أمي الحبيبة:
رحلت ولم ترحل هذه الحقيقة
رحل جسدك ولم يرحل طيفك وذكراك
لم يرحل حنانك الذي في كل أم أراه متجسداً ولم يرحل اهتمامك الذي في كل أم أراه مترنما.
أمي الغالية:
تزاحمت عليّ الكلمات وتكاثرت عليّ العبارات لأن الكتابة عنك فوق أن أسطرها بقلمي والوفاء لك لا استطيع بلوغه فالأم أكبر من أن يعبر عنها شاعر أو يكتب عنها كاتب.
أمي العزيزة:
رحلت ولم تعلمي ما أعاني من رحيلك!.
أمي...
لن ألقى حناناً كحنانك وعطفا كعطفك ولن ألقى من يضمّد جراحي بين فترة وأخرى بكلمات الأمومة التي كنت أراها فيك واسمعها من فيك.
أمي...
لا تظني أني سوف أنساك فليس هناك بديل عنك، لأنني أتخيلك أمام ناظري في كل لحظة عندما أخرج من البيت كنت تقولين لي «انتبه على نفسك»
رحمكِ الله كنت توجهين لي النصائح في الأيام العصيبة
كنت عندما توقظيني لصلاة الفجر تقولين:
«يا وليدي تعوذ بالله من الشيطان»
رحمك الله عندما أفرح تفرحين وعندما أحزن تحزنين كنت تشجعينني عندما أصيب وتنصحينني عندما أخطئ،
وعندما أسافر تقولين احرص على الطاعة ولا تنسني من دعائك ولا تنسى أموات المسلمين من دعائك، وخصّ منهم أمي وأختي.
والآن الله المستعان أصبحت يا أمي رحمك الله من تعداد الموتى.
أمي...
يعلم الله أنني في اشتياق اليك ولكن...
أسأل الله أن يجمعني بك في الجنة
أسأل الله أن يجعلك في نعيم
أسأل الله أن يجعل قبرك أول منازل الجنة
أسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة
أسأل الله أن يؤنس وحشتك.
أمي...
لن أنساكِ لن أنساكِ لن أنساكِ ما دمت حياً على هذه الدنيا
ولكن اسأل الله ان يصبرني ووالدي واخوتي على فراقك
اللهم آمين آمين آمين
رحمك الله يا أمي
|