Sunday 30th november,200311385العددالأحد 6 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ارتفاع الأسعار يطغى على فرحة العيد عند المصريين ارتفاع الأسعار يطغى على فرحة العيد عند المصريين
الإقبال على الشراء ضعيف..والمحلات للعرض فقط والسبب الدولار
الازدحام شديد والإقبال ضعيف ودخل الأسرة لا يكفي شيئاً

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمدالعجمي:
نار الغلاء حولت فرحة المصريين بالعيد إلى سراب حيث توقفت الغالبية العظمى عن شراء لوازم العيد وبقيت المحلات للفرجه فقط أما طقوس العيد فقد اكتفى المصريون بجزء بسيط من كعك العيد الذي شهد ارتفاعاً كبيراً في اسعار مدخلاته وفشلت كل محاولات الحكومة في ضبط الاسعار ولم يبق على لسان المصريين سوى طعم المرارة خاصة في ظل ثبات الاجور وارتفاع الاسعار وتدهور الجنيه المصرى الذي انخفض 81% من قيمته على مدى ثلاث سنوات ماضية.
ورغم ارتفاع الاسعار الا ان المصريين يحاولون ادخال بهجة العيد إلى نفوس اولادهم عن طريق الدخول في جمعيات منذ عدة شهور قبل رمضان وذلك لتلبية احتياجات شهر رمضان وعيد الفطر المبارك خاصة ويكاد المصري يشعر بالاختناق من غول الاسعار وارتفاع الاعباء المعيشية التي يصقلها عبء الدروس الخصوصية والتي تلتهم معظم دخل الاسرة المصرية وهذا ما يؤكده واقع الحال فتقول ليلى عبد العزيز ربة منزل: إن الدروس الخصوصية تقتل أي فرحة فهي تأخذ معظم الدخل وأحياناً نقوم بعمل جمعيات على مدار السنة لتلبية هذة النفقات. وتضيف ان هذا العام له طابع خاص حيث ارتفعت كل اسعار السلع ومستلزمات العيد ولم يعد في استطاعة أي اسرة شراء لوازم العيد ورغم ازدحام الاسواق فلا يوجد اقبال على الشراء كبير و«نتجه إلى البضائع في الارصفة لأنه الاقل سعراً بغض النظر عن جودتها».
موجة غلاء جديدة
أصيبت الاسواق بموجة غلاء جديدة مع اقتراب عيد الفطر المبارك لتسجل ارتفاعاً تراوح بين 50 و60% ولم ينجح الإجراءات التى اتخذتها الحكومة في الحد من هذا الارتفاع.. فقد وضعت برنامجاً يشمل انشاء 300 منفذ تسويقي جديد بالمحافظات للبيع بأسعار نصف جملة وانشاء مناطق حرة لتخزين السلع الاساسية بالدلتا والصعيد وتطوير العمل في 2500 منفذ لبيع السلع الاساسية لخدمة محدودي الدخل وقامت أخيراً بعمل معارض في مختلف المحافظات وسميت بمعارض مستلزمات عيد الفطر الا ان المصريين لم يشعروا بأي تغيير في الاسعار وما زال الاقبال على الاسواق المعتادة مثل العتبة والوكالة ودوران شبرا وسوق غزة والموسكي والازهر إلى جانب بعض الشوارع المشهورة في انحاء القاهرة مصر وسواء المصريون اوالسائحون العرب يدركون ما أصاب الأسعار من ارتفاع مقارنة بالموسم الماضي.
محلات للفرجة فقط
الحاج حسين علي/ صاحب محل في منطقة العتبة وهي من اشهر المناطق المصرية في التجارة واكثرها ازدحاماً على مدار العام حتى انك لا تستطيع عبور شوارعها في المواسم والاعياد من الزحام الشديد. يقول ان ارتفاع الاسعار اصاب الاسواق بالركود ولم يعد هناك اقبال على الشراء وباتت المحلات للفرجة فقط وذلك بسبب الارتفاع الجنوني الذي شهده الدولار في الفترة الاخيرة خاصة وان معظم ما يستهلكه المصريون من الاستيراد سواء كان مادة خام اومستلزمات انتاج وهوما تأثر بسعر الصرف.
وقد شهدت أسعار الكعك والبسكويت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق، وتصل نسبة الزيادة إلى نحو40%، مما أدى إلى تراجع الطلب، والاتجاه إلى التصنيع المنزلي مرة أخرى واستعادة الذكريات الرمضانية في هذا المجال، باعتبار أن ذلك أوفر وأرخص للأسرة المصرية على الرغم من ارتفاع أسعار جميع مكونات التصنيع، وكذا أجرة خبز البسكويت والكعك بالأفران الافرنجية . فقد ارتفعت أسعار الدقيق ليصل سعر الكيلو إلى نحو جنيهين مما ينعكس مباشرة على أسعار المنتج النهائي حيث ان الدقيق يمثل العنصر الرئيسي في التصنيع فهويمثل نسبة 65% من مكونات صناعة الكعك، و51% من مكونات صناعة الغريبة، و59% من صناعة البسكويت، و43% من مكونات صناعة البيتي فور.. وتحتل المواد الدهنية المرتبة الثانية من حيث الأهمية النسبية لمكونات صناعة حلويات العيد، حيث تسهم بنحو26% من مكونات صناعة الكعك بأنواعه، و38% للغريبة والبيتي فور وتصل إلى 17% في صناعة البسكويت، فقد ارتفعت أسعار هذه المواد مقارنة بالعام الماضي بنسبة 32%. ثم يأتي السكر العنصر الثالث من حيث الأهمية لمكونات إنتاج حلويات العيد بأنواعها المختلفة ليرتفع سعره إلى 180 قرشا للكيلو بالمجمعات، ونحو225 قرشا بالقطاع الخاص.
وبمقارنة أسعار سلع العيد بالعام الماضي نجد أن هناك زيادة كبيرة في الأسعار تبلغ نحو40% نتيجة زيادة أسعار مدخلات الإنتاج لتلك السلع التي ارتفعت بنسبة 40% في المتوسط ومن الملاحظ أن أسعار كعك العيد عام 2002 قد ارتفعت على عام 2001 بنسبة 12 ،8%، ولم تقتصر على مستلزمات العيد فقط وانما شملت جميع السلع والمنتجات.
الزيادة حتمية
وفي اطار استعدادات الحكومة لمواجهة هذه الزيادة قامت شركات قطاع الاعمال بتوفير 7 آلاف طن دقيق فاخر وطرحها بأسعار مخفضة مدعمة ب 150 قرشاً للكيلو مقابل 225 قرشاً في القطاع الخاص وذلك في المنافذ التابعة لشركات المجمعات وشركتي توزيع السلع بالجملة عملا على توفير مستلزمات صناعة الكعك للمستهلكين.
واوضح انه تقرر هذا العام تصنيع 200 طن كعك وبيتي فور وبسكويت بزيادة 20% عن العام الماضي، وتحدد اسعار البيع للمستهلك على أساس 15 جنيهاً لكيلوالكعك السادة و20 جنيهاً لكيلو الكعك بالمكسرات و15 جنيهاً لكيلو البيتي فور و21 جنيهاً لكيلو البيتي فور بالمكسرات والغربية ب15 جنيها للسادة وللمكسرات ب 21 جنيها، والبسكويت ب14 جنيهاً الكيلو.
واذا كان الارتفاع في الاسعار شمل اهم طقوس يحرص المصريون على اتباعها منذ الفتح الاسلامي لمصر ولا يكاد بيت في مصر يخلو من هذه العادة فإن فرحة المصريين باتت مرهونة بالارتفاع في الاسعار اما «هدوم العيد» كما يطلق عليها المصريون فقد شهدت ارتفاعاً يصل إلى 30% مقارنة بالعام الماضي وهوما زاد من احزان المصري خاصة ان العيد ارتبط بالملابس الجديدة وكعك العيد.
سحابة سوداء
واكد مصطفى زكي رئيس الشعبة العامة للمستوردين باتحاد الغرف التجارية ان الارتفاع المستمر في الاسعار ألقى بسحابة سوداء على حياة المصريين وهو فعل طبيعي كرد فعل لتخفيض الجنيه المصري فقد ساعدت القرارات الخاطئة منذ عام 1998 وبعد تأثر مصر بأزمة دول جنوب شرق آسيا وزيادة الاقبال على الدولار واصرار الحكومة على تثبيت سعره مما جعل الحكومة تضخ سبعة مليارات دولار على مدار ثلاث سنوات للمحافظة على ثبات الجنيه المصري وتم تخفيضه ثلاث مرات خلال عام 2001 في يناير واغسطس وديسمبر مما افقده 35% من قيمته امام الدولار حتى جاء القرار الاخير مما جعل الجنيه ينخفض امام جميع العملات الدولية ويتوقع ارتفاع اسعار السلع نتيجة للارتفاع المستمر في اسعار صرف اليورو والدولار مقابل الجنيه المصري ونفي واتهام الحكومة المصرية التجار بأنهم وراء ارتفاع الاسعار مؤكداً انه في معظم الصناعات يتم استيراد المادة الخام من الخارج بالاضافة الى السلع الغذائية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved