في مثل هذا اليوم من عام 1907 ولد الكاتب الإيطالي الشهير «ألبيرتو مورافيا».
كان «مورافيا» يكتب القصص القصيرة والروايات الطويلة والمسرحيات والشعر.
كان «ألبيرتو» مصاباً بمرض السل منذ أن كان صغيراً حيث أدى ذلك إلى حرمانه من التعليم الرسمي في المدارس، ولكنه وعلى الرغم من ذلك استكمل دراسته في منزله خلال مرحلة طفولته حتى أصبح يجيد القراءة والكتابة بشكل جيد، وظل «ألبيرتو مورافيا» حبيس المرض منذ طفولته وحتى وصل إلى سن الخامسة والعشرين من عمره، ولم يكن له في كل هذه الفترة من جليس غير الكتاب ومن تسلية غير الدراسة.بدأ «مورافيا» طريقه في الكتابة وهو في سن الثانية والعشرين، ذلك حين نشر كتابه الشهير الذي عصف بالأوساط الأدبية والاجتماعية بشدة، ذلك الكتاب هو «زمن اللامبالاة» والذي أخذ «مورافيا» فيه بنقد الحركة والنظام الفاشي وما أحدثه في المجتمع من عيوب وتصدعات كثيرة.
هذا ويعتبر مورافيا من أشهر الكتاب الإيطاليين الذين وصلت سمعتهم إلى خارج إيطاليا لتنطلق في العالم أجمع، ولعل ما حقق له هذه الشهرة هو تلك الكتب التي نشرت له في أول حياته والتي أكسبته احترام القراء والنقاد في العالم.ولم يكن «مورافيا» على وفاق مع الحكومة الإيطالية ولم يكن يرضى عن أفعال موسوليني ولذلك أخذ في انتقاده وتجسيد شخصيته في أعماله بشكل مفتعل مما أدى إلى إثارة غضب موسوليني الذي أطلق رجاله للتحرش به وإرهابه، وبسبب بعض المقالات المعادية لنظام الفاشية حذره البعض بأن الحزب الفاشي يدبر للقبض عليه وسجنه وذلك بعد سقوط موسوليني سنة 1943. استجابة لهذه التحذيرات رحل «مورافيا» إلى الجنوب الإيطالي هرباً من بطش الحزب الفاشي حيث عاش مع الفلاحين لمدة ثمانية أشهر.وكانت هذه المدة كافية بالنسبة إليه لكي ينهي كتابة أربع روايات تتحدث عن مشكلات الفلاحين والطبقة الوسطى بشكل عام.عاش «ألبيرتو مورافيا» طوال حياته بعد ذلك مهتماً بمشكلات الطبقات الضعيفة في المجتمعات المختلفة، فكان يرصد الحركات الاجتماعية والسياسية وينتقدها، حتى إنه كان يرصد المشكلات التي قد تنتاب المجتمعات والشخصية الإنسانية بفعل انتشار التقنيات المختلفة التي تملأ حياتنا.
|