*فلسطين المحتلة- بلال أبو دقة:
كرر رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون تهديداته للفلسطينيين بأن العامل الزمني ليس في صالحهم ، وانه قد يقتنع بعدم الحاجة إلى انتظار حكومة فلسطينية أخرى فيعمل على انتهاج خطوات أحادية الجانب ..
جاءت تصريحات شارون هذه خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي في مدينة في تل أبيب بحضور رؤساء تحرير الصحف ومراسلي وسائل الإعلام الاسرائيلية والأجنبية المعتمدين في اسرائيل ..
وقال شارون : انه يدرك بأن اسرائيل لن تتمكن من البقاء في الأماكن التي تتواجد فيها اليوم ، وبأنه كان اقترح في الماضي تقسيم المناطق بين اسرائيل والفلسطينيين ، كي لا تتعرض إلى الضغط الدولي لإجبارها على الانسحاب إلى حدود حزيران 1967، مضيفا : انه يضع في مقدمة أولوياته أمن المواطنين الإسرائيليين ..
وبخصوص اللقاءات السياسية الجارية بين أطراف إسرائيلية في إشارة إلى لقاء لندن المنعقد بين نجله عمري وجبريل الرجوب مستشار الرئيس الفلسطيني للأمن القومي قال شارون : إن لقاء لندن عقد بمبادرة من أصدقاء اسرائيل وان مثل هذا اللقاء يعتبر جيدا ، وهو لا يشبه مبادرة جنيف، التي اعتبرها محاولة لعمل شيء يمكن للحكومة فقط عمله ..
وأضاف شارون : يمكن للحكومة فقط إجراء مفاوضات وتوقيع اتفاق ، وما فعله المبادرون إلى لقاء جنيف ألحق بإسرائيل الضرر..
وفي معرض رده على سؤال حول ما يقصده بالخطوات أحادية الجانب قال شارون : إن هناك الكثير من الأفكار المطروحة وانه يسمعها ويبلور مواقفه ، وما زال يعتقد أن افضل الطرق هي جعل الفلسطينيين يتقدمون باتجاه تطبيق خارطة الطريق كما اتفق عليه في العقبة ..
وقال : سأطرح موقفي أمام الجمهور بعد بلورته ولا اعتقد أنني سأنتظر حتى نوفمبر القادم ، لا أريد التفصيل ولكن هذه الخطوات تهدف الى التسهيل على اسرائيل لتحسين ظروف الحياة فيها ، وثانيا لمنح سكان اسرائيل فرص العيش بشكل افضل ..
وكرر شارون تمسك اسرائيل بكل الوسائل المطلوبة للقضاء على ما اسماه «الارهاب»..!!العلاقات الأمريكية - الاسرائيلية
وبالنسبة للعلاقات مع الولايات المتحدة قال : إنها ما زالت علاقات صداقة قوية ، بل تعززت خلال العامين الأخيرين بصورة غير مسبوقة ..
وقال شارون : أريد الإشارة إلى أن هناك بعض القضايا التي لا نتفق فيها ، وكانت دائما هناك قضايا لم نتفق عليها ، كموقف واشنطن الرافض لاقامة مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وقضية الجدار ، كما أن واشنطن غير راضية عن أوضاع الفلسطينيين في المناطق الخاضعة لسيطرتنا ..
وقال شارون : هناك قضايا يدعموننا فيها ( الأمريكان ) بشكل تام وقضايا بشكل أقل ، لكن في القضايا المتعلقة بأمن اسرائيل ومواطنيها لا يمكن لاسرائيل التنازل ، لكن المهم أن يتفق الطرفان على كيف لا يتم الاتفاق بينهما. لدينا مشكلة في أوروبا وبالنسبة لقرار دمغ منتوجات المستوطنات بعلامات خاصة بناء على طلب الاتحاد الأوروبي قال شارون : إن هذه المسألة تخضع للنقاش منذ سنوات عديدة ..
وقد اشتد النقاش حول هذه المسألة إلى حد حتم علينا تقديم الرد ..
وكي لا نخاطر بالصناعة الاسرائيلية وفرض ضرائب باهظة عليها ، لدينا مشكلة في أوروبا ، ذلك أن موقفها إزاء اسرائيل غير متزن ، وهذا لا يشمل كل الدول فهناك دول مثل إيطاليا تتعامل معنا بشكل آخر. البؤر الاستيطانية ثلاثة أنواع ..بالنسبة لمستوطنة «نتساريم» الواقعة في قطاع غزة وما إذا كان سيخليها قال شارون : انه ليس مستعدا للالتزام بأي شيء ، مضيفا : إن الحكومة ستضطر إلى اتخاذ قرار وسيطرح على الجهات المسؤولة وعلى الحكومة ..
وردا على سؤال حول تصريحات نائب وزير الامن ( زئيف بويم ) بشأن تشريع عدد من البؤر الاستيطانية قال شارون: إن مسألة الاستيطان اليهودي ستحسم في مرحلة المفاوضات حول الاتفاق الدائم. وبالنسبة للبؤر الاستيطانية هذا ليس موضوعا للتفاوض بيننا وبين الفلسطينيين ، انها مسألة نتباحث فيها مع الأميركيين.
إن البؤر الاستيطانية تتوزع إلى ثلاثة أنواع :
* تلك التي أقيمت في فترة حكومتي: تلك التي تتمتع بأهمية أمنية من الدرجة الأولى، أي بؤر لحماية المستوطنات وهذه ستبقى..
* وبؤر أقيمت من قبل المستوطنين لاستفزاز الحكومة وهذه يجب تفكيكها..
* وهناك قسم ثالث اعتقد انه لو ساد الهدوء لكانت مسألة وجودها ذات أهمية اقل..
حزب الله لن يتوقف عن محاولات اختطاف جنود إسرائيليين
وتهرب شارون من الرد المباشر عما إذا كان يوافق على نقل الأسير اللبناني سمير قنطار إلى سجن أجنبي ، لاتمام صفقة تبادل الأسرى ، التي تم تجميدها حاليا بفعل قرار اسرائيل الامتناع عن إطلاق سراحه.
وكرر شارون مزاعمه بأن حزب الله لن يتوقف عن محاولات اختطاف جنود إسرائيليين حتى لو تم تنفيذ الصفقة.
الجائزة : فضيحة تشجع على العنصرية واللاسامية
وانتقد شارون رسما كاريكاتوريا فاز بالجائزة الأولى في الكاريكاتير السياسي في بريطانيا ووصفه بالفضيحة لانه تشجيع للعنصرية واللاسامية على حد زعمه.
وكان رسام الكاريكاتير البريطاني ديف براون رسام الكاريكاتير الرئيسي في صحيفة ( الاندبندنت ) البريطانية فاز بالجائزة الأولى في المسابقة التي نظمها المعهد البريطاني للكاريكاتير السياسي ..
وقد منحت الجائزة ل «براون» لقاء رسمه الذي يصور رئيس الحكومة الاسرائيلية بصورة عملاق متوحش يلتهم طفلا فلسطينيا فيما تقوم المروحيات الاسرائيلية بعمليات قصف، وتظهر في أعلى الكاريكاتير عبارة تتساءل ( ألم تشاهدوا من قبل سياسيا يقبل طفلا ) ..
وكانت الصحيفة قد نشرت هذا الكاريكاتير في السابع والعشرين من يناير 2003 مما أثار في حينه زوبعة في اسرائيل التي قدمت احتجاجا رسميا إلى بريطانيا عبر سفارتها في لندن بينما اعتبر الرسام في حفل توزيع الجوائز الهجوم الإسرائيلي عليه عاملا مساعدا على انتشار الرسم وكانت مفوضية الشكاوى الصحفية البريطانية قد رفضت في مايو الماضي الشكوى الاسرائيلية في حين قالت الصحيفة: انها ستواصل توجيه انتقادها الشرعي إلى السياسة الاسرائيلية ..
|