ليس ثَمَّة ما يدل على أن العراق سيعرف استقراراً قريباً، والأحرى أن ما يحدث هو مؤشر لتصعيد أكثر، حيث يُسَجَّل غياب تام لمحاولات أو جهود التهدئة، واعتبرت زيارة بوش المفاجئة، في نظر الكثيرين، محاولة لرفع معنويات جنوده الذين أصبحوا أهدافاً في ميدان للرماية، حسب تعبير معارض ديمقراطي للرئيس الأمريكي.
ويخشى الكل من إفرازات التصعيد في العراق بدءاً من دول المنطقة مروراً بأوروبا وإلى أنحاء العالم الأخرى، فالتصعيد يعني انفلات الأوضاع وقتل المزيد من العراقيين وحرمان الآخرين من كل مزايا الاستقرار وبالتالي حرمانهم من الأمل في مستقبل آمن.
وبسبب التركيبة السكانية والعرقية والدينية المعقدة في العراق فإن تصعيداً أكثر مما هو حادث الآن يعني صراعاً مكشوفاً بين كل تلك المكوِّنات المتناقضة والمعقدة ما يؤدي إلى إفراز المزيد من التعقيدات.
ومن المؤكد أن الساحة العراقية تحتاج إلى جهود نزيهة لإنقاذ البلاد مما تتردى فيه، ومن المؤكد أيضاً أن القوة وحدها ليست هي الحل، إذ إنه رغم ما تتوفر عليه القوات الأمريكية من تفوُّق في التسليح، فإنها تتلقى الضربات تلو الأخرى، كما تتلقى ردود فعل على مبادراتها العسكرية الهجومية هنا وهناك.
ومن الواضح أن مبادرات التهدئة لا تنطلق إلا بعد أن تمتدُّ النيران إلى أصابع بعض المعنيين الذين يمكنهم فعل شيء ما أو الذين يتمتعون بثقل على الساحة الدولية، ويستفاد من تصريحات أوروبية أنه يتعين عليهم أن يتحركوا قبل أن تأتي إفرازات المشكلة.. إلى عقر دارهم في شكل موجات من النازحين والمهاجرين.
فضلاً عن أن الفوضى تعني أن يتحول العراق إلى بؤرة للإرهابيين من مختلف التوجهات والمشارب، وكل ذلك لن يفيد الاستقرار الدولي كما لن يفيد ولن يساعد في الحرب ضد الإرهاب التي تقول واشنطن إنها أحد أهداف غزوها واحتلالها للعراق.
|