علقت العديد من الصحف الأمريكية على ما أسمته بالتحركات الجديدة نحو توافق محتمل في الشرق الأوسط.
فقالت صحيفة واشنطن بوست: لقد تنازلت اسرائيل الآن رسميا عن موقفها بأنه ليس في استطاعة حكومة عربية أن تصنع السلام، أي قبول بقاء وشرعية اسرائيل كدولة يهودية. وقد قبلت بشكل حقيقي وجدي وعلى أساس مدروس عقد «مفاوضات ذات معنى» مع مصر التي عبرت عن استعدادها للدخول في اتفاقية سلمية. إن هذا تحول رئيسي في الادراك والسياسة.
ولاحظت الصحيفة أنه من المشجع أن نجد الوزارة الاسرائيلية تتنافس مع انفراج القاهرة الجديد ولكن الصحيفة قالت:
لمصر الحق أن تتأكد ان اسرائيل قد قدمت تنازلاً حول الموضوع، وخاصة موضوع الحدود ومع ذلك فانه من المهم الادراك انه في هذه المرحلة المبكرة جدا بالنسبة للمفاوضات فانه لم ينشأ خلاف حول أين يجب أن تكون الحدود الاسرائيلية - المصرية.
ان هذه حقيقة مفهومة بشكل ضئيل جدا ولا يمكن شرحها على أساس ان اسرائيل لم ترسم خارطة حدودها بعد أو تعلنها علنا. يوجد خلاف حقيقي وعميق حول الحدود وكيف يجب أن يعالج هذا الموضوع وكما ذكرنا سابقا. ان لدى السفير يارنج عملا حدد له. وهو يحتاج الى وقت ومهارة ومساعدة وحظ. وسيكون من المهم عدم اعطاء وزن غير ضروري للبيانات العامة من قبل الاسرائيليين أو المصريين، عدا عندما يوضحون تقدما مفاجئا أو اتجاهات.
وغالبا ما استخدمت البيانات للاستهلاك المحلي. ان المرء يستطيع ان يحل بعض دلالات الألفاظ والعواطف الجماهيرية. ومزاج الاسرائيليين والمصريين، ويلاحظ مثلا أنه لأول مرة عرض الجانبان بعض الخصائص الهامة.
وقالت صحيفة بالتيمورسن: حقيقة ان اسرائيل أعلنت أنها لن تنسحب الى خطوط ما قبل الرابع من يونيو عام 1967م ولكنها أيضا أكدت استعدادها أن تناقش الانسحاب نحو حدود آمنة ومعترف بها وموافق عليها. وبالاضافة الى ذلك يقال ان الرسائل تفيد أن الناطقين الاسرائيليين قد وعدوا بارسال مقترحات أكثر تحديدا وتفصيلا أكثر مما فعلوا الى حد ما. ان الأمل هو ان هذه المقترحات ستحدد الحدود التي في مخيلة اسرائيل. وأخيراً قال وزير الخارجية الاسرائيلي «لسنا يائسين من التوفيق بين مصالح ومواقف اسرائيل ومصر».
ان هذا كله يبدو أنه يترك الباب مفتوحا لتوضيحات واستكشافات أبعد بين الجانبين.
والواقع ان اسرائيل لم تقل كلمتها الأخيرة. ان المجال مفتوح لصيغة أكثر دقة حول الخلافات ولكن حول نواح يمكن الاتفاق عليها. وإذا كان الأمر كذلك فإن هناك مجالا للمساومة كذلك. غير انه من الواضح ان المبادلات قد وصلت الى نقطة حساسة.
|