Sunday 30th november,200311385العددالأحد 6 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
من تجاربي.! «2/2»
عبدالفتاح أبومدين

* مدير عام الجمارك يومئذ، كان الشيخ محمد نور رحيمي رحمه الله، وبعد يومين حين - رفعت - إليه استقالتي، قال المدير العام للشيخ حسونة البسطي: «ما تقول لصاحبك يعدل عن رأيه ويبقى في عمله.. وجواب العم حسونة مسدد، إذ رد بقوله: هو أدرى بمصلحته».. وكان الشيخ محمد نور يسهر عند الشيخ حسونة مع بعض الصديق طوال الأسبوع على البلوت.!
* في أواخر عام 1390هـ، بعد أن استقلت من وظيفة وزارة الخارجية، متعاقدا في إحدى السفارات، عدت إلى جدة خالي الوفاض، وفي رقبتي ستة من الأبناء وأمهم، وصحبني أستاذنا محمود عارف رطب الله ثراه إلى الأستاذ عمر عبد ربه، والأستاذ عارف كان يومئذ عضواً في عكاظ.. وكان الأستاذ عمر يومها مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، وقبلني الأستاذ عمر لأعمل معه في إدارة عكاظ بمرتب «500» خمسمائة ريال شهريا، وليس لي سكن ولا دخل آخر.. ولست أشكو خالقي لعباده.!
* وذهبت إدارة الأستاذ عمر عبد ربه، وتولى الأخ علي حسين شبكشي، بعد أن تخلى رجال كان يتوقع أن يكون أحدهم مديرا عاما للمؤسسة مثل السيد أحمد شطا والأستاذ محمود عارف ومن إليهما، لأن حال عكاظ يومها، مثل حال البلاد والندوة اليوم، أي مغارم وعناء وسوء حال.!
* ولا أنسى ذلك اليوم، وأنا أدير العدد الأسبوعي من صحيفة عكاظ، بعد أن زحزحني الأخ علي شبكشي عن الإدارة.. جاءني هاتف من أخي الأستاذ «عبدالرزاق حمزة»، يدعوني فيه إلى زيارته في مكتبه، وكان يومها يشغل وظيفة مدير ديوان هيئة الرقابة والتحقيق في المنطقة الغربية!
* سعيت إلى أخي عبدالرزاق، ولم تكن بيننا معرفة سابقة، فاستقبلني بما هو له أهل من الخلق السمح وأدب النفس، وضيفني بكأس شاي، ثم استدعى أحد رجالات الديوان من الإخوة المصريين، وقال له بأدبه الجم، اصحب معك فلانا - لتدردش - معه..!
* صحبني الخبير المحقق إلى مكتبه، وأخذ يلاطفني ويغوص في الصحافة ودورها ورسالتها.. فقدرت للرجل أدبه، لكني أخبرته بأدب أن ورائي عملا ينبغي أن أعود إليه، ورجوته أن يخبرني بما يريده مني..!
* أسرع الرجل إلى القول، بأني كنت أشغل وظيفة في المانيفست بجمرك جدة، وأن هناك- إيطارات- سيارات سرقت من المستودع، ويريد أن يسألني حول هذا الموضوع.! وألهمني ربي أن أسأل الخبير المحقق عن تاريخ الحادثة التي يريد أن يسألني فيها، فقال: إنها في شهر جمادى الأولى أو قال جمادى الآخرة من عام 1386هـ .. فقلت له بالبلدي - يفتح الله -! قال: كيف؟، قلت إنني استقلت من الجمرك في 10 المحرم 1386هـ.. أما قبل ذلك التاريخ خلال المدة التي قضيتها في المانيفست، وإني سأرد على أي تساؤل، أما بعد تاريخ استقالتي فلا شأن لي بما ليس به علم.. فقال إن ديوان الموظفين يقول إنك كنت على رأس العمل في التاريخ الذي سرقت فيه - الكفرات -.! قلت: إذا قال ديوان الموظفين ما قال، فإنه لا انضباط فيه، وأن حقوق الموظفين قد تضيع إذا ما قلت عني منقولٌ عنه.!
ولعل الرجل بإجاباتي القاطعة اقتنع، فشكرني، وانصرفت.!
* أعود إلى حكاية الموظفين المدربين، ونقلهم - عوافي -، دون أخذ رأي الإدارة التي يعملون فيها، مما يسبب إرباكاً وخللا في سير العمل، وإن هذا الإجراء خاطىء وينبغي أن يعيه المسؤولون، وأن يعدلوا عنه.!
* إنني أتردد أحياناً على إدارة الشرطة وفروعها، وعلى إدارة الجوازات، في بلد سكانه وما حول المدينة، يبلغ نحو مليونين ونصف المليون.. وبدا لي أن هؤلاء العاملين ذوي المراتب المختلفة في صف الضباط وما دونهم، من ذوي المرانة والخبرة في الأعمال التي وعوها وأتقنوها، وسرعة الإنجاز، أنهم غابوا عن الساحة، وليس ثم سوى شيء واحد، هو أنهم نقلوا لأماكن أخرى بأمر الإدارة العليا في الأمن العام، وهذا بنظري ينبغي ألا يحدث، وألا يستمر ويتجدد، لأنه قد يفضي إلى إخلال بالعمل، ويحدث الشكوى والتذمر من المراجعين الذين تعودوا على عاملين، يحسنون أداء أعمالهم بإتقان وسرعة، وأنا أحدهم، أما الجدد، فهم بطيئون ومعطلون بحسب قدراتهم المحدودة.. فعسى أن يجد هذا الرجاء استجابة من الذين يحرصون على إنجاز أعمالهم والإدارات التابعة لهم.
والله المستعان.!

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved