* شقراء- محمد عبدالله الحميضي:
المعلمون في المدارس مثلهم مثل غيرهم هم محتاجون للتدريب لتطوير ادائهم وتعاملهم مع ما يستجد من اساليب واجهزة وتقنيات للتعليم يتم الاستفادة منها في ايصال المعلومات للطلبة في مختلف المراحل، فقد نظمت إدارة التربية والتعليم في شقراء عدة دورات تدريبية يتم تنفيذها طوال العام الدراسي في مركز التدريب التربوي الذي أنشئ لهذا الغرض وخصص له عدد من المدربين من خيرة المشرفين التربويين في مختلف التخصصات، ويشمل التدريب جميع العاملين في حقل التعليم ومع أهمية التدريب الا أن هناك بعض المعوقات والسلبيات التي حالت دون تحقيق الهدف الكامل منه رغم الجهود والامكانيات وقد أبدى بعض المدربين آراءهم وكذلك بعض المعلمين الذين شملهم التدريب خلال الاسطر التالية.
تحسن أداء المعلم
فقد تحدث مساعد مدير التربية والتعليم في محافظة شقراء والمشرف على مركز التدريب التربوي عبدالعزيز المسند وقال إن التدريب مهم للمعلمين ويزيد من قدرتهم على العمل في المدارس سواءً من حيث وسائل التدريس الحديثة أو اتباع طرق حديثة وتدريبهم على استخدام وسائل الايضاح وتقنيات التعليم والاجهزة الحديثة التي تستخدم كمساعد للمعلم في ايصال المعلومات للطلبة، ويكون التدريب إما بطلب من المعلم نفسه لاخذ برنامج معين ليستفيد منه في مادته الدراسية، أو بطلب من مدير المدرسة أو المشرف التربوي يفيد بحاجة المعلم أو مجموعة من المعلمين للتدريب في موضوع أو مجال معين يتم تحديده، أو برامج تقوم إدارة التربية بتعميمها على المدارس ويكون الالتحاق بها بشكل الزامي أو اختياري، ويستقبل مركز التدريب طلبات المدارس ويتم اختيار المعلمين الذين يشملهم التدريب سواءً كانت هذه البرامج صباحية أو مسائية، مع التشديد على ضرورة الحضور في المواعيد المحددة وخصوصاً في البرامج الصباحية التي يعتبر فيها المعلم عند التدريب في دوام رسمي ويجب عليه الحضور.
ومن خلال هذه البرامج الحالية والسابقة لمست الإدارة من خلال زيارات المشرفين التحسن في اداء المعلمين في معظم التخصصات وكذلك مرافق المدرسة والانشطة مثل «المكتبة- مصادر التعلم- المختبرات- النشاط الاجتماعي- برامج التوعية الإسلامية - الارشاد الطلابي»، لذلك اقيمت هذه الدورات على مدار العام الدراسي لجميع المعلمين تقريباً مع التركيز على المعلمين الجدد ما أمكن لانهم في أمس الحاجة للتدريب.
معايير التدريب
وقال مدير مركز التدريب التربوي/ سعد محمد ابو عباة إن المركز يستقبل المعلمين والمديرين والوكلاء وحتى المشرفين وجميع العاملين في حقل التعليم سواءً داخل المدارس أو خارجها وهم ممن يحتاجون الى التدريب وفق برامج معينة يعلن عنها في تعاميم للمدارس حسب الحاجة اليها مع تحديد الاعداد اللازمة لكل برنامج كما انها تشمل جميع الفئات مع التركيز على المعلمين الجدد لانهم في أمس الحاجة إلى التدريب ولانهم في بداية الطريق بعكس بعض المعلمين الذين يحالون إلى التقاعد أحياناً بعد حصولهم على هذه الدورات مما يجعل الفائدة أقل، والتدريب كغيره من البرامج والاقسام الاخرى له ايجابيات ويعترضه بعض السلبيات والمعوقات.
ومن الايجابيات الفائدة التي يحصل عليها المتدرب من هذه البرامج المختلفة التي تشمل جميع حاجات المعلمين تقريباً، ومن المعوقات في مركز التدريب.
- عدم وجود فروع للجامعات والكليات في محافظة شقراء للاستفادة من هيئة التدريس بها في اقامة هذه البرامج والمشاركة في تنفيذها.
- عدم صلاحية مركز التدريب الحالي لاقامة الدورات التدريبية فيه لانه لم ينشأ لهذا الغرض مما يجعل تنفيذ البرامج به فيها صعوبة لعدم توفر الامكانيات اللازمة في المبنى.
- قلة المتعاونين مع مركز التدريب من المعلمين المؤهلين ذوي الكفاءات الممتازة في الاداء وذلك لكثرة المهام المناطة بهم.
وقال ابو عباة ايضاً عن البرامج التدريبية لدينا برامج صباحية ومسائية ثم تدريب معظم المعلمين بها حيث بلغ عدد هذه البرامج ما يقارب 20 برنامجاً بخلاف البرامج الاخرى التي تقام من قبل الاقسام الاخرى مثل «النشاط الطلابي- وتقنيات التعليم والارشاد الطلابي- والتعليم الموازي- والتوجيه والارشاد».
وتتراوح مدة البرامج من 4 ايام إلى 15 يوماً حسب نوع البرنامج وحاجة المندوب اليه.
كما يتم تدريب حوالي 200 معلم سنوياً وهو ما يمثل من 25-30% من عدد معلمي المحافظة وهي نسبة كبيرة إذا ما قورنت بعدد المتدربين في المناطق الاخرى ذات الكثافة من المعلمين.
ومركز التدريب من خلال برامج الادارة يسعى جاهداً لتدريب جميع المعلمين ولكن حركة المعلمين السنوية حيث يتم النقل من وإلى محافظة شقراء حيث يصل العدد في بعض الاعوام إلى 100 معلم معظمهم تم تدريبهم ويقوم المركز بتدريب المعلمين الجدد الذين ينقلون احياناً بعد عام من عملهم بالمحافظة وهكذا في كل عام دراسي.
احتياجات التدريب
كما تحدث المشرف التربوي ومدرب برامج تقنيات التعليم والاتصال بمركز التدريب التربوي/ إبراهيم بن عبدالله الحسن قائلاً: البرنامج هو الذي يحدد الاقبال عليه من قبل المعلمين حيث ان بعض البرامج يكون الاقبال عليها كبيراً بغض النظر عن موعد البرنامج سواءً كان صباحياً أو مسائياً، وبرامج اخرى يكون الاقبال عليها قليل جداً.
ومن الاشياء المهمة للتدريب تحديد الاحتياجات التدريبية التي يبنى عليها البرنامج التدريبي واعتقد ان ما تم عمله في هذا الجانب لايزال متواضعاً ويعتمد في غالب الاحيان على اجتهادات شخصية من المشرفين التربويين العاملين في وحدات التدريب التربوي لتحديد احتياجات معلميهم التدريبية.
أما العامل الثاني، فهو مدير المدرسة والذي له دور كبير في معرفة احتياجات معلميه في التدريب وحثهم على الحضور لها وتسهيل مهمتهم في الحضور والمشاركة وازالة جميع المعوقات لهم داخل المدرسة ومن ثم تقويم هذا التدريب الذي حصل عليه المعلم مع تسهيل مهمته في ممارسة العمل الذي تم تدريبه عليه وملاحظة اثر ذلك التدريب على ادائه داخل المدرسة.
أما العامل الثالث/ فهو البرنامج ومدى حاجة المعلم اليه ومدته ووقت تنفيذه ومحتوى البرنامج ومدى وضوح اهدافه وقدرته على تحقيق اهداف وحاجات المتدربين كذلك قدرة المتدرب وتمكنه وحضوره ومستوى ادائه وقدرته على توظيف مهارات الاتصال التي يمتلكها في البرنامج.
أما عن تجاوب المعلمين فهو يعتمد على رغبة المعلم في الحضور الى البرنامج وحاجته اليه وحماسه مع المدرب وقدرة المدرب وتفاعله مع المتدربين مع ان بعض المتدربين يحقق في المستقبل مستوى أعلى مما وصل إليه اثناء التدريب ويتواصل بالنقاش والسؤال مع المدرب من خلال ممارسة العمل في مدرسته.
إقبال ومعوقات
وقد تحدث المدرب/ عادل السيحاني مشرف مكتبات ومدرب في مركز التدريب وقال: إن التدريب في الفترة المسائية أكثر حضوراً من الفترة الصباحية لان المسائية تكون باختيار المعلم وبناءً على رغبته وطلبه أما الصباحية فإنها شبه الزامية للمعلم حسب حاجته للتدريب، ومع ذلك فإن هناك فوائد كبيرة للتدريب تحققت من خلال تدريب المعلمين في هذا العام والاعوام السابقة من خلال زياراتهم في المدارس.
ولكن تبقى بعض المعوقات التي من ابرزها
- احساس المتدرب ان مستواه اقل من يغره عندما يطلب منه حضور الدورات للتدريب.
- عدم جدية بعض المعلمين عند الحضور ولكنها ارضاء لمدير المدرسة وإدارة التربية فقط وخوفاً من المساءلة في عدم الحضور.
- عدم تطبيق ما يتم تعلمه في الدورات في ميدان التعليم داخل المدارس.
كما ان قناعة مديري المدارس من تدريب معلميهم تؤدي إلى فائدة كبيرة للجميع المتدرب والمدرسة والتلاميذ على حد سواء. وأخيراً فإن التدريب يبقى مهمة شاقة يجب أن تتوافر فيها شروط منها الحاجة الماسة إلى التدريب وقناعة المتدرب والرغبة الصادقة الجادة وكذلك التطبيق لما تم التدريب عليه والتعاون بين الادارة ومركز التدريب ومديري المدارس لتحقيق الفائدة الكاملة من التدريب.
إنجازات ومهارات
كما تحدث المعلم/ عبدالعزيز الراشد أمين مركز مصادر تعلم وقال: لقد حضرت أكثر من دورة وكنت سباقاً الى هذه الدورات وخصوصاً العملية منها مثل «الكمبيوتر- اجهزة العرض- الوسائل التعليمية- التقنيات». وقد تحقق لي فائدة كبيرة حيث كنت لا أعرف شيئاً عن الكمبيوتر واصنف مع الأمين في هذا المجال والان وبعد حوالي السنتين من التدريب بالمركز على فترات مختلفة ومشاركتي في جميع دورات الحاسب الآلي اصبحت من المهرة فيه وحققت فوائد كبيرة لنفسي وللطلبة في المدرسة من خلال تدريبهم في مركز مصادر التعلم.
اضافة الى انني اشارك حالياً في دورات تقنيات التعليم والاتصال لمعرفة الوسائل الحديثة لتشغيل الاجهزة الموجودة بالمركز داخل المدرسة للاستفادة منها بشكل جيد.
وتحدث ايضاً المعلم/ سعد عبدالله الصويلح أمين مصادر تعلم بمدرسة عمر بن الخطاب بشقراء وقال إن الدورات مفيدة جداً وخصوصاً العلمية منها والخاصة بالحاسب الالي والاجهزة.
ولكن هناك بعض الملاحظات التي قد تكون سبباً في عدم الاستفادة من الدورة وهي عدم التطبيق السريع لما تم دراسته في الدورة بالمدرسة.
أما المعلمان/ أحمد العيد الوهاب من ابتدائية اشيقر والمعلم/ عبداللطيف الدهيش من مدرسة عبدالله بن سعود بمرات وهم ممن التحقوا بدورة «تنفيذ مهارات التدريس- والتفكير الابداعي».
فقد اجمعا على أهمية الدورات ولكن يجب ان تكون المدة قليلة الايام ولكن بتكثيف اكبر بحيث تكون ساعات التدريب اليومية كثيرة نظراً لبعد مركز التدريب عن مدارسهم ومشقة الوصول اليه يومياً وبشكل مستمر لمدة طويلة.
وقال مدير مدرسة الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب.
الاستاذ/ يوسف الشايع وهو من المشاركين باستمرار في دورات الحاسب الآلي وتقنيات التعليم، حيث قال إن هذه الدورات لها فائدة كبيرة وخصوصاً مديري المدارس والوكلاء في مجال تخصص الحاسب الآلي والاجهزة حتى يكون مدير المدرسة قادراً على التعامل مع هذه الاجهزة بشكل جيد ويكون كالمدرب لمعلميه داخل المدرسة عند حاجتهم لاستعمال هذه الاجهزة في وسائل الايضاح أو الحاسب الآلي ايضاً.
وان يكون مدير المدرسة المرجع الأول لمعلميه ويكون على علم بما في المدرسة ويكون التدريب في البداية لمديري المدارس والوكلاء حتى يستطيعوا تقييم معلميهم في نأديتهم لأعمالهم داخل المدرسة بشكل جيد.
|