* كتب - جريد الجريد:
العيد ذلك اليوم المبارك الذي يحتفل فيه المسلمون بإتمام صومهم، سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يتقبله منهم.. فرصة عظيمة للتواصل والتآخي ونبذ الخلاف.. العيد فرحة ترتسم على وجوه الجميع كباراً وصغار ذكوراً وإناثاً، له من المظاهر ما يميزه عن باقي الأيام هذه المظاهر اختلفت كثيراً عن الأمس رغم أن الاختلاف من منظور مادي كان إلى الأحسن إلا أن هناك من يتوجد على مظاهر العيد قديما رغم ما في ذلك الزمن من معاناة وفقر إلا أنهم يعتبرون تلك المظاهر لها طعم خاص وبهجة لا توجد هذه الأيام خاصة في مرحلة الطفولة فكبار السن يتعجبون من أطفال اليوم ألا تكون لهم فرحة كبيرة وبهجة بالعيد مثل الفرحة التي كانوا يعيشونها في صغرهم.
حول هذا تحدثت لعدد من كبار السن بهدف الوصول إلى تصور لتلك المظاهر وكيف كانوا يعيشونها ويبتهجون بها ورغم الاختلاف البسيط إلا أنهم أجمعوا على سيناريو واحد لفرحة الأطفال قديما بالعيد وأسباب هذا الفرح قالوا:
في الماضي كنا كأطفال ننتظر العيد على أحر من الجمر ونتشوَّق إليه وكنا نتمنى أن كل شهر يكون فيه عيد والسبب بسيط حيث إن ظروف الحياة صعبة وقاسية والفقر ضارب أطنابه فلم نكن نحلم بالملابس الجديدة بدون مناسبة العيد وهذا سبب جوهري لتشوقنا للعيد كذلك الحلوى لم تكن متوفرة ونكاد لا نعرفها لكن في مثل هذه المناسبة قد يتوفر شيء منها وكذلك الأكل، فيوم العيد تكثر فيه المناسبات، أما اللهو واللعب فكان للعيد استعداد خاص فقبل العيد بثلاثة أيام نقوم بجمع عدد من جذوع النخيل الميتة ونضعها في مكان مرتفع من القرية استعداداً للاحتفال بليلة العيد حيث ما إن يعلن أن يوم غد هو يوم العيد نتجمع حول هذه الجذوع ونقوم بإشعال النار فيها حيث تبقى مشتعلة إلى ساعات الصباح ونحن نلعب حولها ونطلق الأهازيج وفي الصباح ننطلق مع أهلنا إلى صلاة العيد فرحين بالملابس الجديدة الكل ينظر إلى ملابس الآخر وما إن نفرغ من الصالة حتى نبدأ بالمعايدة على المنازل حيث إن أهل القرية يستعدون لهذا اليوم بإقامة الولائم فيه منذ الصباح وهي مرتبة بينهم فنذهب لبيت فلان لنأكل لقمة العيد لنجدها «جريش» وبعده الآخر مثلا «لقيمي» أو «معوقد» وجميعها أكلات شعبية. وفي ضحى يوم العيد تحتفل القرية بالعيد من خلال أداء الألوان الشعبية من العرضة السعودية والسامري والدحة والدبكة ونبقى على هذا الحال إلى صلاة الظهر لنأخذ قسطا من الراحة إلى صلاة العصر وبعدها تنطلق المظاهر من جديد حيث يتواصل أهالي القرى القريبة فيما بينهم وهكذا وتستمر مظاهر العيد لمدة ثلاثة أيام.
ومع هذا السيناريو المبسط لفرحة الأطفال في العيد قديما نقف عند جوهر الموضوع وهي وجود الجديد في حياة الأطفال في الماضي من خلال مناسبة العيد خاصة «اللباس» الذي كان له فرحة كبيرة.
أما أطفالنا اليوم ومع رغد العيش والصرف عليهم ببذخ أفقدناهم طعم الأشياء والهدايا والفرحة بها، فالطفل اليوم في كل وقت يلبس الجديد ولم يعد حكراً على مناسبة عيد كذلك الهدايا والألعاب متوفرة لهم باستمرار، لكن من خلال الحب والحنان وهما اللذين أعتقد يجب الاهتمام بهما وتغذية نفوس أطفالنا بهما لنستطيع أن نشعرهم بالفرح والبهجة والسرور وعدم حصر هذه المناسبة العظيمة في فرحة ملابس وهدايا، بل هي أسمى من ذلك بكثير.
|