تحية من الله طيبة مباركة وبعد..
تبادر إلى خاطري القصة المشهورة المعبرة للخليفة العباسي هارون الرشيد عندما اطلعت على الصفحة الطبية في عدد الخميس 25/9/1424هـ وفيها موضوع للدكتور محمد مازن حمودة عن (حصيات الكلية) وقانا الله وإياكم منها حيث أشار - جزاه الله خيراً - إلى نعمة منسية ولا نقدرها حق قدرها ويندر أن نفطن لها وهي نعمة اخراج البول من أجسامنا والذي لو بقي فيها لأضرها وضاقت به ذرعاً ونتنعم بها مرات عديدة في اليوم الواحد ويمر البول عبر «المصفاة» الكليتين اللتين منحنا الله سبحانه إياهما لتصفيا الشوائب وتطرحانها خارج الجسم بلا مِنّة من أحد، في تناسق عجيب وتركيب فريد ولننظر بعين الاعتبار إلى معاناة الذين يعانون من الفشل الكلوي كيف يعانون الأمرّين في حياتهم وعند غسل كلاهم، شفاهم الله وأجزل لهم المثوبة.
فكم يا ترى تُغسل كلانا في اليوم؟!
إنها نعمة عظيمة يجدر بنا أن نتفكر بها لنشكر المنعم بها سبحانه وتعالى.
وأعود إلى القصة الرائعة لهارون الرشيد الذي كان يحكم دولة مترامية الأطراف.. فذات يوم أحضر له أحد الخدم ماءً ليشربه وقبـــل أن يناوله إياه ألهمه الله أن يختبر هذا الخليفة ذا الملك الكبير ليذكــره بنعم الملك المنعم جل جلاله، فقال له: لو منعتك هذه الشربة إلا بنصف ملكك أكنت تعطيني إياه بهذه الشربة؟!
فقال: بلى أفعل، وعندما شربها قال له: لو لم تخرج هذه الشربة إلا بنصف ملكك الآخر أكنت تعطيني إياه ليخرج البول؟! فقال: بلا ريب أفعل. فقال كلمة نفيسة: شربة ماء جَرَّدتك ملكك الكبير!!! فيا سبحان الله كم باليوم الواحد نشرب شربات كثر وتخرج منَّا بلا عناء؟!!
نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لرب العالمين.. آمين.
فضل الله بن عبدالله الفضل/بريدة
معلم لغة إنجليزية - م صالح البليهي
|