* طوباس - وفا:
تمنى الطفل يزن الذي لم يتجاوز السنوات الخمس من عمره أن يشتغل والده ليتمكن من شراء ملابس جديدة للعيد.
وقال الطفل يزن ببراءة الأطفال وأمنياتهم في العيد لما يشتغل بابا بشتري أواعي للعيد.... ! وأخذ الطفل يزن ينظر بحسرة وحرمان إلى المعروضات التي ازدانت بها واجهات المحلات والبسطات في طوباس بالضفة الغربية المحتلة والتي يحلم كل طفل أن يمتلكها أو بعضها في العيد.
الطفل يزن من بلدة طمون شرق طوباس أدرك رغم صغر سنه استحالة تحقيق أحلامه المشروعة والمتواضعة إلى جانب العبء الأكبر الذي أصبح يتحمله ألا وهو الحرمان القسري من ملابس العيد وألعابه والتي يكون لها معنى خاص في نفوس الأطفال ليس لسبب سوى لكون هذاالطقس بات من الأشياء الكمالية ليس ليزن وحده وإنما للكثيرين من أبناء المواطنين الذين تحولوا ومنذ اندلاع الانتفاضة الحالية إلى عاطلين عن العمل بسبب الإغلاق والحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على كافة مدن وبلدات الوطن.
وقال يزن بلهجة طفولية متكسرة: «ماما حكت أنه في العيد الجاي إن شاء الله راح اشتري كل إشي .....».
بدوره أكد أبو يزن ( 31 عاماً ) أنه لا يملك ثمن القوت الأساسي واليومي لأطفاله كونه فقد مصدر دخله الوحيد وهو العمل في أحد المطاعم داخل «الخط الأخضر» والذي كان يجني منه «500» شيكل شهرياً، موضحاً أنه وخلال السنوات الثلاث الماضية أنفق كافة المدخرات التي كانت بحوزته كما أنه اضطر أخيراً إلى بيع مصاغ زوجته ليدبر أموره إلى أن تفرج كما قال.
وأشار إلى أنه ونظراً لذكاء يزن وقوة ملاحظته فكان لزاماً علينا أنا ووالدته أن نشرح له الوضع المادي والذي لا يسمح لنا بأن نشتري له كتلك الملابس التي شاهدها لدى حمادة - ابن الجيران - مبيناً أنه ومنذ بداية شهر رمضان وهم يبذلون له «الوعود» بأن نشتري له كل ما يريد في العيد القادم.
وتابع قائلاً: إنني أشعر بمدى الحرمان والحاجة في كلماته تلك التي دفعتني إلى أن أقرر ودون تفكير أن أجلب له متطلبات العيد مهما كان الثمن.
وفي اتصال مع «وفا» أكد يزن في اليوم التالي أن بابا اشتغل وجاب لي ملابس وبوت جداد مثل حمادة . . فيما أوضح الأب أنه اضطر إلى أن يشتري الملابس بالدين إلى حين ... ولم يكن يزن سوى نموذج واضح للكثير من الأطفال الفلسطينيين الذين حرموا من أشياء كثيرة نتيجة لعدم تمكن آبائهم من الوصول إلى أماكن عملهم ومصادر دخلهم الوحيدة وكأنهم يدركون ويستوعبون حقيقة ما آلت إليه أوضاع أسرهم رغم صغر سنهم.ويبدو أن الأشياء الموعودة كثيرة لدى ميس (4 أعوام) من طوباس التي أخذت تسردها قائلة: لما يطلع بابا ويشتغل ... بيجي العيد وبشتري أواعي وبروح على الروضة وبجيب عروسة باربي، موضحة أن اليهود أجو وأخذوا العيد وأخدوا بابا وذلك في إشارة طفولية بريئة إلى كونها عايشت أحداث عملية اعتقال والدها قبل ثلاثة أشهر وبدت جملة «لما يشتغل بابا» كالأزمة التي ترددت على ألسنة العديد من الأطفال الذين التقتهم «وفا» في بلدة طمون ومدينة طوباس. ويعزو المواطن صالح دراغمة السبب في حرمانه لأطفاله من ملابس العيد إلى أنه ونظراً لكونه أحد الغالبية العظمى من العمال الذين فقدوا أماكن عملهم في إسرائيل.. فتحول العيد إلى يوم عادي بالنسبة لهم بل إنه تحول إلى يوم لإثارة مشاعر القهر والحرمان لديهم كآباء لم يتمكنوا من شراء ما يلزم أبناءهم في العيد، وتابع قائلاً: لكم أن تتخيلوا تلك المشاعر القاتلة التي تنتابني عندما يحرم أطفالي من طقوس العيد.وأوضح أن المشكلة التي تواجهه أنه عوَّد أبناءه على مستوى معيشي مرتفع خلال أيام عمله داخل الخط الأخضر، حيث كان بإمكاني أن أشتري لأبنائي الخمسة كل ما يشتهون من ملابس وألعاب وغيره الكثير من الأشياء التي كنت اشتريها لهم في تلك المناسبة واليوم فإنني اعجز عن تأمين الحاجات الأساسية لهم.
|