في مثل هذا اليوم من عام 1952 قام الرئيس الأمريكي «دوايت آيزنهاور» بزيارة تاريخية لكوريا في سابقة تعد الأولى من نوعها في فترة رئاسته، كما يوضح المحللون أن هذه الزيارة كانت العمل الوحيد الذي يحمد للرئيس آيزنهاور.
وكان الهدف من هذه الزيارة هو بحث سبل التوصل إلى حل ينهي به الحرب الكورية القاسية.
كانت هذه الزيارة في أوائل الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي، ولعل السبب الذي عجل بها هو انتقاده الشخصي لسياسة الرئيس السابق له هاري ترومان في الشؤون الخارجية وعلى الأخص مسألة الحرب الكورية.
ومن المعروف أن الرئيس هاري ترومان قدتحدى آيزنهاور قبل أن يصبح رئيساً بالفعل وحينما كان مرشحاً للرئاسة أمام ترومان بأن يأتي ببديل لهذه السياسة.
وكان الرد على ذلك التحدي هو أن أعلن عن زيارته هذه لكوريا وذهب بالفعل إلى هناك بالرغم من أنه لم يكن مدركاً تماماً لما يمكنه فعله بهذا الشأن.
وظلت المخططات التي ينوي آيزنهاور فعلها مسألة مبهمة حتى بعد عودته من الزيارة. وبعد الاجتماع مع مستشاريه ومسؤولي حكومته خرج آيزنهاور بنتيجة أن استعمال القسوة والحزم في معالجة هذا الأمر هو أفضل الحلول.
وعلى ذلك فقد قام بإطلاق التصريحات والتحذيرات مطالباً بأن تبدأ مفاوضات السلام فوراً بين كوريا والصين، وإلا فسوف يستخدم كل السبل الممكنة الأخرى والتي يمكن أن تنهي هذه الحرب حتى لو اضطر إلى استخدام الأسلحة النووية.
وفي نهاية الأمر اضطر الصينيون الذين أنهكتهم الحرب لمدة سنتين أن يوقعوا على اتفاقية هدنة بين البلدين في عام 1953.
يذكر أن هذه الحرب بين كوريا والصين قد أنهكت القوى الأمريكية أيضاً كما أنهكت طرفي الحرب.
ومما يذكر أن خسائر الولايات المتحدة كانت تزيد عن 50 ألف جندي بالإضافة إلى تبديد حوالي 70 مليار دولار أمريكي.
وتعتبر هذه الحرب أكثر الحروب سوءاً بالنسبة للولايات المتحدة وكانت أيضاً هي الوحيدة من بين حروبها الخارجية التي انتهت نهاية فاصلة. ولكنها في النهاية حرب لا يمكن أن ينساها سجل الحروب الأمريكية منذ أن اتحدت ولاياتها.
|