Friday 28th november,2003 11383العدد الجمعة 4 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«طلاب المنح» ولغتنا الفصحى «طلاب المنح» ولغتنا الفصحى

تحدث الدكتور عبدالرحمن العشماوي في زاويته «دفق قلم» عن لائحة رعاية طلاب المنح في جامعاتنا السعودية، وقد اعجبني اهتمامه بالحديث عن هؤلاء الطلاب الذين ما فتئوا بالجد والمثابرة في طلب العلم واكتساب الثقافة والمعرفة، وتعليقي هنا ما هو الا رسالة الى جيلنا المعاصر وفي جانب مهم من حياتنا الا وهي لغتنا الفصحى، ومدى اهتمامنا بها نطقا، فمن خلال عملي الوظيفي الجامعي الذي يُحتِّم عليَّ ان التقي مجموعة كبيرة من هؤلاء الطلبة، إذ أعجبني حرصهم على النطق بالفصحى، وكنت غالباً ما أتحدث معهم بها إكراما للغة العربية، ولهؤلاء الطلاب الذين اغتربوا عن ديارهم لطلب العلم وقيامهم بواجباتهم الشرعية والعملية، بل كيف حرصهم على التحدث بها مع أعجميتهم فمنهم من بلاد شرق آسيا الهند والصين وبعضهم من بلاد القوقاز وبعضهم من بلاد افريقيا، وكنت احاول جاهداً في ان اتحدث قدر الاستطاعة بالفصحى في كل الأحوال مع ضعفنا اللغوي وكثير من خاصة زماننا وعامتهم وقد يوصم بالتشدق من يتحدث الفصحى بزعمهم وهو خلاف ذلك، ثم أقول وجدت طلاب المنح يأنسون بمن يحدثهم بالفصحى لأنها هي التي يفهمون بها الكلام اكثر من اللهجات الدارجة حتى انه اشتكى إلي بعضهم من اللهجات المتنوعة بين الطلاب ومنهم من لا يقدر الفصحى قدرها، ومن الظريف الذي يؤلمك انه في أحد الأيام جاءني طالب من طلاب المنح وكان حديثي معه بالفصحى، وينتظرني طالب آخر من أبناء جلدتنا مع أصحابه، ومن عجلة الإنسان في انهاء معاملته بادرني بسؤال فصيح وباعتذاره من وقفة الانتظار مع ضحكاته هو وأصحابه من ذلك، فقلت له اعتقد أنك لم تتحدث سابقا بهذه الفصاحة إلا لما سمعتني احدث هذا الطالب بها، فهمست لهم بأن يتحدثوا قدر المستطاع بالفصحى وليتذوقوا جماليات اللغة وحليتها بالأمثال والشعر، فطال وقوفهم بمداخلات ماتعة مع اللغة العربية.
فبا لفصحى نتواصل مع الاقليات، ونلتقي بالحضارات، ونبني جسورا من المحبة والوئام مع الجاليات، وبها يبلغ صدى الإسلام فيهدي الله بإذنه من يشاء الى صراط مستقيم.
واللغة الفصحى حلية للطالب، ورفعة للراغب، جمال للمجالس، ومحبة للمؤانس، ينصت له الحاضرون، يطرب له السامعون، يقتدي به الأبناء فينشأ ناشىء منا على ما كان عوده أبوه، وهي خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان كما في الأدعية والأذكار (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) أليست فصيحة تقال في الصلوات وفي جميع الأوقات، فلم لا نتذوق طعمها ونجد السرى نحوها، فتشرق شمسنا ويزهر ثمرنا ويورق شجرنا فتسيل الفصاحة على أوراقنا عذبا زلالا، ومن أفواهنا صدى شجيا.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور: عبدالرحمن العشماوي المشرف العام على «مركز تأصيل لتنمية مهارات الفصحى» وله دورة خاصة في «فن الإلقاء المتميز» أشار الى ذلك الشاعر المرفرف بالشجن: محمد البلخي في مقاله يوم الأحد السابع من رمضان العدد (11357)، لا عدمنا لسان الفصاحة وقلم البلاغة والبيان استأذنا العشماوي الذي يشيد باللغة العربية واكتسابها واهمية الثروة اللغوية للكتاب والصحفيين في عدد من مقالاته وأمسياته.
إبحار في أعماق الفصحى:
(تلويحة شعرية).. للعشماوي:


من جذور اللغة الفصحى انطلقنا
نملأ الدنيا صدى عذباً شجياًّ
وبها نتلو كتاب الله غضاًّ
مثلما أنزله الله طرياًّ
لغة ما سافر الإبداع فيها
سفراً، إلا أعادته فتياًّ

ثم تعبر حدود الوطن:


اسألوا عني خراسان ومَرْواً
وبُخارى، واسألوا الشرق القصيَّا
اسألوا دجلة لما سال حبر
حينما لاقيت كلما تتريا
اسألوا عني تراثا، لو حفظتم
عُشْرَهُ، ما كنتم اليوم جُثيَّا
لغة الخلد أنا، تفنى لغات
وأنا ألبس تاجا سرمديَّا
سوف أغدو لغة الجنة، لما
يرفع الرحمن من كان تقيَّا

فيصل بن محمد العبودي

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved