Friday 28th november,2003 11383العدد الجمعة 4 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أول زيارة لرئيس أمريكي للعراق بهدف رفع معنويات القوات الأمريكية أول زيارة لرئيس أمريكي للعراق بهدف رفع معنويات القوات الأمريكية
بوش زار العراق سراً والتقى بجنوده وأعضاء مجلس الحكم الانتقالي
نقلته طائرة عسكرية مطفأة الأنوار ومظللة النوافذ يرافقه كبار مساعديه

* بغداد - القاهرة د.ب.أ رويترز:
قام الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الخميس بزيارة سرية ومفاجئة قصيرة للعاصمة العراقية بغداد بمناسبة عيد الشكر في الولايات المتحدة.
وقالت شبكة «سي. إن. إن» الاخبارية نقلا عن متحدث باسم البيت الابيض إن بوش تفقد القوات الامريكية في العراق والتقى أعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي.
وأشارت الشبكة إلى أن بوش وصل إلى مطار بغداد الدولي على متن طائرة سلاح الجو الأمريكي التي كانت أنوارها مطفأة ونوافذها مظللة حرصا على سلامة الرئيس خشية تعرضه لأي هجوم.
وأضافت أن الطائرة الرئاسية بقيت على أرض مطار بغداد لمدة ساعتين ونصف فقط وأقلعت منه الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي.
وقالت (سي. ان. ان) إن بوش اجتمع أيضا مع الحاكم المدني الامريكي للعراق بول بريمر وقائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز.. وشارك في حفل عشاء مع 700 من قواته بمناسبة عيد الشكر.
وأبلغ الرئيس الجنود بأنهم يدافعون عن الشعب الأمريكي الذي يشعر بالفخر بهم.
وقال بوش لنحو 700 جندي أصابهم الذهول لرؤية الرئيس الأمريكي يدخل عليهم قاعة طعام عسكرية في مطار بغداد الدولي «أحمل لكم رسالة نيابة عن امريكا.. نشكركم على خدماتكم.. نحن فخورون بكم وامريكا تقف بثقلها كاملا وراءكم».
ودون أي تلميح إلى المفاجأة قال بول بريمر رئيس الإدارة المدنية الامريكية في العراق للجنود انه كان سيقرأ رسالة بوش إليهم بمناسبة عيد الشكر لكنه سيترك ذلك إلى اكبر مسؤول موجود.
وفي تلك اللحظة ظهر بوش مرتديا سترة عسكرية وبدأ تهليل الجنود.
وقال بوش «كنت ابحث عن وجبة ساخنة هنا.. شكرا لدعوتكم لي على العشاء.. لا يمكنني ان اجد مجموعة افضل لأتناول معها عشاء عيد الشكر».
وبعد ستة أشهر من إعلانه من فوق حاملة طائرات انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق لتبدأ هجمات المقاومة تعهد بوش بمواصلة الطريق.
وقال بوش «إنكم منخرطون في مهمة صعبة.. ان اولئك الذين يهاجمون قوات التحالف ويقتلون عراقيين ابرياء يختبرون ارادتنا.. يأملون ان نهرب».
واضاف «لم نقطع مئات الأميال عبر اراضي العراق وندفع ثمنا باهظا من الخسائر «في الارواح» ونقهر دكتاتورا ونحرر 25 مليونا لنتراجع أمام حفنة من المجرمين والقتلة» على حد قوله.
وتابع «سنكون المظفرين.. سنكسب لأن قضيتنا هي العدل.. سنكسب لأننا سنبقى في وضع الهجوم».
وصافح بوش الجنود لاحقا ووقف في الصف وساعد في تقديم الطعام للجنود.
واجتمع بوش ايضا مع اربعة من اعضاء مجلس الحكم في العراق.
وقضى بوش 150 دقيقة في مطار بغداد الدولي المحصن قبل ان يستقل طائرة الرئاسة في طريقه إلى واشنطن ثم إلى تكساس.
واستغرقت رحلة بوش منذ بدايتها حتى نهايتها نحو 30 ساعة منها 27 ساعة قضاها في الجو.. ورافق بوش في رحلته حفنة من كبار مساعديه وعدد من ضباط المخابرات الامريكية ومجموعة صغيرة من الصحفيين اقسموا على التزام السرية.
واحيطت خطة الزيارة بالكتمان الشديد داخل البيت الابيض ولم تكن معروفة سوى لعدد صغير من كبار المساعدين.. وقال مساعدو بوش ان الرئيس الأمريكي اتخذ قرار زيارة القوات في العراق قبل نحو خمسة او ستة اسابيع اثناء جولته في آسيا.
وفي مؤتمر بالفيديو ابلغ بوش يوم الاربعاء نائب الرئيس ديك تشيني ورئيس هيئة موظفي البيت الابيض اندرو كارد ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس بالرحلة.
وكان الامر سرا لدرجة ان والديه الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش الأب وباربرة بوش لم يبلغا.
وابلغ بوش زوجته بوجهته قبل ساعات من مغادرة تكساس وابلغ ابنتيه باربرة وجينا قبل المغادرة مباشرة.
وخرج بوش خلسة من مزرعته في كروفورد في سيارة دون موكبه المعتاد في رحلة استغرقت 45 دقيقة إلى مطار في واكو القريبة.
وامتنع دان بارتليت مدير الإعلام والاتصال في البيت الابيض عن كشف سبب خروج بوش خلسة من مزرعته.
وقال «إذا كنت تقف خارج المزرعة تنتظر الرئيس.. ما كان يمكن ان تعرف ان الرئيس غادر لتوه».
وفي مطار تكساس صعد بوش إلى طائرة الرئاسة من المدخل الخلفي.. وبهدف التمويه ذكر ان الطائرة في طريقها إلى واشنطن لاعمال صيانة.
وبعد هبوط الطائرة في قاعدة اندروز الجوية في واشنطن تم سحبها إلى حظيرة عليها حراسة مشددة حيث كانت طائرة مماثلة تنتظر.. وانتقل بوش إلى الطائرة الثانية واستقلها إلى بغداد.
وفيما يصعد الطائرة التفت بوش إلى الصحفيين ووضع يدا على اذنه كما لو كان يتحدث في هاتف محمول وحرك يده الاخرى حركة قطعية على عنقه وقال «لا اتصالات هاتفية».
وتعد زيارة بوش هذه لبغداد أول زيارة لرئيس أمريكي على الاطلاق للعراق أحيطت بالسرية التامة لاسباب أمنية.. وكان الهدف منها هو رفع معنويات الجنود الامريكيين.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved