Saturday 29th november,2003 11384العدد السبت 5 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

طقوس في ثقافة الجهل والضلال طقوس في ثقافة الجهل والضلال
عوضة علي الزهراني/ الرياض

مع كثير من الألم والأسى الذي يعتصر قلبي وأنا أسمع وأشاهد ذلك العبث..فهو لم يكن عبثا قد اعتدته من قبل من ابني عبدالملك ذي الثامنة من عمره عندما يضع لعبته المفضلة في رمضان (شروخ) في سور منزلنا ويشعل فتيلها فتدوي ضجيجا في أرجاء المكان علني اخرج عليه ككل مرة مازحا في سورة منزعج من ضجيج صوت الشروخ وعندما أخرج عليه وكالمعتاد يقهقه فرحا لما حدث من أصوات مدوية استطاع من خلالها أن يخرج الآخر ويلفت الانظار الى ساحته العريضة ببراءة طفولة وعفوية وشقاوة تعبر عن لطف ووداعة مرحلة عمره وعلى هذا المنوال إلا في ليلة الخامس عشر من رمضان المبارك ظل يرقب المشاركة بعد أن أشعل فتايل شروخ عدة وبعد أن غلب عليه اليأس عاد ليستطلع الخبر نظر اليّ فلا يرى إلا حالة الوجوم التي انتابتني والحزن الذي ارتسم على وجهي وخيم على المكان بعد أن طالت اليد الآثمة مشاعر كل فرحة وكل روحانية كنا نعيشها في تلك الليلة فقد كنت أحدق في ذهول تام خبراً عاجلاً بصوره المفجعة والتلفاز يعرض انتهاك حرمات الآمنين وعدوان آثم وجبان طال الأبرياء وكسر الحجر والشجر انه تدمير وخراب انه منظر مؤسف في إطلالة حزينة نكده لم أر خلالها إلا ثقافة الضلال وأسلوب الجهل ومنهج الغلو والتطرف وتعطيل العقل عن استلهام الفكر النير في عاقبة الأمور في الدنيا والآخرة.ونحن في خضم هذا المشهد تسارع الطفلة بأسئلتها ما الذي يحزنك ويغير ملامح وجهك يا أبي؟ ألسنا في شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وان هذه الليلة تناصف هذا الشهر الكريم بغفرانها العظيم، وتلك هي براءة الطفولة ولكن الموقف وتداعياته جعلتني لم أنبس ببنت شفه ولم آبه بها رغم لطف وداعتها وهي تزين الحياة من حولنا وهي في هذا لم تعرف بعد عدوانا آثماً بدر من أبناء جلدتنا استهدف الآمنين والأبرياء بمجمع المحيا غرب الرياض ويالها من ليلة بائسة وحزن أسود أفاض مقلنا بالدمع وتصدعت قلوبنا بالهم والكمد والحسرة من سوء هذا التصرف وسوء فعلتهم وعملهم المشين، ما ذنب الأرواح البريئة بعد أن اضطجعوا للنوم هل تستحق أن تهشم عظامهم وتتمزق أجسادهم ويموتون بزعم كاذب وحجج واهية، وأما العادون وهم بهذه التحديات قد تجاوزوا جور الانتحار بتأثير استطاع أن يصيب فيهم البنية الفكرية بالشلل واعاقة قواهم العقلية في التراجع عن الارهاب لحظتها ليعتدي على الناس باسم الدين حد الوحشية وتهمش مبادئ اللطف والعطف في مقصد الدين العظيم والرحمة فيه تفيض من معينها الذي لا ينضب {وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ} والرسالة برحمتها العظيمة تتضمن كل المبادئ والقيم الإنسانية التي تعطي الحق وتناشد الحرية وتكرم الإنسان أياً كان لونه وجنسه في كرامة خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها {وّلّقّدً كّرَّمًنّا بّنٌي آدّمّ} فانطلقت هذه الآية شعاعا بنورها ساطعة بضوئها في كل الآفاق وفي الأنفس فلا أزهقت روحاً ولا أكرهت على دين وسيبقى الحق واضحا في أرض الله لا لبس فيه والعدل قائما لا ضل فيه في ظل سماحة الدين وعظم الإسلام وان مارست ثقافة الضلال يوما ما طقوسها الدموية أو انحرفت بغلو أو تطرف جائر.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved