هي بالفعل خطوة جادة تستحق الاحترام لتطوير العمل المسرحي السعودي والانتقال به إلى المراحل المتقدمة ما قام به ابطال المسرحية الكوميدية الهادفة «آخر كلام» التي جمعت نخبة من النجوم الأبطال الذين سبق أن رسموا الابتسامات على وجوه المشاهدين والجماهير سواء على المستوى المحلي أو العربي.
وإذا قلنا نجوماً فهم نجوم بحق بشهادة جميع من حضر ولا اعتقد أن الجماهير الذين امتلأت بهم قاعة مسرح الادارة العامة للتدريب الفني المشترك التابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالرياض سيجتمعون على عرض ضعيف. ففي المسرحية التي تقاسم الجميع فيها «كعكة النجاح» كانت لهم منافسة جملية ولذيدة وهم يقدمون «جزءاً» بسيطاً من مخزونهم الكوميدي الذي نال استحسان الجميع. الأبطال هم أحد أبرز فناني الكوميديا، فيونس شلبي أحد أعمدة الكوميديا العربية منذ عشرات السنين وكذلك الفنان عبدالله العامر الذي عرفته الجماهير العربية بمواقفه الكوميدية التي تنتزع الضحك، ثم الفنان محمد الكنهل الفنان المخضرم الذي كان ومازال له صولات وجولات جميلة في المسرح والتلفزيون السعودي، ثم الفنان المصري الكوميدي نصر حماد الذي هو الآخر كوميديان بالسليقة، ثم يأتي دور الشباب ولعل أبرزهم الفنان الشاب يوسف اليوسف الفنان القادم بقوة لعالم النجومية بأدائه المميز اللافت للأنظار وأدائه الواثق على خشبة المسرح، ثم محسن النشوان ويحيى الجهني وطلال السدر وعبدالرحيم محمد وأحمد العلكمي وطه فهمي وعمر العنزي، فيما كان قائد التوليفة المسرحية المخرج حسين مليس.
القصة.. الواقع
قصة المسرحية كتبها الكاتب الصحفي المعروف الاستاذ عبدالله بن بخيت ملامساً بما كتب ويكتب واقعنا بأسلوب ساخر عما يفعله بعض الشباب اثناء سفرهم للخارج للبحث عن ملذاتهم وشهواتهم وعدم توخيهم الحذر من عواقب انحرافهم بمجرد خروجهم من بلدهم والمشاكل التي تحاصرهم خاصة بعد الاحداث التي جرت والجارية حالياً شوهت سمعتنا.
الكاتب «أبو يارا» حاول أن يحكي قصة شابين «عبدالله العامر ويوسف اليوسف» موظفين في قطاع خاص يعشقان السفر ويرتبان له بطريقة ملتوية ويصطحبان معهما فراش الشركة «محمد الكنهل» الرجل الساذج الذي عادة ما يكون مثاراً للسخرية وكذلك مدير المبيعات في الشركة «يونس شلبي».
وقد اتفق الجميع على السفر لقضاء وقت غير بريء مع الملذات مع بعض «الاسقاطات» الاجتماعية والثقافية والمادية وكذلك السياسية التي حاول الكاتب كعادته إضافتها للنص لخدمة الغرض الأساسي له.
وفي المشهد الثاني وبعد وصول الرباعي الفكاهي إلى بلد «المقصد» تحدث بعض المفارقات الكوميدية من أجل الوصول إلى هدف القصة وهو الوقوع في «شر الأعمال» وعدم أخذ الحيطة في بلاد لا يعرف قاصدها ماذا حدث لهما بعد الأحداث.وبعد أن يأخذ الجميع «درساً قاسياً» يستخلصون الخلاصة كل على حدة في مشهد «تراجيدي» مؤثر وجميل.. وعموماً فالكاتب استطاع ان يكتب الواقع كوميديا.. والفنانون استطاعوا بخبرتهم وموهبتهم ايصالها بالشكل المناسب، حيث كانوا على حسن الظن بهم ومقنعين بشكل كبير للجماهير الغفيرة التي حضرت بشكل لافت طيلة أيام العرض الثلاثة في الرياض فيما توجه مباشرة فريق العرض إلى الشرقية صباح أمس الجمعة بعد اغلاق الستارة متجهين للمنطقة الشرقية حيث عرضت المسرحية عرضها الأول مساء أمس الجمعة ومساء اليوم ستعرض في قرية العزيزية بالدمام.
لديكور.. ولمسات جمالية
لأول مرة تقوم فنانة تشكيلية سعودية بتصميم وتنفيذ ديكورات المسرح ابتداء من مقر الشركة مروراً بجناح الفندق وصولاً ببهو الفندق بلمسات جمالية غلب عليها طابع الاناقة النسائية في التنفيذ إلى حد الواقع والفنانة هي سهى الشريف.
أمانة الرياض.. شكراً
كلمة «شكراً» لأمانة منطقة الرياض لا تكفي لهذه البادرة الجميلة والخطوة الجريئة التي ستعقبها بالتأكيد «وثبات» وليست خطوات.. وكل المؤشرات هنا تؤكد أن النجاح كان حليفاً للأمانة وهي ترعى هذه المسرحية أيام عيد الفطر السعيد ليس لمجرد الضحك ولكن في جو كوميدي هادف لربما تعلم منه الشباب وكذلك «شكراً» لجميع من شارك في هذا العمل من الكاتب والفنانين والمخرج والفنيين والاداريين وحتى رجال الحراسات كلهم كان لهم دور بارز في نجاح العمل لأمانة الرياض التي تجبرني على العودة لها أقول شكراً وتصفيقاً لرجالها «واقفاً»! ولعلي أرى القادم أجمل.. فقط انتظروا، فالرجال هنا يتطلعون للنجاح والتميز.
|