الوضوح وصدق المواقف والشفافية في القول هي التي تقود رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إلى الخروج من المأزق الذي يريد أن يحشره فيه الإسرائيليون والذي يتغاضى عنه الأمريكيون رغم معرفتهم بأن أرييل شارون لا يريد لأحمد قريع أن ينجح وأن يكون مصيره الفشل كسلفه أبو مازن، لأن هدف شارون هو حرق الزعماء والرموز الفلسطينية واحداً تلو الآخر: أبو مازن ومحمد دحلان وأحمد قريع وجبريل الرجوب، وبعد فرض الحصار على ياسر عرفات يفرغ الساحة الفلسطينية من قادتها ولذلك كان أحمد قريع واضحاً وهو يطالب بجدوى اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي، وما معنى وقيمة الاجتماع بشارون إذا كان الأخير يقول إنه لن يلزم نفسه بأي شيء، لأن أبو العلاء يريد لقاءً يخرج عنه نتائج، وأنه لا يضع «فيتو» على لقائه مع أرييل شارون، وأنه يسعى إلى الإعداد جيداً لهذا اللقاء والاجتماع مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي بيرنز يدخل ضمن هذه الجهود.
أما في رده على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون التي قال فيها إنه بدأ ينفد صبره، وإنه سيتم التسريع في بناء الجدار العنصري داخل أراضي فلسطين فقد قال أحمد قريع: «إننا سنعمل بكل الوسائل لرفض هذا الجدار المرفوض من قِبل العالم أجمع بما فيهم الأمريكيون والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والأمم المتحدة أعضاء اللجنة الرباعية، ورفض الجدار نقطة أساسية في البحث بيننا لأن هذا الجدار لا يترك مجالاً لدولة فلسطينية على الإطلاق.
هذا الموضوع والشفافية في موقف أحمد قريع يظهر أن هناك اختلافاً كبيراً بين أسلوب عمل أبو العلاء وعمل سلفه أبو مازن وهو أسلوب أكثر نفعاً للقضية الفلسطينية إذا ما أصرَّ أحمد قريع على موقفه وخاصة تركيزه على وقف وإلغاء الجدار العنصري المرفوض دولياً وإقليمياً وعربياً وفلسطينياً وهو ما يعطي قريع أوراق ضغط عديدة على شارون.. ويكسب أبو العلاء بذلك دعماً عربياً وفلسطينياً.
|