انثر دموعك يا قلم
واكتب بها فوق القمم
هاذي الجزيرة منبر
مرفوعة لذوي الهمم
اكتب وكدر صفو من
داس الكرامة والقيم
إن الرذيلة أمرها
وأد الفضيلة في الأمم
|
لم أكن أتوقع أن أتواجد في يوم من الأيام في هذا المنبر ولكن واقع الأمة حتّم علي ذلك وخصوصا عندما جاشت مشاعري بهذه الأبيات التي آزرتني لكتابة هذا المقال.
لقد استفحل دور أعداء الإسلام في هذه الأيام حول أمر المرأة، هذه الجوهرة التي صانها الإسلام وحفظ حقوقها وكرامتها فقد غاظ الأعداء ما هي عليه في المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات سواء كانت شرقية أو غربية، وعلموا أن أسهل طريقة لإسقاط البناية كسر قواعدها التي قامت عليها فصمموا وعزموا وتهيأوا كل هذا في سبيل وأد الحياء فيها وقتل الكرامة، نعم لقد عزّ على أعداء الإسلام ذلك الأمر وجل في نفوسهم فوضعوا لهم أذناباً في ديار الإسلام يشجعون أقوالهم ويرفعون من قدرهم ويدعونها «حضارة» أي حضارة تلك؟! هل من الحضارة أن تمشي المرأة عارية؟ هل الحضارة أن تكون المرأة لعبة في الأيدي؟ هل الحضارة أن تخون المرأة زوجها ويخون الرجل زوجته؟؟ بئس الحضارة وبئس ما جاءوا به من أفكار هدامة وآراء سقيمة ما زالت بعض المجتمعات تتجرع مرارتها.
ومن المخجل والمفزع أن ترى بعض الجهلة ممن في قلوبهم مرض يوافقون تلك الآراء وليس لديهم دين يردعهم أو علم يمنعهم وتلك مصيبة عظيمة.
إنه يجب علينا إعلاميين أو صحفيين، جماعات أو أفراداً، رجالاً ونساء متعلمين وعامة أن نقف في وجه هذه الدعوات المضلة بل ونرميهم بعيوبهم إذ ليس من الانتصار أن تقف مدافعاً فقط بل هاجمهم بما فيهم وأعلم أنك على حق وأن الله سيعينك.
عليك أنتِ أيتها المرأة نصيب كبير من الدفاع عن نفسك، وفضح الخطط التي وضعت لإذلالك في دروب الردى ومهاوي الرذيلة.
بيني ذلك الأمر لمن ليس لديهن علم فصلاح المرأة يصلح الأمة ولله در الشاعر حيث يقول:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
|
إنه يجب علينا أن نعلم أنه إن استسلمنا لهذه الدعوات في زمن التحديات فوالله لقد ضيعنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن الله سيضيعنا.. علينا جميعاً أن نتقي الله فيما نقول فوالله إننا لمحاسبون على كل كبيرة وصغيرة.
علينا إنكار المنكر بقدر وسعنا ولا تكلف نفس إلا وسعها كل بحسب طاقته.. فالمربي مع تلاميذه، والوالدان مع أبنائهما، والزملاء والأصدقاء فيما بينهم، والإعلامي في إعلامه، والصحفي في صحافته.. فإذا تماسكت الأيدي وتمسكنا بحبل الله فوالله لا يضيعنا الله أبداً وسنجد بذلك قمة السعادة وغاية المقصد والمراد.
هذا وقبل أن أنهي مقالي هذا، أوجه هذه الكلمة إلى ذلك الصحفي الذي اتخذ من قلمه وسيلة لهدم كيان الأمة عالما بذلك أو جاهلاً.
فأقول له اتق الله فإنك مسؤول عما كتبت يدك ونطق لسانك فحاسب نفسك قبل أن تحاسب، وغيّر من وضعك فبدل أن تكون معول هدم اجعل من نفسك عنصراً بناء في جسد الأمة دافعاً لها نحو التقدم والتطور.
هذا وأسأل الله أن أكون قد وفقت لقول كلمة الحق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
|