السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحية طيبة لهذه الصفحة التي تطالعنا بالموضوعات الهادفة والمقالات الجيدة وبعد: إن التربية بحر واسع لا ساحل له كل يبحر فيه منهم من ينجو ويصل الى هدفه ومنهم الذي يغرق والتربية كالحديقة الواسعة التي تزهو بأشكال الأزهار والورود، والناس متباينون ومختلفون في قطف هذه الازهار والورود على حسب عقولهم واذواقهم في اختيار الأنواع والأشكال.
وان تربية الأبناء في هذا العصر الحديث تشكل عبئاً خطيراً وهماً ثقيلاً قد هد كواهل الأسر والآباء وهز عقول رجالات الفكر والتربية ولا سيما ان هذا العالم في هذا العصر الحديث أصبح كالقرية الصغيرة المترابطة وذلك بفضل التقنية الحديثة والنهضة الثقافية والعلمية الرائدة بين دول العالم وشعوبه، فتداخلت حضارات على حضارات، وامتزجت آراء بآراء، وهيمنت أفكار على أفكار، وطغت أخلاق على أخلاق.
وان الأبناء في هذا العصر لا يدركون عواقب هذه الثورة المعلوماتية والتقنية الحديثة فتنهل عقولهم من هذه الحضارات والثقافات التي تحل مفاهيم سيئة ومبادئ فاسدة فتفسد عقول الأبناء، وقد تقدح بدينهم لا سمح الله، وتحدث شرخاً عجيباً بين الأسر، وتمزق أواصر المجتمع، وينقلب حال الأسر أو المجتمعات الإسلامية رأساً على عقب بسبب هذه الأفكار الدخيلة وبسبب اهمال الاسر لأبنائها، وعدم غرس أصول المفاهيم الإسلامية في قلوب الأبناء قبل العقول، وترك الحبل لهم على القارب بحجة انهم قد شبوا عن الطوق فالله الله يا مسلمون بتربية الأبناء على مبادئ الدين فأنتم مسؤولون عنهم يوم القيامة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته...»
فما أسباب عقوق كثير من الأبناء لوالديهم؟! وما هي أسباب انحراف كثير من الشباب اليوم؟! وما أسباب انتشار الأمراض النفسية بين شباب المسلمين اليوم إلا الاهمال في تربية الأبناء والتقصير في توجيه هذه التربية حتى تكون سليمة وقويمة على نهج ونور الكتاب والسنة حتى يصلح الأفراد وينشؤون على المبادئ الإسلامية السامية، ويأمن المجتمع من السلوكيات الخاطئة فصلاح الأفراد صلاح المجتمع.
عبدالعزيز السلامة - أوثال |