Sunday 30th november,200311385العددالأحد 6 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مسؤولون ومحللون سياسيون وعسكريون وخبراء اقتصاد: مسؤولون ومحللون سياسيون وعسكريون وخبراء اقتصاد:
العمليات وانعدام الأمن والانهيار الاقتصادي والبطالة ستدفع ب «شارون» إلى أسفل السلم

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
يقول محللون وخبراء سياسيون إسرائيليون إن خطوات رئيس الحكومة الاسرائيلي أريئيل شارون غير المدروسة وأخطاءه المستمرة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية قد تساهم إلى حد كبير في إسقاطه من على سدة الحكم في اسرائيل.
وتقول تقارير لمراكز الأبحاث الاسرائيلية نقلا عن مصادر رفيعة ومختصة في كافة المجالات رصدها مركز المعلومات في الجزيرة: إن الإعلان عن إضراب اقتصادي شامل، وحدوث موجات جديدة من إغلاق المصانع، وتعطيل حركة الموانئ، وارتفاع نسبة البطالة، واشتعال المظاهرات، ووقوع المزيد من العمليات الفدائية الفلسطينية، وتسريح العمال بفعل قرارات وزارة المالية في حكومة شارون الليكودية المتطرفة؛ وعدم توفير الأمن الشخصي للمواطن الاسرائيلي كل هذا سيدفع ب شارون إلى أسفل السلم.
ويقول محللون سياسيون إسرائيليون: إن شارون المصاب بجنون العظمة غير قادر على قيادة اسرائيل وتحديد أفكاره كرئيس للحكومة، وهو يتصرف الآن وكأنه وزير دفاع كما كان يصنع في عهد حكومة (بيغين)، وأنه يعمل حسب العقلية التي اكتسبها خلال عمله العسكري في السنوات الماضية..
وتؤكد مصادر سياسية اسرائيلية أن البلدوزر (شارون) سيكمل سنوات ولايته المتبقية كما هو، هذا إذا لم يسقط بفعل فضائح الفساد المالي والرشوة والمحسوبية التي تورط فيها هو ونجلاه (عمري وجلعاد)، ويعتقد هؤلاء السياسيون بأن شارون لن يحدث تغييراً ولن يحقق إنجازا على الجبهتين الداخلية في اسرائيل والخارجية فيما يتعلق بالأفق السياسي والتعامل مع خارطة الطريق بجدية..
وتذهب بعض المصادر السياسية إلى القول: بأن شارون مرتكب مجزرتي صبرا وشاتيلا يتخذ قرارات متسرعة وغير مدروسة، وأن الاسرائيليين هم الذين سيدفعون ثمن تهور شارون؛ لأن لهيب المقاومة الفلسطينية لم يتوقف منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد زاد أعداد القتلى في اسرائيل في عهد شارون زيادة كبيرة جدا لم يسبق لها مثيل..
شارون فاقد الأمل وأشرف على تعطيل كل القطارات..
وفي جلسة لحكومة شارون عقدتها الكنيست الاسرائيلية لمناقشة طلب حجب الثقة عن حكومة شارون واجه الأخير انتقادات شديدة وقوطع أكثر من مرة بينما كان يلقي خطابه ووصفه المعارضون اليساريون بأنه فاقد الأمل، وطلب بعض الأعضاء من شمعون بيريس زعيم حزب العمل عدم مصافحة شارون..
وقال له شمعون بيريس خلال الجلسة: لقد أضعت فرصة، وليس لك مجال لإصلاح أخطائك، لقد أشرفت على تعطيل كل القطارات..
وأضاف بيريس: إن الشعب الفلسطيني يقاتل من أجل حريته، وأن مستوى المعيشة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في انخفاض، وأن إمكانية التوصل إلى سلام بهذه الطريقة غير واردة..
واستطرد بيريس قائلا: إنك تصف الفلسطينيين بالمحرضين فها هم يدعمون مشروع اتفاق جنيف، إن هناك تحركا فلسطينيا نحو السلام، فيما أنت تتحرك بالشعب اليهودي إلى طريق مسدود، لقد قسمت بسياستك الاجتماعية والاقتصادية الاسرائيليين إلى شعبين أحدهما من الأغنياء والآخر من الفقراء، لماذا تزداد نفقات الجيش، لماذا نحتاج إلى كتيبتين لحماية مستوطنة نيتساريم المعزولة فيقتل جنودنا هناك..
شارون وموفاز ويعلون مسؤولون عن موت الإسرائيليين
هذا وقالت الوزيرة الإسرائيلية السابقة (شولميت الوني) في لقاء إذاعي رصدته الجزيرة: إن شارون وزير (الدفاع) موفاز ورئيس الأركان يعلون مسؤولون عن موت جزء كبير من جنود الجيش الإسرائيلي؛ وأضافت: موفاز هو الرجل الذي يخيفنا ويرعبنا، يعرف دوما كيف يقتل وكيف يصيب، وقالت الوني: الآن أصبحنا نعرف أنه بعد كل هجوم للجيش الإسرائيلي يستهدف مطاردة عناصر المنظمات الفلسطينية سيأتي الثأر ضدنا خلال فترة زمنية محدودة لا تتعدى في بعض الأوقات ساعات معدودة.. ولهذا فإنني اتهم قادتنا بجزء كبير من الموت لرجالنا؛ انهم يقومون باستفزاز فظ وعنيف للفلسطينيين، وهم يعرفون بأنه سيكون هناك رد وسيقتل أناس منا..
النكسات المتتابعة تؤكد فشل سياسة حكومة شارون
وفي هذا الإطار شهدت الساحة الاسرائيلية خلافات وانقسامات بشأن العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ودعا أحد زعماء اليسار ورئيس حركة ميرتس السابق (يوسي ساريد) رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الاسرائيلي الجنرال موشيه يعلون إلى الاستقالة من منصبه ووصفه بالفاشل، وقال: إن ما يجري من نكسات متتابعة على كافة المستويات في اسرائيل إنما يؤكد فشل سياسة حكومة شارون في التعاطي بمسؤولية مع الصراع مع الفلسطينيين..
المستوى الاقتصادي في اسرائيل يسير باتجاه التدهور والوحل
ويقول محللون إسرائيليون مختصون في علم الاقتصاد: إن المستوى الاقتصادي في اسرائيل يسير باتجاه التدهور والوحل بعد أكثر من ثلاث سنوات من انتفاضة قصمت ظهر اسرائيل اقتصاديا..
ويضيف خبراء الاقتصاد قائلين: إن وزير المالية الاسرائيلي (بنيامين نتنياهو) مستمر وبدعم من شارون في عملية التقليصات في ميزانيات الوزارات الاسرائيلية وحرمان الأطفال والنساء الأرامل من مستحقاتهم لصالح زيادة كبيرة في ميزانية وزارة (الدفاع) التي تتلقى نصيب الأسد من ميزانية اسرائيل مقارنة بالوزارات الأخرى، لكي تواجه المقاومة الفلسطينية المستعرة نارها..
وفي هذا المجال تقول الإحصائيات الاقتصادية في اسرائيل: أن البطالة في ارتفاع مطرد وأن المشاغل والمصانع والشركات والفنادق وحتى المقاهي أغلقت أبوابها وسرحت عمالها نتيجة للركود الاقتصادي وهروب رأس المال وفقدان الأمن في شوارع اسرائيل..
محاولة ماكرة من شارون لكسر دائرة الفعل ورد الفعل
وفي محاولة من شارون لكسر دائرة الفعل ورد الفعل اجتمع شارون بقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيليون وكبار ضباط الجيش الاسرائيلي وتباحث معهم في الوضع الأمني فنصحوه بتقديم تسهيلات للفلسطينيين وبشكل سريع لأن حالة الغضب في الشارع الفلسطيني وصلت إلى ذروتها..
وتقول التقارير الاسرائيلية: إن شارون إدارك نفسه أخيرا بعدما أشار عليه مقربون منه بفتح أفق سياسية لكيلا يفسر الأمر على أنه إفلاس حكومي في اسرائيل؛ فخرج شارون في تصريحات بأنه يريد إجراء لقاء مع أحمد قريع «أبو علاء» بعيد تشكيل الحكومة الجديدة لدفع عجلة السلام، خاصة بعد أن غطى الحديث الدولي عن اتفاق جنيف على سياسة حكومة شارون التي تذهب بالمنطقة برمتها إلى حافة الهاوية إن لم تكن سقطت فيها.. وتفيد بعض المصادر في اسرائيل بأن شارون يرغب في توجيه خطاب سياسي للإسرائيليين يطرح فيه أفكاراً سياسية بهدف الحفاظ على كرسي رئاسة الوزراء، حتى لا يُترك الأمر للمعارضة الاسرائيلية اليسارية التي بدأت تنشط سياسيا بعيد تقديم مشروع اتفاقية جنيف وتعاطي بعض الأطراف الدولية مع محتواها.. تلك الأحزاب التي قد تشكل خطرا داهما وبديلا عن شارون وسياسته الهدامة..

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved