|
|
تزخر خارطة العالم المعاصر، والعالم الإسلامي منه، بتجارب شعوب الأرض ومجتمعاتها المخضرمة العابرة من حضارات ولّت وأدبرت إلى حضارة يشرق فجرها ويبزغ نورها. وهي شعوب خبرت خير الدنيا وشرها، وشكلت لمواجهة الخيرية والأخرى، مؤسسات عملاقة، وأنظمة معاصرة، نقلتها من حال التردي والهوان إلى مصاف الدول الصناعية العملاقة، ففرضت على الآخرين وجودها بكل اقتدار، وراح يحسب لها هؤلاء حسابات دقيقة، ويترقبون مخرجات تجربتها الثقافية الاجتماعية، كأنموذج رائد في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بأسلوب أدهش الأغلبية من شعوب الأرض وحكوماتها. التجربة اليابانية واحدة من تجارب العالم الآخر التي خرجت من وسط الركام والدخان والمبيدات البشرية «الهيروشيمية» و«النجازاكية» فاستطاعت خلال عقود قليلة أن تقض مضاجع سادة العالم الشقر، وأن ترد «الصاع صاعين» بأسلوب خاص عماده العمل والإنجاز والسلام والتقانة الفائقة القدرة. والتجربة الماليزية قفزة أخرى في العالم، غير أنه هذه المرة «العالم الإسلامي»، رائدة النمور، مع أنها في أقصى الشرق وليست في وسطه!! خرجت بمجتمعها من معدلات متواضعة للمعيشة إلى مشارف الدول الصناعية، قوامها في ذلك «الفكر الإنساني المستنير» والسعي نحو الأفضل بتجرد وعقلانية مهتدية عالية، فأضافت للفكر الإسلامي مدرسة لم يعهدها من قبل، وعاش الناس فيها مقبلين على الحياة غير مدبرين عنها، طامعين في الأفضل دائماً لا عاشقين للموت والهلاك، وقدمت للعالم أنموذجا للتطور الاقتصادي المهيب. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |