الوقت هو عمر الإنسان، والإنسان مجموعة من السنين والشهور والأيام، فيها الساعات والدقائق والثواني، كل لحظة تنتهي هي جزء من هذا العصر، حتى تأتي اللحظة التي لم يبق فيها من عمر الإنسان شيء، فينتي وينتقل إلى الدار الآخرة، ليكون هناك الحساب والجزاء.
وعمر الإنسان يشبه أوراق التقويم التي تعلق على الحائط في بداية العام، تعلق «الرزنامة» التي تحتوي أوراق التقويم وهي مملوءة بالأوراق، وما من يوم إلا نقوم بنزع ورقة منه حتى نصل إلى آخر العام، ولا يبقى سوى اللوح فنقوم برميه.
كذلك الإنسان كل يوم تنزع منه ورقة إلى أن تنتهي أيامه، ولا يبقى إلا الجسد.. فيرمى في القبر.. وهذه الحياة مرة واحدة وفرصة واحدة لا تتكرر.
المجاملة في حياتنا هل هي مرض أم فن، أم ماذا نصنفها؟ فالكثير يتعامل مع الغير بهذه الطريقة الكاذبة التي تحمل مسمى المجاملة، فنحن نستطيع مجاملة الغير في ابتسامة باهتة لا حياة فيها ولا روح كذلك نجامل بمشاركة شخص آخر الرأي حتى لو لم نقتنع، لكن لن نجامل بدموعنا! فهي أصدق تعبير للفرح والحزن على حد سواء، هي المتحكم بمشاعرنا وتكشف ما نحاول إخفائه عن الجميع، لا يمكن ان نجامل الغير بدموعنا مهما كان الموقف لكن عندما تسقط هذه الدموع رغما عنا، فهي أكيد لن تعانق إلا من يستحقون ان نشاركهم بدموعنا وأرواحنا.
لماذا يصل الإنسان إلى مرحلة اليأس والتشاؤم؟ وما الذي يدفعه لذلك؟ لماذا لا يكون الأمل والتفاؤل هما عنوان الحياة رغم ما نعانيه في دنيانا؟ فيجب ان نبعد مسحة الحزن التي غلفت حياتنا ونعطي عقولنا وقلوبنا إجازة من التفكير فيما تحمله هذه الدنيا من آلام وأوجاع، نتأكد بانه لسنا الوحيدين الذين نعاني متاعب الحياة، فما أكثر القلوب التي تحمل أحزانها المختلفة، لكن يبقى الأمل يضيء ولو قليلاً من زوايا حياتنا المظلمة.
ما الذي حصل لقلوب الناس؟
ما الذي استجد عليهم وجعل قلوبهم بهذه القسوة؟ أين اختفت المحبة؟ أين اختفت الصداقة الحقيقية؟
لماذا لم يعد أحد يسأل عن الآخر إلا إذا كان يريد منه مصلحة شخصية؟ وآآآآآه من هذه المصالح، فهي التي تجعلنا نتحرك بكل جمود دون مشاعر لنحقق مصالحنا دون الاهتمام بالغير، حتى لو كانوا أقرب الناس لنا، فلنبحث جميعاً عما كان يسمى بالصداقة الحقيقية، لننفض عنها غبار الزمن ونحيي الأمل فيها من جديد لنعيد إلى قاموس حياتنا كلمة افتقدناها وهي «الصداقة الحقيقية البعيدة عن كل كذب أو مصلحة».
على اتساع هذا الكون تتسع أمانينا، ويكبر معها الطموح، وتزداد الأحلام لدرجة إحساسنا بان هذه الدنيا لا تكفي لأمانينا وآمالنا، فما أكثر الأماني وما أقربها عند التفكير فيها، لكنها تصبح بعيدة عندما نحاول تحقيقها.
آآآآآخر الأحزان
بصوت سفير الحزن
قبلت أنا كل الشروط، وافقت قطعت الخطوط، حتى الصور قطعتها، رغباتك أنت طعتها بين الجفا والاشتياق، عمري أنا محتار فيه، فيه شيء خارج الاتفاق.. قلبي ما أقدر عليه!!
|