Saturday 29th november,2003 11384العدد السبت 5 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فتنة المصداقيّة الإعلاميّة ما بين « الجزيرة » و«الجزيرة» فتنة المصداقيّة الإعلاميّة ما بين « الجزيرة » و«الجزيرة»

وسط تَوْق المشاهد، والقارئ، والسامع للجديد الاخباري عن الأحداث الساخنة في العالم الإسلامي - خاصة - ووسط تصايُح كثير من القنوات الإعلامية الإخبارية بأنها المصداقية بعينها، والسرعة بعينها، والموضوعية بعينها، يتضح للقارئ الأكاديمي المتخصص في تحليل المضمون ان هذه الادعاءات يتساقط بعضها يوماً وآخر، ولعلها تؤلم أحياناً إذا كانت من قنوات إسلامية عربية شقيقة!
كان من المفاجئ في نشرة قناة الجزيرة القطرية الاخبارية الإلكترونية اليومية إلحاقٌ بخبر إحباط السعودية هجوماً ارهابياً ظهيرة عيد الفطر المبارك يوم الثلاثاء 1/10/1424هـ الموافق 25/11/2003م، ويتضمن هذا الالحاق ادعاءً بأن صاحب السمو الملكي، الأمير طلال بن عبدالعزيز - حفظه الله - الأخ غير الشقيق للعاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله ومتّعنا ببقائه-».. قد حمّل مؤخراً في تصريح لإحدى الجرائد البريطانية العائلة المالكة مسؤولية تصاعد موجة العنف بالسعودية، مُعتبراً ان التطورات الأخيرة بالمملكة ناتجة عن عدم القيام بالاصلاحات الديمقراطية المطلوبة.
من جهة أخرى، أعرب الأمير طلال الذي يرأس برنامج الخليج لدعم منظمات التنمية التابعة للأمم المتحدة عن ارتياحه للاصلاحات التي بدأتْ تتحقّق في السعودية، قائلاً: إن مثل هذه الإصلاحات ضرورية في معظم الدول العربية. «قناة الجزيرة القطرية».
يُلاحظ على هذا الإلحاق الإخباري وكما قالها المذيع هذه الجمل المشحونة بما هو غير موضوعي ومحايد - وفق الشروط الإخبارية الإعلامية:
- وصف الأمير طلال بن عبدالعزيز بأنه «الأخ غير الشقيق» لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد وفي هذا تعمد من القناة ليرى المشاهد أن ذلك سبب في نشوب نزاعات بين أفراد الأسرة المالكة التي فاضت رحمتها وصلة قربها على جميع شعبها ومن قصدها في طلب عون، وبالتالي لتقبُّل مشاهديها أو بعضهم لما تدّعيه القناة من أن الأسرة المالكة هي سبب الارهاب على حدّ قولها وهذا وهْمٌ وغير صحيح.
2- صيغة تأكيد قناة الجزيرة التام قد حمّل.. الأسرة المالكة مسؤولية تصاعد موجة العنف بالسعودية وفي هذا افتئات على الحقيقة والواقع، - حماها الله من كيد الكائدين-!
3- صيغة التعميم والإبهام بعدم تحديد ذكر اسم الجريدة البريطانية، لكي يعود إليها القارئ ويتحقّق من مصداقية الخبر إن وجد وقتا لذلك في زحمة لُهاث الحياة، وفي هذا تحرّز من كشف تلفيق وزيف ذلك الخبر بسدّ وسائل التحقيق بنسبة المصدر الإخباري إلى مجهول!
4- اختيار مصطلح «الإصلاحات» ووصفها ب«الديمقراطية» و«المطلوبة»، والمصطلح يعني أن هناك تخلّفاً أو تعسّفاً لا ترضاه الإنسانية، ووصف «الديمقراطية» يفيد بأنّ هناك رفضاً أو تجاهلاً من الأُسرة المالكة لطلبات إصلاحية ضرورية لنهضة البلد وأمنه من أناس أو هيئات مجهولة الاسم في هذا الالحاق الإخباري. وهذا المصطلح والوصفان تُحيل، مباشرة، إلى «حركة الإصلاح الإسلامي» وما هي من الإصلاح والإسلام في شيء - التي يتزعّمها الارهابي د. سعد الفقيه، الأمر الذي يحمل خطورة أكبر بالايحاء للقارئ، بل ملايين القرّاء الذين تصلهم رسائل موقع الجزيرة الاخبارية حول العالم، بأنّ الأمير طلال أحد مناصري هذه الحركة الفاسدة، وبأنّ مطالب تلك الحركة هي الصّلاح، والحرية، واللازم، وهذا عين الإفساد بأمانة العمل الإعلامي ورسالته لأن هذا ما لم يقله الأمير طلال أو يتحدث به لتلك الصحيفة!
5- التوضيح - نهاية الخبر - بأنّ الأمير طلال «رئيس برنامج الخليج لدعم منظمات التنمية التابعة للأمم المتحدة» مما يدعم توجه قناة الجزيرة الفاسد، ولا يترك للقارئ خياراً آخر للفهم الحسن!
6- استثمار ما أشار إليه الأمير طلال من ارتياح لما بدأ تحقيقه من إصلاحات ضرورية في السعودية وتوظيف ذلك للتأكيد على ما سبق وبشكل قوي في هذا السياق، واتّكاء كاتب إلحاقية الخبر على دعوات حركة الفقيه وتبنّيه لرؤيتها. والحمد لله، فقد انقلب سحر الساحر عليه، لان الإصلاحيات بمفهوم الفقيه وقناة «الجزيرة» وغيرها من المعادين للبلد الأمين وسياسة الإسلام الراشدة هي في التفجيرات، بينما التعديلات والتطويرات شيء مستمر في سياسة الدولة السعودية وله هيئاته المتخصصة التي لم تكن في غيبوبة لتنتظر فتناً، وادّعاءات، وتفجيرات حركة الفقيه الإجرامية الفكرية والعملية!
إنّ أشد ما يُوضح فساد مثل هذا التوجه الإعلامي هو أنّ نفي ما ادُّعي على صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز قوله، قد ورد نفيه وتوضيح ملابساته قبل اسبوع كامل، فقد ورد في جريدة «الجزيرة» السعودية بتاريخ الثلاثاء 23 رمضان 1424هـ نفي المكتب الإعلامي لصاحب السمو الملكي لهذه الادعاءات المزوّرة، موضحاً اسم الصحيفة البريطانية «أيرين هيل» التي أجرت لقاءً صحفياً مطوّلا مع سموه، وكانت قد أضافت معلومات مغلوطة لم تستطع تلافيها، بسبب نزول اللقاء للنشر قبل تنبيه المكتب لهم على ذلك، ولو كانت مواكبة الحدث الصادقة مستمرة وفاعلة لما فاتها هذا النفي قبل اسبوع من هذا الإلحاق الإخباري!
و«المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده» «صحيح البخاري/ج1/ص10».
عافانا الله وإيّاهم، فهذا البلاغ والله الشهيد!

الجوهوة آل جهجاه
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved