نشأنا وترعرعنا في مجتمع يكره أي نوع من انواع النقد..
ووصل الأمر بغالبيتنا ان من ليس معنا فهو ضدنا وعدوَّنا.. وعلينا محاربته أو التخلص منه.. ومن هنا بدأت الاختلافات والخلافات بين بعضنا البعض مع مزيد من الأسف ونجحت فكرة أو نظرية «فرِّق تسد»..
فالمطلع على الأحداث الجارية يستطيع أن يستنتج بأن الأمور تسير نحو التأزيم وكأن السعوديين أصبحوا فريقين وان كل فريق ينادي بآراء ومقترحات وبقرارات تخالف الآخر.. فريق يطالب بالحوار.. وآخر يطالب باجتثاث بذور الإرهاب بالضربة القاضية.. وبينهما من يتساءل: أي فريق على حق؟
الواقع أن هناك قضايا في بلادنا تحتاج إلى الحوار الهادف المرغوب.. منها حاضر ومستقبل المملكة العربية السعودية.. وهل ما يجرى وما يدور من عنف وتفجير وإرهاب للمواطنين والمقيمين هو في صالح المواطنين والوطن حاضراً ومستقبلا؟.. بالطبع لا.. فالسعودية اليوم مستهدفة في الداخل والخارج وهناك من يتربص بنا من أعداء الدين والانسانية ويتحيَّن الفرص للانقضاض على منجزاتنا وخيراتنا وتشويه سمعة قيادتنا وشعبنا الوفي ويحاول أن يعيث في أرضنا فساداً.
وهؤلاء المجرمون يتوقون ويحلمون بأن يروا السعوديين باختلاف آرائهم ومذاهبهم وأفكارهم وهم يختلفون ويتنازعون حتى تذهب ريحهم ويصبحوا كالعصف المبثوث.. إلا أن ذلك لن يحدث لأن السعوديين أثبتوا - عبر السنوات والأيام والتجارب والمحن والظروف الصعبة التي مرت بهم وعلمتهم أن عليهم أن يكونوا يداً واحدة - أنهم قوة ضاربة وقلب واحد في الشدائد والمصاعب.
ان علماءنا الأفاضل وهم يتقدمون طابور المعركة ضد الإرهاب والإرهابيين ويكشفون مخططاتهم الإجرامية.. لهي خطوة مميزة وصخرة قوية لصد الإرهاب العالمي الذي يتحيَّن الفرص والمناسبات لبث سمومه وترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين وهو يتوق أن يرى نبرات الخلافات والشقاق بين السعوديين بعضهم البعض لينفذ إليهم ويؤذيهم.. ولكن ذلك لن يحدث.. لأن من كان يعتقد انه يعتمد عليه في السابق قد تاب إلى الله وعاد إلى خدمة بلاده وحماية مواطنيه واصبح درعاً واقياً في وجه الإرهاب والإرهابين.
لقد انتهت تأثيرات فتاوى التيارات الدينية التكفيرية.. والتفسيرات الشخصية والدعوات الاستغلالية لمحاربة الأبرياء وتدمير الوطن..
وجاء دور البناء.. والفرصة دائماً سانحة أمام جميع السعوديين باختلاف مذاهبهم وافكارهم وطموحاتهم وآمالهم وأحلامهم أن يتكاتفوا.. ويتآزروا لتفويت الفرص على من يريد الشر لبلادنا الحبيبة واهلنا الطيبين.. وقيادتنا الرشيدة.
وفي النهاية.. ننصح الإرهابيين بالتوبة والعودة إلى الله والاعتراف بالخطأ الذي يرتكبونه يوميا في حق الأبرياء والمساكين.. وليتأكدوا ان ليس عيبا أن تخطىء.. ولكن الجريمة ان تستمر في الخطأ.. فالإرهاب طريق الشر.. والتوبة والعودة فيهما خير لك ولأبناء وطنك.. وما أحوجنا اليوم إلى كل فرد في بلادنا الحبيبة ممن ينادي بالإصلاح والبناء والأصالة المتمثلة بديننا الحنيف وأخلاقنا الإسلامية والعربية.
|