** تُرى هل تنسينا مظاهر الحياة الباذخة ما كان يعيشه أجدادنا من قيم ومثاليات وتضحيات لا تزال سطورها تضيء تاريخهم؟
هل تصبح تلك المواقف التي عاشوها مجرد «حكايات» نتسلى بها في جلسات السمر ولا يمتد تأثيرها لأكثر من آخر حرف في روايتها؟
كان أجدادنا يعيشون في شظف من العيش، وقلة ذات اليد، ولكن تلك الصحراء التي لونت أجسادهم بسمرتها، وحرقت وكوت شمسها جلودهم.. كانت هذه الصحراء نادرة في تلقينهم الكرم والصبر والتضحية ومحبة الأرض..!!
ورغم قسوة تلك الحياة التي يعيشونها كانوا أكثر سعادة منا بقناعتهم وتضحياتهم من أجل غيرهم، وكان أحدهم كلما «ضامته» الحياة أو قست عليه صروف الدهر يغادر أرضه لكنه يظل متعلقاً بها عاشقاً لها منتظراً أقرب فرصة للعودة إليها.. وكان الواحد منهم يُنشد بينه وبين نفسه بكرامة العربي وإحساس الكريم:
«إذا أنت لم تحفظ لنفسك قدرها
هواناً بها كانت على الناس أهونا»
|
لقد كان الواحد من أجدادنا الساعد الأيمن لجاره وصديقه.. كان بلسماً له عندما يعز دواؤه، وكان له يداً حانية عندما تقسو عليه الحياة، كان الواحد منهم أنموذجاً نادراً في البذل والسخاء، وكانوا مثلاً في الوفاء يندر وجوده.
أين هذه القيم.. وأين تلك المثاليات؟!
هل أنستنا الهوامش الفانية القيم الباقية.. وهل قتلت فينا الدعة اللامتناهية المثاليات المضيئة؟
وهل أماتت فينا معامل المصانع عوامل الأصالة.
إنني لا أتساءل عن ماضٍ انقضى، ولكنني أسأل عن قيم أصبحت لا تُرى.
إن هذه الكلمات دعوة إلى واقع أولئك الرجال الذين كانوا يقتِّرون على أنفسهم وأولادهم ليكرموا ضيوفهم ومن يمرُّ على خيامهم..!!
إن انقراض بيت الشعر، ورعي الغنم، وعهد السواني لا يعني انقضاء قيم الوفاء والتضحية وصدق الوعد.
نحن أمة لها قيم تفتخر بها.. ومن العيب أن يتمسك الآخرون بقيمهم، ونحن نتخلى عن قيمنا مكتفين بمعطيات الحضارة المادية.
إن ركائز الروح والقيم هي الأبقى والأخلد، فلنحافظ عليها قبل أن تضيع منا.
***
مبروك
للشعراء ومتذوقي الشعر!
** ليفرح الشعراء وعشاق ومتذوقو الشعر، فقد أورد د. الطبيب عبدالرحمن العمري نتيجة دراسة لبعض الأطباء الباحثين وصلوا فيها إلى ان قراءة الشعر «توسّع الصدر» وتطرد الكآبة وإذ يقول: «وأحدث كلام جاء من أطباء بريطانيا يقول: إن قراءة أبيات من الشعر مدة نصف ساعة يومياً، أو كتابة الشعر، أو الاستماع لقصائد الشعر التي نطرب لها ونتمايل مع كلماتها، تساعد في تحسين المزاج والحالة النفسية للإنسان، وتقليل معدلات الكآبة».
** مبروك للشعراء!
فسوف تروج بضاعتهم وتروج أشعارهم!.
ومبروك لمتذوقي الشعر
فلم تعد قراءة الشعر في عصر المعلومة الجامدة ضرباً من الرومانسية، والتحليق في الخيال، بل قراءة الشعر أضحت نمطاً من العلاج وسعة الصدر «والوناسة»!!
** ولكن أي شعر!!
هذا هو السؤال:
أجزم حد اليقين أن قراءة بعض الشعر تجلب ضيقة الصدر!.
بل إن بعض الشعر الذي وصفه الأصمعي: «بأنه لم يخرج من بطن الشاعر لقتله»! إنه يطرد عصافير الفرح من النفس.. ويجعل مكانها أشباح الضيق تقيم في غاباتها.
***
وداع
** لقد ودعنا رمضان شهر الروحانية والتراويح وذلك بعد أن عشنا لحظات روحانية، كانت أشبه بدورة تنقية تطهيرية لجوانحنا ومشاعرنا، وكم نتمنى أن يظلَّ (بيان رمضان) ساكناً وديان نفوسنا، ومخضِّباً سهول حياتنا..!!
* فاكس 4766464/01
|