في فترة، لعلها بدأت من عام 1385هـ إلى 10/1/1386هـ، كنت أعمل في جمرك جدة البحري، وكنت يومها أشغل وظيفة رئيس قسم المانفست «ب»، وكان السيد عبدالله رفة، يشغل رئيس القسم نفسه بدرجة «أ».. وكان مدير الجمرك يومئذ كغيره اليوم وربما غداً، ينقل الموظفين من قسم إلى آخر، كأنهم حجارة شطرنج.. ولست ضد حركة النقل، إلا ان هناك اعتبارات لا تراعى في كثير من الأحيان، فتقود إلى الاخلال بالعمل، ويؤدي ذلك إلى فوضى وإلى ارتباك، لا يتحملها أو لا توجه تهمتها إلى الذي يمارس ذلك التصرف الخاطئ، وإنما غالباً يكون الضحية موظفون، من الدرجة الثانية أو الثالثة الخ..
* قسم المانيفست، وظيفة رقابية، على السلع التي تصل باسم البلاد، وقد يخالطها سلع باسم موانئ أخر، وقد يحدث نقص، نزول في موانئ بالغلط، مرت عليها البواخر إلخ..!
* إن موظفي هذا القسم الرقابي مسؤولون عن كل طرد يصل إلى الميناء حتى يفسح أو يباع بعد مضي المدة القانونية، أو يعاد لجهته بالنسبة إلى الذي يصل خطأ.. وموظف قسم المانيفست يتدرب بدءاً من دخوله أو انتقاله إلى هذا القسم، ليكون الانضباط والمراقبة والمسؤولية الكاملة، وأن كل غلط أو خطأ محسوب على هذا القسم الكونترول ، ويحاسب المستودع عن أي ضياع أو خطأ، وفق عملية متصلة دائبة، تجنبا لأي اخلال يحدث..!
* وعملية النقل لموظف ذي مرانة في القسم إلى قسم آخر، دون عوض يحمل كفاءة الوظيفة، تؤدي إلى وقوع أخطاء، يحاسب عليها من هم على رأس العمل في قسم المانيفست، وفي كثير من الأحيان، فإن مدير الجمرك، يرتكب خطأ نقل موظف ذي مسؤولية وكفاءة، دون استشارة رئيس القسم.!
* يوم 10/1/1386ه، قرر مدير جمرك جدة، نقل موظف كفء من قسم المانيفست إلى قسم آخر، فقلت للسيد عبدالله رفة رحمه الله ، ينبغي ان نكتب إلى مدير الجمرك، بأن هذا التصرف دون أخذ رأي المسؤولين عن القسم يؤدي إلى إخلال في العمل ومسؤولية تقع على رأس من يدير القسم، فوافق السيد الرفة على ان نكتب رأينا إلى مدير الجمرك.!
* كتبت مسوّدة الكتاب وقدمتها إلى زميلي، لكنه قال لي: أنا لا أوقع على الكتاب، ربما كان تحفظ الزميل، لأن اللهجة أو الصيغة فيها عنف، لا ينبغي ان يكون، وإنما الأجدى رسالة رجاء وأمل تدارك أمور نقل موظفي القسم لكيلا يحدث خلل إلخ..!
* قلت للسيد الرفة: أنا أوقع الرسالة، وكان ما أردت، وكان مدير التحرير في جمرك جدة أخي وزميلي حمدان صدقة رحمه الله ، الذي شغل هذه الوظيفة التي كنت فيها نحو «18» سنة..! وأعيدت الرسالة الموجهة إلى مدير الجمرك بعد أقل من ساعة من بعثها إليه، تحمل هذا الشرح: إعادة نحن أدرى بمصلحة العمل.! لكن الذي يقول هذا الكلام لا يستطيع حمايتي عندما تحدث كارثة، ولكنه كلام لا يزيد على: «حبر على ورق»!
* السيد الرفة، كان ينبغي ان يحتفظ بالرسالة في أحد أدراج مكتبه حتى تبرد الحديدة، كما يقال، ولكنه، وهو الذي رفض توقيعها، وكأنه يقول لي: انظر ماذا قال مدير الجمرك؟ يعني ان الاعتراض لا محل له من الإعراب، قرأت شرح مدير الجمرك، ورددت الرسالة إلى السيد الرفة، وكانت الساعة نحو منتصف النهار.!
* قبل الساعة الواحدة ظهراً من يوم 10/1/1386هـ، كنت قد لملمت وريقاتي الشخصية في ادراج مكتبي، ثم كتبت كلمات محدودة إلى مدير الجمرك، أعلن فيها استقالتي من وظيفتي، وأنا يومئذ ليس لي دخل سواها ولا مورد ما.!
* أعطيت الرسالة لأخي حمدان، وخرجت من الجمرك لتوي، ولم أعد إليه إلا زائراً، أو صحبة صديق.!
|