|
تحدث الدكتور عبدالرحمن العشماوي في زاويته «دفق قلم» عن لائحة رعاية طلاب المنح في جامعاتنا السعودية، وقد اعجبني اهتمامه بالحديث عن هؤلاء الطلاب الذين ما فتئوا بالجد والمثابرة في طلب العلم واكتساب الثقافة والمعرفة، وتعليقي هنا ما هو الا رسالة الى جيلنا المعاصر وفي جانب مهم من حياتنا الا وهي لغتنا الفصحى، ومدى اهتمامنا بها نطقا، فمن خلال عملي الوظيفي الجامعي الذي يُحتِّم عليَّ ان التقي مجموعة كبيرة من هؤلاء الطلبة، إذ أعجبني حرصهم على النطق بالفصحى، وكنت غالباً ما أتحدث معهم بها إكراما للغة العربية، ولهؤلاء الطلاب الذين اغتربوا عن ديارهم لطلب العلم وقيامهم بواجباتهم الشرعية والعملية، بل كيف حرصهم على التحدث بها مع أعجميتهم فمنهم من بلاد شرق آسيا الهند والصين وبعضهم من بلاد القوقاز وبعضهم من بلاد افريقيا، وكنت احاول جاهداً في ان اتحدث قدر الاستطاعة بالفصحى في كل الأحوال مع ضعفنا اللغوي وكثير من خاصة زماننا وعامتهم وقد يوصم بالتشدق من يتحدث الفصحى بزعمهم وهو خلاف ذلك، ثم أقول وجدت طلاب المنح يأنسون بمن يحدثهم بالفصحى لأنها هي التي يفهمون بها الكلام اكثر من اللهجات الدارجة حتى انه اشتكى إلي بعضهم من اللهجات المتنوعة بين الطلاب ومنهم من لا يقدر الفصحى قدرها، ومن الظريف الذي يؤلمك انه في أحد الأيام جاءني طالب من طلاب المنح وكان حديثي معه بالفصحى، وينتظرني طالب آخر من أبناء جلدتنا مع أصحابه، ومن عجلة الإنسان في انهاء معاملته بادرني بسؤال فصيح وباعتذاره من وقفة الانتظار مع ضحكاته هو وأصحابه من ذلك، فقلت له اعتقد أنك لم تتحدث سابقا بهذه الفصاحة إلا لما سمعتني احدث هذا الطالب بها، فهمست لهم بأن يتحدثوا قدر المستطاع بالفصحى وليتذوقوا جماليات اللغة وحليتها بالأمثال والشعر، فطال وقوفهم بمداخلات ماتعة مع اللغة العربية. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |