Friday 28th november,2003 11383العدد الجمعة 4 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حادثة وحديث حادثة وحديث
المصلحون المفسدون وإثارة الشكوك
عبيد بن عساف الطوياوي ( * )

ومن الأساليب السيئة التي يمتاز بها أدعياء الاصلاح، إثارة الشكوك والشبهات، واطلاق التهم، وخاصة بأهل الفضل من المصلحين حقيقة، فهم يثيرون الشكوك حولهم، بهدف تنفير الناس عنهم، وتحذيرهم منهم، وعدم قبول ما يصدر عنهم من توجيه أو فتوى، وذلك لعلمهم بأن هؤلاء الفضلاء هم أول من يقف في طريقهم، ويقطع عليهم خط رجعتهم، وهو أسلوب قديم استعمله المجرمون في مواجهة الرسل - عليهم السلام - وما جاؤوا به من الحق المبين، وقد سلك المصلحون المفسدون مسلك أولئك، واقتفوا أثرهم، ونهجوا منهجهم.
ومن التهم الباطلة؛ اتهامهم لبعض أهل الفضل بأنهم طلاب دنيا، وأرباب رئاسة، وعشاق زعامات، وهذا هو منهج المجرمين، ووسيلة الظالمين، ومن ذلك قول فرعون لموسى - عليه السلام - ومن آمن معه: {أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } يقول محمد بن عبدالعزيز المسند، صاحب كتاب (أساليب المجرمين): «وهكذا اتهم سائر الرسل - عليهم السلام - بهذه التهمة الباطلة، ولو كان حقا طلاب زعامات ورياسات - كما قال المجرمون - لسلكوا لتحقيق ذلك طرقا أخرى أيسر بكثير وأقرب من طريق الدعوة الى الله عزوجل مع ما يكتنفه من أخطار مرعبة، وأهوال شاقة متعبة، وما يتطلبه من تضحيات جسام، وصبر وآلام، لكنهم أرادوا تبليغ رسالة الله عزوجل وإقامة دينه وشرعه في الأرض مهما كلفهم ذلك من تضحيات وآلام...» الى ان قال:«قال محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - في مسائل الجاهلية: «المسألة السابعة والخمسون: رمي المؤمنين بطلب العلو في الأرض..». قال الألوسي - رحمه الله - في تعليقه على هذه المسألة:«فكل من دعا الى الحق رماه من كان على المسلك الجاهلي أن قصده من الدعوة طلب الرياسة والجاه، من غير أن ينظروا الى ما دعا اليه، وما قام عليه من البراهين» وذلك أن قلوبهم قد أشربت حب الرياسة، فنضحت بما فيها وقديما قال الشاعر:


ويأبى الذي في القلب إلا تبينا
وكل إناء بالذي فيه ينضح

( * ) حائل، ص.ب 3998

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved