* موسكو - سعيد طانيوس:
تمسكت روسيا بالحذر والتزمت بالحياد حيال الأوضاع الدراماتيكية المتغيرة في جورجيا، في الوقت الذي ظل فيه الغموض يسيطر على مصير السلطة في هذه الجمهورية القوقازية المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي السابق.
وقال مصدر سياسي روسي رفيع إنه لا يجب على روسيا أن تعطي أي ضمانات لجورجيا ككل بل عليها تأمين الضمانات المطلوبة لأصدقائها في جورجيا ممن لم يخونوا روسيا أبدا. وأوضح أن المقصود بهؤلاء الأصدقاء هم اوسيتيا الجنوبية وابخازيا واجاريا.
وأضاف: إذا أرادت السلطة الجديدة في جورجيا السيطرة على هذه المناطق بالقوة فيجب أن تتصدى روسيا لمثل هذا المسعى. وأشار إلى أنه توجد في ابخازيا اليوم قوات روسية لحفظ السلام قوامها ألفا رجل.
وتنظر موسكو بعين الشك والريبة إلى ترشيح ميخائيل ساكاشفيلي الملاحق على أراضيها بتهم جنائية عديدة إلى الانتخابات الرئاسية الجورجية، وتعتبر أنه مرشح قوى الأمر الواقع السياسية الجورجية التي هيمنت على السلطة في تبليسي من خلال التلويح باستخدام القوة لإزاحة الرئيس المستقيل ادوارد شيفارنادزه، وصولا حتى تصفيته جسديا.
وفي هذا الوقت أعلن السكرتير الصحفي للرئيس الجورجي السابق كاخا ايمنادزه أن ادوارد شيفارنادزه لم يحدد بعد مشاريعه اللاحقة لكنه أكد أنه لا يعتزم مغادرة جورجيا.
وقال ايمنادزه جوابا عن السؤال: ألا ينوي شيفاردنادزه كتابة مذكرات؟ إن الجزء الأول من مذكراته جاهز. لكن الرئيس السابق يريد إدخال تعديلات عليها تأخذ في الاعتبار الأحداث الأخيرة.
وعلى خط مواز، لا يعتبر رئيس أجاريا (جمهورية ذات حكم ذاتي في جورجيا) أصلان أباشيدزه الموالي لموسكو السلطة الحالية في جورجيا شرعية لكنه مستعد للحوار معها من أجل استقرار الوضع في البلاد، حسبما أعلن يوم أمس بعد لقائه مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف في موسكو.
ووصف رئيس أجاريا الذي وصل إلى موسكو للمرة الثانية خلال الأيام الأخيرة استبدال السلطة العليا في جورجيا الذي جرى يوم الأحد الماضي بأنه انقلاب حكومي قائلا لا داعي لأن أفسر لكم أن الحديث عن الشرعية لا يمكن أن يدور في ظل الانقلاب الحكومي.
ودعا أباشيدزه إلى فعل كل ما هو ممكن من أجل عدم انتشار هذا الوضع في كل أراضي جورجيا ولكيلا تنجر إلى النزاع مناطق أخرى. ورأى أن هذا الخطر واقعي.
وقال أباشيدزه في معرض تطرقه إلى آفاق وحدة تراب جورجيا إن ذلك يتوقف على الناس الذين يريدون اغتنام السلطة. وان الوجه الذي نراه اليوم يثير القلق.
ولا يبدي رئيس أجاريا الثقة بأن سكان جمهوريته الذاتية الحكم سيشاركون في الانتخابات البرلمانية في جورجيا. وفي الوقت نفسه أعلن أباشيدزه استعداده للحوار مع قيادة جورجيا الجديدة. وقال إنني مستعد للحوار مع أي شخص كان حتى ولو كان مجرما يحمل السلاح بيده. لكن هذا لا يعني أنني أشاطره قناعاته.
وفند أباشيدزه كذلك الشائعات حول سعي أجاريا إلى الانفصال عن جورجيا. وقال إن أجاريا كانت تاريخيا مع وحدة أراضي الدولة الجورجية وستتمسك بهذا الموقف حتى النهاية. وليس الحديث عن الانفصالية والانسلاخ سوى تجديف.
ووصف رئيس أجاريا إغلاق الحدود مؤقتا مع جورجيا بأنه مجرد اجراء وقائي لكيلا تنتقل الفوضى إلى أراضي الجمهورية الذاتية الحكم وليس الخطوة الأولى نحو الانفصال.
كما كذب أباشيدزه وجود أية اتصالات سرية مع روسيا. وقال إن علاقاتنا ليس فيها أي شيء خفي
|