طهران:نجاح أسلوب الحوار الأوروبي وفشل سياسات الضغوط الأمريكية
ارتياح إيراني بشأن الملف النووي وشكوك غربية حول مصدر تقنيات اليورانيوم

* طهران فيينا الوكالات:
لا يزال الجدل يدور حول برنامج إيران للطاقة النووية بعد ايام من ادانة وكالة الطاقة النووية الدولية لطهران وهي ادانة لم تصل إلى حد نقل الملف الايراني الى مجلس الامن الدولي مما كان سيعرض ايران للعقوبات الدولية، وقد جددت طهران سعادتها بأن الامور لم تصل إلى ذلك الحد، فيما المح دبلوماسيون في فيينا إلى احتمال وجود تعاون بين باكستان وايران مكّن الاخيرة من الحصول على التقنيات الخاصة بتخصيب اليورانيوم، كما اشاروا في ذات الوقت إلى احتمال تسرب هذه التقنيات من دولة أوروبية.
ففي طهران قال الدكتور كمال خرازي وزير الخارجية الايراني إن قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذريه حقق (غالبية) مطالب ايران على الرغم من ان القرار يحمل في طياته بعض المسائل التي تتعارض مع المصالح الايرانية .
وقال خرازي في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الايراني ان موضوع عدم احالة الملف النووي الايراني إلى مجلس الامن يعد نصرا كبيرا بالنسبة لايران رغم الاتفاقات التي جرت خلف الستار بين الأمريكيين والاوروبيين والتي حاولت الحيلولة دون تحقيق ذلك.
واضاف ان هذا القرار كشف بشكل لا يقبل الشك عن نجاح سياسة الحواروالتعامل القائم على اساس الاحترام المتبادل وفشل سياسة تشديد الضغوط والحصار التي تتبناها الولايات المتحدة على الدوام.
وقال ان سياسة الحوار التي انتهجتها اوروبا اكدت عمليا ان احترام ايران سيؤدي الى التوصل إلى نتائج مرضية، مؤكدا ان انتصار سياسة الحوار مقابل سياسة الضغوط يعد نصرا متعدد الجوانب ضد السياسة الاحادية لامريكا.
وعلى ذات الصعيد النووي نسبت وكالة رويترز إلى دبلوماسيين في فيينا قولهم ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجري تحريات لمعرفة هل هناك صلة بين ايران وباكستان بعد ان أقرت طهران للامم المتحدة بان برنامجها لتخصيب اليورانيوم بالطرد المركزي اعتمد على تصميمات شركة اوروبية تبدو مطابقة لتلك التي استخدمتها باكستان خلال مساعيها لصنع قنبلة ذرية.
وقال الدبلوماسيون ان الوكالة تحاول معرفة هل جاءت التصميمات من احد في باكستان أم من مكان آخر.
وقال دبلوماسي غربي طلب ألا ينشر اسمه لرويترز ان طهران التي تتهمها واشنطن بالسعي لاكتساب اسلحة نووية ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها حصلت على التصميمات من «وسيط» لم تحدد الوكالة هويته.
ولم يتضح من اين حصل «الوسيط» على التصميمات. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقرير ان ايران ابلغت الوكالة انها حصلت على التصميمات الخاصة ببرنامج الطرد المركزي «من وسيط اجنبي نحو عام 1987».
ويستخدم الطرد المركزي في تنقية اليورانيوم لاستخدامه كوقود او في صناعة الاسلحة.ويقول خبراء ان القدرة على انتاج هذه المادة مهم لأي برنامج تسليح وهو اكبر عقبة لا بد لأي دولة لها طموحات لصنع قنبلة نووية من تجاوزها.وقال دبلوماسيون كثيرون على دراية بعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان التصميمات كانت لجهاز تنتجه وحدة تخصيب هولندية تابعة لشركة يورينكو وهي كونسرتيوم بريطاني هولندي الماني رائد في مجال صناعات الطرد المركزي.
وقال علي اكبر صالحي سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرويترز انه لا يعلم شيئا عن استخدام ايران لاحد تصميمات شركة يورينكو.واضاف صالحي «هذه معلومات جديدة بالنسبة لي». وفي بيان بعثت به شركة يورينكو لرويترز قالت الشركة انها لم تنقل أي تكنولوجيا طرد مركزي او معدات في هذا المجال إلى ايران.
وتابعت الشركة في البيان «تود يورينكو ان تؤكد انها لم تنقل قط أي تكنولوجيا او مكونات إلى ايران في اي وقت». ونفت باكستان التي يقول خبراء في منع الانتشار النووي ودبلوماسيون انها استخدمت تصميمات يورينكو وايران مرارا تنفي أي تعاون بينهما في المجال النووي.وأصرت ايران طويلا على ان برنامجها للطرد المركزي برنامج محلي صرف وانها لم تتلق اي مساعدة من اي نوع من الخارج سواء من باكستان او من اي جهة اخرى. وكان عبد القادر خان ابو القنبلة الذرية الباكستانية قد عمل في وحدة تخصيب يورانيوم تابعة لشركة يورينكو بمدينة الميلو الهولندية في السبعينات. وبعد عودته إلى باكستان ادانته محكمة في امستردام غيابيا بالتجسس النووي لكن محكمة الاستئناف ابطلت الحكم. وأقر خان انه استفاد من خبرته على مدى سنوات من العمل في مشروعات مشابهة في اوروبا ومن اتصالاته بعدة شركات تصنيع.