حدثني أحد الأصدقاء العاملين بأحد مستشفيات الحرس الوطني ان إحدى الممرضات الأجانب حزينة جداً بسبب اضطرارها لمغادرة السعودية والعودة إلى بلادها نهائياً وإنها كانت تفضل أن تعيش هنا فترة أكبر، وعندما استغرب كلامها هذا قالت له بألم شديد هل تعلم أنني لا أستطيع ان امشي في الطريق ليلاً بمفردي بعد السابعة مساء بأمان مثلما أفعل هنا أو كما كنت أسير على كورنيش جدة الجميل، لأنه من الممكن ببساطة أن أتعرض لحادثة اغتصاب أو سرقة بالإكراه أو ربما القتل من أجل حفنة دولارات قليلة، وأردفت قائلة خلال العشرين عاما التي عشتها هنا لم اسمع عن حادثة اغتصاب أو سرقة بالإكراه لامرأة كما أن الأبواب تفتح للمرأة وتجد احتراماً قليلا ما تجده في أماكن أخرى وتركتني وهي تتمتم لا أريد أن اعود لا أريد.
تذكرت هذه الكلمات بعدما اقفلت هاتفي الجوال الذي أظهر لي رقماً غير مألوف وجاء عبره صوتا لم أعرفه من قبل يقول لي أخي العزيز هل لديك سيارة مسروقة؟ قلت له نعم قال لي أخي الفاضل معك العريف سالم الدوسري وجدنا سيارتك هنا يا ريت تتفضل مشكوراً بالقدوم إلينا (وذكر لي العنوان) وعندما تأتي حدثني بالجوال لكي أنقلك لسيارتك.
أغلق السماعة وسارعت إلى المكان الذي وصفه لي وأنا اتساءل ما الذي دفع هذا الرجل للاتصال بي عبر جواله وعلى حسابه الخاص لإبلاغي بخبر العثور على سيارتي الذي قال لي البعض إن أمل العثور عليها أمر ميئوس منه فاستعوض ربك؟ عندما وصلت إلى المكان المحدد وجاء العريف وزميله وابتسامة جميلة تعلو شفتيه صائحة أخي نأمل أن تكون سيارتك على ما يرام وأنهى معي إجراءات تسليمها وشكرتهم وأنا غير مصدق لما حدث، ولكن عقب مغادرتهم تذكرت على الفور قصة تلك الممرضة وعرفت الإجابة عن سؤالي لماذا لا يفضل الكثيرون مغادرة هذاالبلد ويتمنون العيش فيه إلى آخر العمر؟ انه الأمن والأمان الذي يفتقده الكثيرون في بلادهم، إنه الصدق والمعاملة المهذبة من قبل رجال مثل هذاالرجل الذين يملؤون شوارع هذا البلد للحفاظ على أمن وسلامة الجميع فشكراً لكم أيها الرجال وهنيئا للوطن بكم لما تقدمونه له من تضحيات وتفانٍ في العمل وشكرا من مقيم بسيط الى العريف سلطان بن عبيد الدوسري ووكيل الرقيب محمد بن منصور الدوسري على معاملتهم الجميلة وأسلوبهم الراقي في التعامل، وتحية خاصة من القلب لرائد هذه المدرسة الراقية في التعامل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي استطاع بكل اقتدار وإخلاص أن يوصل هؤلاء الرجال الى هذه الدرجة من التفاني وحب وطنهم وعملهم.
* مخرج إعلامي/الرياض |