* وادي الدواسر - قبلان الحزيمي:
في وادي الدواسر ما يزال الأهالي متمسكين بعادات وتقاليد الآباء والأجداد في مظاهر عيدهم ولم تؤثر مظاهر الحضارة والمدنية في تغيير هذه العادات على مر العصور بل هناك ربط جميل بين هذه العادات والتقاليد الأصيلة والتطور الحضاري الباهر الذي تشهده المحافظة وإن كان هناك بعض المفارقات الطفيفة بين عيد الأمس وعيد اليوم.
وأهم تلك العادات الجميلة الاستعداد المبكر للعيد منذ الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك أو قبل ذلك بأيام حيث يبدأ رب الأسرة بشراء الملابس والحلل الجديدة لأهل بيته وأطفاله وتبدأ النساء بإعادة ترتيب المنزل وتجميله والإعداد لحناء العيد وحلواه كما ان هناك ولله الحمد تكافلا اجتماعيا بين أفراد المجتمع حيث يقوم بعض الأغنياء والموسرين بتوزيع كسوة العيد على الفقراء والمحتاجين وتوجيه الدعوة لهم لحضور وجبة فطور العيد. وفي يوم العيد يخرج رب الأسرة في زينته ويصطحب معه أولاده وكبيرات السن من أهل بيته لأداء صلاة العيد.
وبعد صلاة العيد يقوم الجيران بوضع فرشهم في تقاطعات الطرقات أو في الساحات الواسعة ويتحلقون حول الأطعمة التي أعدتها ربات البيوت وفتيات المستقبل والتي تتنوع من منزل إلى آخر كل حسب جوده وميسوره ولكنها تتفق في مضمونها الذي يتميز بالطابع الشعبي. ومن تلك الأكلات الشعبية التي تتميز بها المحافظة المثلوثة والعريكة (المعصوبة) والفتة والمهبش وقرص الجمر والجريش ومنهم من يقدم المكبوس بالمفطح أو فقار صغار الجمال. وتحرص كل ربة منزل ان يكون عيدها الأفضل وتتباهى النساء بأعيادهن أمام الجيران وخلال هذه الاجتماعات يتبادلون التهاني والتبريكات.
وفي احتفالات العيد التي يحرص محافظ المحافظة وكافة أعيانها على حضورها يتبارى الشعراء في إلقاء قصائدهم ومن ثم إحياء الفنون الشعبية الجميلة التي تميزت بها المحافظة والتي يأتي في مقدمتها العرضة السعودية.
|