* طريف - محمد راكد العنزي:
يحل علينا في كل عام ضيف ألفناه وانتظرناه بلهفة وترقب بعد ان تحقق لنا بعون الله تعالى صيام شهر رمضان المبارك وقيامه، وهاهو عيد الفطر المبارك يأتينا ليدخل البهجة في النفوس وتغمرنا الفرحة برؤيته، ومعه تتحقق أمانينا في صلة الأرحام ومشاهدة البعيد والتواصل مع الناس، غير أنه لايزال هناك عدد من السلبيات التي لايزال البعض متمسكاً بها رغم أنها تخالف حقيقة العيد كمناسبة سعيدة يفرح بها الجميع:
حالة طوارئ
ومن هذه السلبيات كما يقول أحمد جروان الأشجعي: إن المنزل يتحول في ليلة العيد إلى أشبه مايكون بخلية النحل حيث تتجه النساء من بعد إعلان دخول عيد الفطر المبارك إلى تنظيف المنزل وإعداده تمهيداً لاستقبال الزائرين، كما يقمن بتجهيز الحلوى والتمر والبخور ووضعها في أماكنها في المجالس التي يتم استقبال الضيوف فيها وهذا التسابق لإنهاء كافة الأعمال في وقتها قد يتسبب لا سمح الله في إصابات داخل المنزل كالوقوع والارتطام أو نشوب حريق في المطبخ فيجب علينا إذن التأني في عملنا حتى لا تقع لنا حوادث تعكر علينا وعلى أفراد أسرتنا فرحة العيد، فيما يتجه الرجال إلى الأسواق لشراء زكاة الفطر وتوزيعها على المحتاجين ثم يتوجهون إلى المحلات التجارية للتبضع وشراء مستلزمات العيد، وهناك تقع الربكة المرورية التي تغلق بعض الطرقات لأجلها وقد تقع أيضاً الحوادث المرورية بسببها وكل هذا نتيجة عدم تأنينا وأخذ الوقت الكافي قبل أن يحل علينا فجأة خبر دخول العيد.
زحام وربكة
كما أن الأسواق لا تختلف عن ربكة المنزل كما يشير إلى ذلك (فهد عبدالله) حيث يقول لعل من السلبيات التي نراها في كل عيد هو تأخير البعض شراء حاجياته من لوازم العيد إلى آخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك، وعندما يسمع في وسائل الإعلام بدخول العيد حتى يبادر مسرعاً إلى الأسواق لشراء ما يلزمه من مستلزمات ضرورية متسبباً هو ومن هم على شاكلته في زحام غير مبرر مما يؤدي إلى ربكة مرورية شديدة تؤدي إلى إشغال الدوريات الأمنية، كما تتسبب في مضايقة بقية المتسوقين وتؤدي إلى جعل البعض من التجار يستغلون هذا الزحام لرفع الأسعار وعرض المنتوجات القديمة طمعاً في تسويقها خلال هذه المناسبة.
كما ان المشاغل النسائية ومحلات الخياطة وصوالين الرجال تزدحم في ليلة العيد عن آخرها وتعج في كافة زواياها بالزبائن الذين يجلسون في طابور طويل في انتظار الدور إليهم، مما يحرم البعض من فرحة العيد بسبب ضيق الوقت وذلك كما حدث مع أحد الزملاء حينما أخرج ثوبه من الخياط في وقت متأخر من ليلة العيد حيث تفاجأ به في صباح العيد بأنه لا يصلح للبس مما اضطره للاستعانة بثوب آخر من ملابسه القديمة لتسعفه على استقبال المهنئين بالعيد.
سلبيات تتكرر
أما (نايف سعود) فيؤكد ان العيد فرحة عظيمة للصائم الذي أتم صيام شهر رمضان المبارك وقيامه وهو كذلك فرصة كبيرة للمسلمين القادرين الذين فتح الله عليهم في الرزق لاستشعار فرحة العيد بمساعدة اخوانهم المحتاجين من الفقراء وزيارة المرضى المنومين على السرير الأبيض مما حرموا من مشاركة غيرهم بالعيد، كما أنه فرصة سانحة لنبذ الخلافات وصلة الأرحام والتعايش مع الغير بمحبة وسلام، فهنا نصل إن شاء الله إلى تحقيق الغاية الحقيقية التي شرع الله عز وجل من أجلها العيد.
غير أن البعض من الناس وللأسف لايعي أبداً هذه المفاهيم وينام طوال العيد لاعتياده على السهر خلال ايام شهر رمضان، كما أضحى العديد منهم يستغل التقنية الحديثة في توجيه التهاني لغيره عبر رسائل الجوال أو من خلال البريد الالكتروني وذلك على الرغم من ان التهنئة المباشرة لها طابع خاص يطغى على كافة الوسائل الجديدة.
طراطيع وشروخ
ويشير (خالد محمد) إلى أن أصوات الطراطيع والشروع تقطع علينا راحتنا وطمأنينتنا في العيد حيث تعتبر هي اللعبة المفضلة للأطفال في أيام العيد، رغم ان هذه الطراطيع عبارة عن قنابل صغيرة تنفجر بمجرد اشتعالها، وقد أدت بسبب اللهو الطفولي البريء إلى وقوع حوادث أليمة عكرت على بعض الأسر فرحة العيد، فكل عام تشهد أقسام الطوارئ بالمستشفيات إصابات مؤلمة من جراء اللعب بهذه الطراطيع وتكون نتائجها حروقاً باليدين والوجه أو الضرر بالعين، وهذا نتيجة إهمال الآباء في مراقبة أبنائهم خلال العيد وضرورة معرفة أين يصرفون «عيدياتهم» التي يحصلون عليها من المهنئين، فالصغير لايدرك أبداً المسؤولية ولا يميز بين الخير والشر وهو يحب اللعب كثيراً.
ولذلك يشتري هذه الطراطيع للاستمتاع باشعالها وسماع أصواتها، ويجب علينا ألا نلوم العاملين في المحلات التجارية لأنهم أشخاص يبحثون عن المكسب المادي فقط ولا يهمهم الضرر الذي يلحق بأفراد المجتمع من هذه المواد والذين يجب ان يتم ردعهم بشتى الطرق لمنعهم من المتاجرة بهذه الألعاب الخطرة.
عيد المدن مختلف
(ماجد الرويلي) يشير إلى ان العيد في المدن ليس له ذلك الطعم الرائع الذي يتمتع به الكثيرون في القرى والمحافظات حيث ان هنا كل شخص يغلق الباب على نفسه ولا يتفقد من حوله من الجيران ولا يسأل عن أحوالهم أو يقدم لهم التهاني بالعيد، وهي صفة يجب علينا نبذها لأننا شعب واحد وكل جار يعتبر الملاذ لجاره والأنيس له والأخ والقريب له، وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالجار خيراً، ولذا فإنني أتمنى من عمد الأحياء ان يقيموا في ليالي العيد خيمة أو مجلساً يدعون فيه أفراد الحي للتعارف والاحتفال بحلول العيد في جو أخوي روحاني عظيم، كما أشار إلى نقطة هامة وهي ضرورة عدم الاسراف والتبذير في العيد حيث ان الكثير من الناس وللأسف الشديد يشتري العديد من الحلوى والملابس والأشياء الزائدة عن الحاجة التي قد تبقى لديه دون استعمال وعندما ينتهي وقتها يكون طريقها وللأسف إلى سلة المهملات.
|