للمركز.
مساعدة المدارس على القيام برسالتها التربوية على الوجه المطلوب.
النهوض بالمجتمع التربوي من خلال القيام بأدواره الفنية والمشاركة في جميع الأنشطة المختلفة.
الاتصال الفعال وتسهيل التواصل بين الجهة الإشرافية والميدان.
ونتوقع لهذا نتائج جيدة بحيث أصبح هناك تسهيل لوصول المعلومات بأسرع وقت ممكن وقدرة المشرفات التربويات على دراسة الحالات بصورة أعمق وإعطاء الحلول المناسبة وتقديم المقترحات والإلمام الشامل بكل مشكلة وبترها في الوقت المناسب، ومعرفة احتياج كل مدرسة ومشاكلها ووضع الخطط والحلول والتوقعات بطريقة أفضل وأصح وبالتالي إثراء الميدان التربوي بخبرات المشرفات التربويات وإجراء التجارب والدراسات.
وأيضاً كان لذلك مردود على المدارس بحيث أصبح أمامها فئة معينة متخصصة على مركز معين ملمة بظروفهم واحتياجاتهم وسهولة الاتصال بهم وإيصال المعلومة في أسرع وقت ممكن واللجوء لهم في وقت الحاجة إضافة إلى الإلمام بكل ما هو جديد في الميدان.
وبهذا يكون له انعكاس جيد على الأداء الإداري والتقويم بصورة أفضل..
إن الأسلوب الجديد في إدارة العمل بتعليم البنات أخذ منهجاً واضحاً معتبرا أن الإشراف التربوي وإدارة العمل من خلاله يهدف إلى دراسة الظروف التي تؤثر في عملية التربية والتعليم ويوظف كافة الامكانيات المادية والبشرية وفق خطط مدروسة وأولويات محددة وآليات معتمدة واضحة الخطى وبكافة الأساليب والوسائل الموضوعية التي تكفل في نهاية الأمر النمو المطرد لمخرجات التعلم بشكل متطور متحرر من القيود الروتينية والتعقيدات المهنية.
استراتيجية محكمة في الخطة العشرية
* وماذا عن توجيهات الوزارة في المساعي الهادفة إلى تطوير الأداء العملي كيفاً.. وكماً؟
- وزارة التربية والتعليم في اتجاهها نحو تطوير العمل والارتقاء بالأداء أخذت بالأسلوب العلمي والتخطيط الاستراتيجي الذي أصبح ضرورة حتمية في كل المجالات خاصة في مجال صناعة الأجيال، ويتضح لنا ذلك من خلال الأهداف الاستراتيجية لخطة الوزارة العشرية القادمة منها على سبيل المثال:
الأخذ بنظم التجديد المرحلي للمعلمين والمعلمات كل خمس سنوات والترخيص بمزاولة المهنة من خلال تنفيذ مشروع اختبار الكفايات الأساسية للمعلمين والمعلمات وتطوير برامج إعداد المعلمات ونظم اختيارهن واستمرارهن في العمل.
التنمية الإدارية الشاملة من خلال تحسين الإجراءات الإدارية داخل النظام التعليمي وتطوير وإعادة هندسة الهيكلة والأنظمة بما يتفق مع تحقيق أهداف الخطة العشرية وتطوير أسس ومعايير اختيار القيادات الإدارية والتربوية وإعطائها مزيدا من الصلاحيات لتكون فاعلة في التطوير مع رفع نسبة الحاصلات على مؤهلات عليا بالتوسع في الابتعاث الداخلي والتأهيل التربوي لغير التربويات... الخ.
زيادة عدد المعلمات لتحسين معدلات معلمة إلى طالبة «1:20» وتحسين معدلات عدد الإداريات إلى شاغلات الوظائف التعليمية «1:20».
التوسع في إنشاء مراكز التدريب وتجهيزها وتطويرها وتطوير لوائح وأنظمة وأساليب التدريب بما يتفق مع الاتجاهات العالمية الحديثة ليتم تدريب جميع العاملات في قطاع التعليم إدارياً وتربوياً..
إعادة نظر في مهمة المشرفات
* يقال بأن مهمة الموجهات التربويات أداء قاصر لم يحقق أهدافه.. فهل أنت مع ضرورة إعادة النظر للخروج بهذه الأدوار من النمط الروتيني.. وكيف يتم ذلك؟
- نعم، ومن الواجب إعادة النظر عمليا في مهمة المشرفات التربويات حالياً؛ لأنها تخرج أحياناً عن المهمة الحقيقية لهن في الإشراف والمساندة والتطوير إلى مهمة روتينية آلية تتمثل في القيام بزيارة المدارس جميعها التي تشرف عليها والانتهاء من زيارة المعلمات في الوقت المحدد وتسليم تقرير الأداء في وقت ضيق بعد استكمال متطلباتها وتوثيق كل شاردة وواردة تدور داخل المدرسة في الحصص والاجتماعات واللقاءات والمداولات حماية للنفس وتحسباً لحدوث مساءلة أو خلافه حتى أصبح ذلك هدف المشرفة تحاول تحقيقه بسرعة وجهد متلاحق فيطغى ذلك على أهدافها الأخرى في التطوير وتحسين العملية التعليمية.
وفي المقابل أصبح هدف المعلمة الانتهاء من زيارة المشرفة لتشعرها بالراحة فهي الحسيب الرقيب. والحل يكون بإعطاء المشرفة الحرية والأمان والثقة والعدد المناسب من المدارس والمعلمات والوقت الكافي لإنجاز العمل على أكمل وجه يرضي الله أولاً يم يرضي المشرفة ويحقق للمعلمة ما تتمناه من مشرفاتها تربوياً وعلمياً ويسعفها الوقت للحصول عليه.
جانب آخر في طبيعة المهنة لموجهات المواد بأنه يفترض على الواحدة أن تقوم على تشخيص حاجات الموقف التربوي بالاعتماد على الرأي المشترك بين الموجهة والمديرة والمعلمة بصفتها المتعامل مع تلك المواقف التعليمية ومن ثم الاتفاق على العلاج أو التوجيه باتفاق رؤية مشترك.
وتقصير المعلمين أيضاً؟!
* أيضا هو الأداء الروتيني من قبل المعلم والمعلمة بوجهات نظر عديدة.. فهل يعني ذلك الإهمال، وكيف تعالج المشكلة؟
- حيثما تكون فلسفة الأمة السياسية تكون التربية.. من هنا جاءت سياسة التعليم في المملكة منفذة لتلك الفلسفة فالخطوط العامة التي تقوم إقامة مسلوكة على شرعه وتلبية حاجات المجتمع وأهداف الأمة. والعلم أهم عناصر العملية التربوية فهو المنفذ والموجه لهذه العملية. وعلى كفاءته يكون تحصيل التلاميذ. وبهذا يكون التدريس مهنة وفناً وليس مهنة من لا مهنة له أو في مقدور أي إنسان القيام بهذه العملية. والميدان العملي ميدان متجدد ومتغير بتجدد الحياة وتغيرها وهذا يتطلب من المعلم الاطلاع المستمر والمرونة البناءة. ومتى انقلب التدريس إلى مهنة من لا مهنة له وفصل فيه النظر عن التطبيق وأهملت التغيرات الثقافية فقد أهدرت العملية التعليمية وانقلبت إلى جمود وتخلف ووصفت بالروتينية. ولعلاج ذلك يجب أن يراعى في المقام الأول الميول الحقيقية للعمل كمعلم يكون له أثر ويرفع عمله بالاتقان والجودة مستشعرا أهداف السياسة التعليمية وبها يخرج التدريس من إطار التقليد والمحاكاة إلى إطار الدراسة الواعية والفهم الصحيح بتطويع كافة الامكانات والقوى لتطوير المعلم، ويبقى ذات المعلم بقيمه وتكوينه عاملاً لا يمكن إغفاله من حيث إنه صمام الأمان لكل مؤثر وضابط لكل تيار.
المعلمات بوظائف جامدة!!
* ما هو رأي الدكتورة سامية بن لادن في أسباب جمود أداء المعلمات والعوامل المؤدية للملل فكانت النتائج دون حيوية والنشاط محدود ومحبط؟
- أسباب جمود الأداء من قبل المعلمات:
عدم استشعار أهمية مهنة التعليم، وعدم النظر إليها من منظور إسلامي، وأداء مهامها كيفما اتفق باعتبارها المهنة الميسرة.
السير في هذه المهنة دون إدراك لأهداف سياسة التعليم في المملكة إدراكاً واعياً.
إغفال أصل من أهم الأصول في التعليم وهو أن المعلم لن يكون معلماً صالحاً حتى يؤمن بقيمة المادة التي يعلمها ويشغف بها.
افتقاد التخطيط السليم من قبل الإدارات المدرسية، وعدم استقرار الجدول المدرسي مما يودي إلى تشتت المعلمة وعجزها عن تحديد أهدافها.
حرص كثير من المعلمات على عدم تغيير المنهج الذي تدرسه من عام إلى آخر مما يؤدي إلى الجمود.
كثرة الأعباء الكتابية الملقاة على عاتق المعلمة إضافة إلى كثرة الحصص والأنشطة التي تطالب بها.
قلة اطلاع المعلمة مع عدم توفر الامكانات لإقامة دورات تدريبية للنهوض بالمادة العلمية وأخرى لرفع مستوى الدافعية والتحفيز.
الشعور بالإحباط نتيجة المرور ببعض التجارب الفاشلة أو نتيجة مواجهة بعض المواقف الصعبة.
الإحساس بالفشل نتيجة عدم التوافق الوظيفي والعاطفي مع التلميذات أو الإدارة أو الزميلات أو أولياء الأمور.
وجود بعض العوائق الإدارية والعقبات الخارجية المرتبطة بنظام التعليم تحصر أداء المعلمة الوظيفي داخل الفصل وفقاً لقواعد بعينها.
الخوف من التجريب واستعمال المهارات التعليمية الجديدة أو طرق التدريس الحديثة خشية الفشل أو عدم تحقيق النجاح الواجب.
الاستغراق في تساؤلات داخلية محبطة ومجهدة حول امكانية العطاء في المهنة وحول مدى امتلاك قدرات ومهارات خاصة للتدريس الجيد.
استعداد للدور القادم تطبيقاً للتربية
* ماذا عن دور إدارة الإشراف التربوي لتفعيل النشاط التربوي والبرنامج المعد لذلك وتأهيل الكوادر التعليمية لتفهم طبيعة أو ضرورة وأهمية ذلك، ومسيرة الاتجاه الواحد «تعليم» هل يعني فترة انتقالية صعبة للكيفية التربوية المستهدفة؟
- برأيي أن الدور التربوي لا ينفصل عن الدور التعليمي ونحن في وزارة التربية والتعليم نرى أن التربية والتعليم متلازمان لا ينفصلان، وكل منهما مكمل للآخر. ولعل المرحلة التي يعيشها العالم اليوم، والتحديات الناجمة عن التحولات المختلفة مثل الانفجار المعلوماتي، والتقدم التكنولوجي، وطوفان الطلاب والطالبات، وأزمة الثقة في المؤسسات التعليمية المختلفة، تتطلب جهداً مضاعفاً في تفعيل الدور التربوي الملازم للعملية التعليمية، ومن أهم آلياته عقد دورات تدريبية وحلقات تنشيطية للعاملات في ميدان التربية والتعليم في كيفية تشكيل وبناء الشخصية السوية المتوازنة، وكيفية الاستفادة من معطيات التقدم والتعامل معه في ضوء المحافظة على الثوابت الدينية والقيم الإسلامية والخلق القويم، وكيفية إعداد مواطنة تتحمل أدوارا ومسؤوليات متعددة يمكن أن تقوم بها في المستقبل.
وفي الوقت الحالي، هناك العديد من الدورات التدريبية الخاصة بالتنمية الذاتية، وبناء الشخصية إضافة إلى الدورات المتخصصة التي تتضمن جوانب تربوية كثيرة، وسوف تتم زيادة هذا النوع من الدورات في الفترة القادمة بمشيئة الله.
إن التخطيط السليم في المجال التربوي يبنى على مدى تحقيق الأهداف المرسومة وقد تكون هذه الأهداف قصيرة المدى وقد تكون طويلة المدى. وفي كلا الحالتين يمكن تلمس الآثار الإيجابية على الطالبات عند تحقيق تلك الأهداف بشكل مباشر وغير مباشر إذا تم وضع معايير واضحة لقياس تحقيق الأهداف المنشودة.
ولا شك أن مسيرة الاتجاه الواحد لسنوات طويلة نحو مهمة التعليم تحتاج لفترة لا نقول إنها صعبة ولكنها تحتاج إلى رسم استراتيجية تركز على بناء الكيفية التربوية المستهدفة دون إغفال الجوانب الإيجابية في المسيرة السابقة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved