كانت الفاجعة كبيرةً، والدماء المسفوكة بدون وجه حق، غزيرةً وحزننا عميقاً وتعاطفنا إنسانياً مستمداً من عقيدتنا السمحة التي أزعجنها الآلام الدامية لأناس يُقتلون وهم أطفال: في عمر الزهور، وشابات في بداية الطريق، وشباب يافع هاله فداحة الجُرم الكبير، ورجال قهرهم الحدث وتجرَّعوا مرارة الفقد وهول المفاجأة الوحشية «لسكن المحيا» الذي كان سكانه كل منهم في ليل رمضان الكريم يستعد ليوم جديد، ولكن النفوس الحاقدة التي سلَّمت نفسها لشياطين الإنس من مدعيي الالتزام الباطل الذي يحلل لهم قتل الأبرياء وسفك الدماء، وترويع الآمنين ونشر بذور الخوف، ومن ثمَّ الهرب بعيداً وليس طويلاً.. وإن طالت الأيام، فإن ساعة العقاب ستحين اليوم، أو في الغد، وسوف تجدون العقاب الشرعي بدون شفقة ولا رحمة، فمن لا يَرحم لا يستحق مجرَّد التفاتة عابرة ودعوة الحوار التي أصبح البعض يطلقها بسبب وبدون سبب وفي مختلف المجالات لا أعتقد أن مجال تطبيقها الفعلي على أمثال هؤلاء، فلقد عاثوا في أرضنا بالفساد وتجرَّدوا من كل القيم والمبادئ، لذا دعوة الحوار معهم لا أعتقد أنَّها تجدي، فالحوار قد يكون مع المتورطين بالفكر بدون فعل إجرامي سافر حتى يعودوا للصواب، ما عدا ذلك فهو حوار ديمقراطي مع فكر تكفيري بمرتبة سفاح، بمرتبة الشياطين أصحاب العقول الخاوية.
فبعد نشر تلك الصور الدامية التي تصور جزءاً يسيراً من مسلسل جرائم التفجير الإرهابي لا اعتقد أن أي إنسان سوي يملك مشاعر وأحاسيس صادقة قادر على التعاطف أو الفلسفة بعقد حوار مع ارهابيين، فلقد أظهرت وسائل الإعلام قاطبة انحطاط فكرهم وجرم أفعالهم، فهل بعد ذلك حوار؟! الكل يريد تصفية تامة بدون هوادة لهؤلاء، فالوطن وسلامته ليس ورقة بيضاء يكتبون على تاريخها بدماء الأبرياء رسالة وحشية لن ينساها الشعب السعودي أجمع وكل إنسان يدرك معاني الإنسانية، فالموت هو المحطة الأخيرة التي ننتظرها بفارغ الصبر وإن ذلك لقريب يا رب.
فاطمة سعد الجوفان
|