ثورة «مخملية» في تشيكوسلوفاكيا

في مثل هذا اليوم من عام 1989م أعلن المسؤولون في الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي أنهم سيتخلون عن احتكار السلطة السياسية في ظل انهيار الأنظمة الشيوعية في الدول المجاورة في شرق ووسط أوروبا وتنامي المظاهرات والاحتجاجات في شوارع البلاد.
بعد ذلك جرت الانتخابات التي أتت بأول حكومة غير شيوعية في تشيكوسلوفاكيا لأول مرة منذ أربعين عاما.
حاولت تشيكوسلوفاكيا تحت قيادة الزعيم الشيوعي المتشدد جوستاف هوساك تجاهل حقيقة أن اتجاهات الرياح السياسية في شرق أوروبا قد تغيرت. فقد كان الرئيس السوفيتي في ذلك الوقت ميخائيل جورباتشوف يدعو وهو في السلطة إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية. كما تمت الإطاحة بالمسؤولين الشيوعيين الكبار مثل إريك هونيكر في ألمانيا الشرقية.حاول هوساك وأنصاره الاحتفاط بموقعهم في السلطة عن طريق ضم وجوها شيوعية جديدة إلى الحكومة ولكن عملية التجميل هذه لم تنجح في إثناء الشعب عن مطالبه بإجراء تغيير سياسي جذري.
في نوفمبر 1989 نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العاصمة التشيكية براغ وغيرها من المدن للمطالبة بالإطاحة بنظام حكم هوساك.وعلى الرغم من أن الشرطة واجهت هذه المظاهرات بقمع بالغ فإن هذا القمع زاد من حدة الاحتجاجات. وبعد أن فقد هوساك أي أمل في الحصول على مساعدة من جانب الاتحاد السوفيتي الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة أيضا أعلن في الثامن والعشرين من نوفمبر 1989 أن الحزب الشيوعي وافق على إلغاء نظام الحزب الواحد في البلاد.وبعد ذلك بأيام قليلة استقال هوساك نفسه. وفي التاسع والعشرين من ديسمبر انتخب هافيل رئيسا لتشيكوسلوفاكيا ليصبح أول رئيس غير شيوعي للبلاد منذ ما يزيد على أربعين عاما.وقد أطلق المراقبون على هذا التحول في تشيكوسلوفاكيا اسم «الثورة المخملية» لأنها تمت بصورة سلمية نسبيا. وكان نجاح هذه الثورة مؤشرا إضافيا على انهيارالكتلة الشيوعية في شرق أوروبا.