المرأة عندنا لها سائق، وحارس، وخادم، وحاجب..
سائقها إن كانت بنتاً فهو الأب، وإن كانت زوجة فهو الزوج، وإن كانت أماً فهو الابن، والكل خدم بعد ذلك.
أما هناك فهي السائقة والخادمة والحارسة!!
هي عندنا لا تراها الأعين، وليس لأحدٍ أن يسخر منها، أما عندهم فتراها الأعين، والكل يسخر منها.
هي عندنا جارية محبوبة، لأن تعاليمنا تأمر بالصبر عليها ورحمتها «من عال جاريتين كنت أنا وإياه كهاتين» فهل مثل هذا عندهم؟
هي عندنا أمانة عظيمة إذا كانت شابة، ولا نضعها إلا عند الأمناء من الرجال «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»..
فهل هذا عند أولئك..؟!
هي عندنا زوجة محترمة لها حقوق كاملة: «خيركم خيركم لأهله..»، «استوصوا بالنساء خيراً..» فهل هذا عندهم؟!
هي عندنا أم تأمر، وتنهى، ويلزم طاعتها، والويل لمن خالف أمرها «.. ثم أمك ثم أمك ثم أمك..» فهل هذا عندهم؟!
وإذا ذهب شبابها، وجمالها، ورقَّ عظمها، وضعف أمرها، وعجزت قواها، فهي عندنا قد بلغت الذروة في ملكها، والمنتهى في قوتها، والكل تحت أمرها {فّلا تّقٍل لَّهٍمّا أٍفَُ وّلا تّنًهّرًهٍمّا...} فهل هذا عندهم؟!
|