كان ذلك ذات مساء.. حين وقع عليَّ حادث في إحدى المناطق في احد أحياء الرياض.. حينها كان الموت يلف حولي وأراه واقفا بين جماهير غفيرة احتشدت للفرجة والفضول.. حتى جاء ذاك الرجل مفرقا الصفوف وينهرهم ولم اتبين ملامحه لسبب بسيط وهو انني كنت في «غيبوبة» حين حملني في سيارته الخاصة حتى أوصلني احد المستشفيات القريبة بعد ان اكتست «مراتب» سيارته بلون الدم.. وقتها لم أكن أعلم عن شيء ولكن قالوا لي ان سيارة الاسعاف وصلت وهو يحملني لسيارته ولكنه تجاهلها، ثم تابع الحالة في الطوارئ إلى ان اطمأن على حالتي ثم غادر دون ان يُعّرف باسمه ولكن من كانوا معي في السيارة قالوا لي انه الشاعر طلال الرشيد «الملتاع».
بالأمس كان الخبر أشبه بالحلم وأقسى من الصخر.. خبر كان بالنسبة لي كالفاجعة.. الجمت لساني وشتت أفكاري.. حتى ان الدمع توقف في محاجره.
مات طلال الرشيد وقد ترك ما هو أغلى من المال والشعر والصحافة والشهرة.. ترك سيرة عطرة.. وقلوب تدعو له بالرحمة.. ومآثر يعلمها جيدا ويعيها كل من حوله.
مات طلال الرشيد وترك لنا البكاء والدعاء له بالرحمة.
مات طلال الرشيد وتركنا وحدنا في هذه الدنيا ننتظر من سيأتيه الدور.
مات طلال الرشيد فلم نعد نملك له شيئاً إلا دعاء بالمغفرة والرحمة.
|