Sunday 30th november,200311385العددالأحد 6 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
كيف الحصاد؟!
د. خيرية السقاف

قادمون من «إجازة»...
لا نزال نزدحم بشيء من العيد...
فأيُّ إجازة؟!
وكيف العيد؟!
والشمس لمَّا تزل تشرق في نهار...
والظلام لَّما يزل يعم في ليل...
على الرغم من «صخب» ألعاب العيد النيرانية؟! وكأنَّها مهزلة الحرب واللَّعب!!
والإنسان بين رهجة فرح...، وصرخة خوف...
يتجاسر فوق همومه...، ويتطاول حواجز خوفه...
ذلك لأنَّ أرضنا الراهنة، ليست على وجه أرض أجدادنا...، بل ولا آبائنا!!
والصبيّة تسأل: ما الفرق الزمني بين جيل وجيل؟! وقد تداخلت الأجيال...
ثم فُجاءة نهضت سطوة الفارق بين زمن وزمن حين تبدَّل وجه الأرض، ويتبدَّل بين لمحة ولمحة... كما مفاجأة وجود ومض لبريق ضوء في مغارة صمت لا خطرة للمحة صوت!!
قادمون بهموم الذي نسمع ونرى...
ونتحرَّك في كامل بهاء فرحنا، وفي جميع دكن حذرنا..
و...
العيد ينهض بمعانيه... ذلك لأنَّه يوم النَّتيجة... فما الذي فعله المجتمعون فوق سُفَر الإفطار عند قدوم مساءات شهر رمضان الذي غادر بشيء من الحزن والانكسار في نفوس من يعرف أنَّ له مهابة التكوين وله آمال الاستجابة... والدعاء في رمضان سيِّد المخارج لكلِّ الهموم ولجميع المحاذير، ولتفاصيل جزئيات مكونات الخوف، والألم، وجميع الأحزان....
فكيف لا نأتي مزدحمين بفرحنا؟
ذلك لأنَّ ما صعد من أبجديات الكلام جملاً، وكلماتٍ، وحروفاً... للسماء في لحظات ما مضى... كفيل بغرس فسائل الاطمئنان إلى أنَّ الذي خلق الأرض ومَنْ وما فوقها هو الشاهد الأول، والفاعل الأول في جعلها تنجو من أمراض الإنسان... كي تنمو الأجيال في سكينة الاطمئنان، وتعمل في اطمئنان السكينة...
تلك كانت لحظات الإجازة...
وذلك كان شكل العيد...
فأيَّ آمال أزجُّها في سطور بين عيونكم غير أن نكون أقدر على اجتياز مسارب التّدني، أو ثقوب الهروب...
كي نقوى في القادم على حصد نتائج الرجاءات التي أستودعها الدعاء عند من لا تخيب عنده الإجابة...
كي تكون أيام هذا الجيل.. إرثاً فاعلاً لما سيأتي في عقبه...
ثمَّ...
كي تحلو ما بقي لنا فيها
ضمن رهجة ما نفرح...، وبهجة ما نعمل...
في مَنْجاة من مهزلة ما يُصاغ.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved